تبدو ظاهرة خروج بعض الجماهير عن النص في بعض المباريات ظاهرة خطيرة ومقلقة وتحتاج لدراسة حتى تتوقف وتختفي، وعندما وصفت هذه التصرفات بالشغب فهي خدش للروح الرياضية، والتنافس الذي يجب أن يكون بين الجميع، والرياضة في مجملها رسالة محبة ووسيلة تعارف وتنافس شريف وإذا كان الشغب يصدر أحياناً ضد الفرق الزائرة أو المتنافسة أو ضد طواقم التحكيم والإداريين فإنه هنا في بعض المباريات تخطى كل الحدود وأصبح يسيء للذوق العام وللمشجع السعودي وصار يطول بعض الفرق من جماهيرها سواء اللاعبين او االمدربين أو الإداريين ولنا في تصرفات بعض الجماهير المحسوبة على النصر والأهلي أقرب مثال فبعد خسارة الأول من الباطن لم تبقِ بعض جماهيره شيئاً في يدها إلا ورمته في وجه الرئيس والمدرب واللاعبين في تعبير خاطئ عن غضبها لا يمكن أن يصلح الحال التي ظهر عليها الفريق، فيما كان مدرب الأهلي الاوكراني سيرغي ريبروف هو الضحية بعد تعادل فريقه أمام الهلال بنتيجة صفر-صفر وتقلصت حظوظه في الحصول على لقب الدوري واستبداله مهاجم الفريق عمر السومة الذي أشعل شرارة الغضب الجماهيرية ضد المدرب في تصرف أرعن من هذه الجماهير التي يتم شحنها عادة من قبل بعض الإعلاميين المتعصبين في البرامج الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي. تصرفات بعض الجماهير يفترض أن يقف لها الاتحاد السعودي لكرة القدم بحزم وصرامة وأن تعاقب هي لا إدارة النادي بغرامات مالية وهي -أي الادارة- لم ترمِ حذاء (أعزكم الله) أو علبة مياه وإنما من فعل ذلك هم بعض الجماهير التي يفترض معاقبتها بمنعها من حضور بعض مباريات فريقه وأن تلعب من دون جمهور حتى يدرك المخطئ أنه لا يضر نفسه فقط بل يضر بمصلحة فريقه كما أن ردة الفعل تجاه بعض المدربين أو اللاعبين الأجانب وهم ضيوف لنا نطمح أن يعودوا لبلدانهم بأفضل انطباع عن أخلاقياتنا ومثاليتنا لا عن الشغب والإساءة سواء بالكلام أو بالفعل وتكرار الإساءة لهؤلاء التي ربما تجعل المدرب أو اللاعب غير السعودي يفكر ألف مرة قبل أن يوقع عقداً مع أحد الاندية لدينا كما أن على الهيئة العامة للرياضة وإدارات الأندية الدور الأكبر في تثقيف الجماهير ومراقبة من يثير الشغب في المدرجات ومعاقبته وجعله عبرة لغيره، فالملاعب يجب أن تكون مكاناً للتنافس الشريف ومدرجاتها مكاناً للتشجيع المثالي ومساندة الفرق بروح عالية وإثارة مباحة، ودعم يساهم في رقي مستوى المباريات، ويجعلها أكثر تشويقا يحفز اللاعب على العطاء والمدرب على العمل والإدارة على التخطيط حتى يرتفع الأداء ويكون المستفيد الأول هي المنتخبات السعودية وأنديتها والقدرة على المنافسة خارجيا ونيل البطولات.