الائتمان السعودي يواصل استقراره في الربع الثالث 2025    ختام مسابقة الجري في جيوبارك بمحافظة ثادق شمال الرياض    15 شركة صحية صغيرة ومتوسطة تدخل السوق الموازي    تداولات الأسهم تنخفض إلى 2.9 مليار ريال    انطلاق مناورات "الموج الأحمر 8" في الأسطول الغربي    بغداد: بدء التصويت المبكر في الانتخابات التشريعية    مشاهد مروعة من الفاشر.. عمليات قتل من شارع لشارع ومقابر جماعية    الأهلي يتوج بالسوبر المصري للمرة ال 16 في تاريخه    الأخضر تحت 23 عاماً يدشّن معسكره في الإمارات تحضيراً لكأس آسيا    الأخضر يدشن تدريباته في معسكر جدة استعداداً للقاء ساحل العاج    فيفا يُعلن إيقاف قيد نادي الشباب    وزارة الداخلية في مؤتمر ومعرض الحج 2025 .. جهود ومبادرات أمنية وإنسانية لخدمة ضيوف الرحمن    على وجه الغروب وجوك الهادي تأمل يا وسيع العرف واذكر الأعوام    معجم الكائنات الخرافية    حرف يدوية    5 فوائد للأسماك تتجاوز أوميغا 3    حرب موسكو وكييف انقطاع للكهرباء ودبلوماسية متعثرة    علماء روس يبتكرون عدسة نانوية قادرة على تغيير مستقبل الطب الحديث    مانشستر سيتي يسحق ليفربول بثلاثية في احتفال جوارديولا بمباراته الألف    82 مدرسة تتميز في جازان    الشرع في البيت الأبيض: أولوية سوريا رفع قانون قيصر    هدنة غزة بوادر انفراج تصطدم بمخاوف انتكاس    تحت رعاية سمو ولي العهد.. الرياض تدشّن النسخة الافتتاحية من منتدى TOURISE    وزير الحج: موسم الحج الماضي كان الأفضل خلال 50 عاما    وزير التعليم: وصول مبادرة "سماي" إلى مليون سعودي وسعودية يجسد نجاح الاستثمار في رأس المال البشري وبناء جيل رقمي مبتكر    إنفاذًا لأمر الملك.. تقليد رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة    (إثراء) يشارك في أسبوع دبي للتصميم 2025 بجناح الخزامى    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة توثق ركن الحج والرحلات إلى الحرمين    200 سفيرة للسلامة المرورية في الشرقية بجهود لجنة أمهات ضحايا الحوادث    ورشة عمل لدعم وتطوير الباعة الجائلين بحضور سمو الأميرة نجود بنت هذلول    أمير تبوك يشيد بحصول إمارة المنطقة على المركز الأول على مستوى إمارات المناطق في المملكة في قياس التحول الرقمي    "أشرقت" الشريك الاستراتيجي للنسخة الخامسة من مؤتمر ومعرض الحج 2025    إنقاذ حياة خمسيني من جلطة دماغية حادة في مستشفي الوجه العام    أكثر من 11 ألف أسرة محتضنة في المملكة    أمير تبوك يستقبل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يوسف بن سعيد    رئيس وزراء جمهورية النيجر يُغادر جدة    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة في ديربي جدة    ترتيب هدافي دوري روشن بعد الجولة الثامنة    انطلاق أعمال مؤتمر ومعرض الحج والعمرة 2025 في جدة بمشاركة 150 دولة.. مساء اليوم    مبادرة تصنع أجيالا تفتخر    وزير الإعلام سلمان الدوسري يقدّم العزاء للمستشار فهد الجميعة في وفاة والده    83 فيلما منتجا بالمملكة والقصيرة تتفوق    في المرحلة ال 11 من الدوري الإيطالي.. نابولي ضيفاً على بولونيا.. وروما وإنتر في مواجهة أودينيزي ولاتسيو    سمو ولي العهد يعزّي ولي عهد دولة الكويت في وفاة الشيخ صباح جابر فهد المالك الصباح    تحت رعاية الملك ونيابةً عن ولي العهد.. أمير الرياض يحضر دورة ألعاب التضامن الإسلامي    رحلة رقمية للمستثمرين والمصدرين..الخريف: تعزيز الاقتصاد الصناعي المستدام في المملكة    285 مليار دولار استثمارات أوروبية بدول «التعاون»    أكاديميون: مهنة الترجمة تبدأ من الجامعة    هنأت رئيس أذربيجان بذكرى يومي «النصر» و«العلم».. القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة صباح جابر    الإطاحة ب«لص» نام أثناء السرقة    «المنافذ الجمركية» تسجل 1441 حالة ضبط    83 قضية تجارية يوميا    واتساب يطلق ميزة لوقف الرسائل المزعجة    واشنطن تراقب توزيع المساعدات    المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    ديوانية الأطباء تكرم القحطاني    «أمن الحج والعمرة».. الإنسانية بكل اللغات    الشؤون الإسلامية في جازان تنفّذ أكثر من (40) ألف جولة رقابية على الجوامع والمساجد خلال شهر ربيع الثاني 1447ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اضطراباتُ التَّعَلُّم
نشر في عناية يوم 17 - 01 - 2016

يُشير تعبيرُ "اضطراب التَّعَلُّم" إلى مُشكلةٍ خطيرة قد يعاني منها الطالبُ عندَ تَعَلُّمه القراءةَ أو الكتابة أو الرياضيَّات أو غير ذلك من أنشطة التَّعَلُّم. تؤدِّي اضطراباتُ التَّعَلُّم إلى الإضرار بقُدرَة الطفل على تَعَلُّم المعلومات ومُعالجتها؛ وهي تُدعى أحياناً "عَجز التَّعَلُّم" أو "صُعوبات التَّعَلُّم" أو "تأخُّر التَّعَلُّم".
ومن الممكن أن يكونَ التأخُّرُ الشديد عن بلوغ بعض المَعالِم التطوُّرية في التَّعَلُّم، رغم التطوُّر الطبيعي للطفل من بقية الجوانب، علامةً على وجود اضطراب التَّعَلُّم. قد يشمل هذا التأخُّر مشكلاتٍ في اللغة والرياضيَّات والمَهارات الحَرَكيَّة، وغير ذلك من مجالات التَّعَلُّم. يجري تشخيصُ اضطراب التَّعَلُّم لدى الطفل في حال تحقُّق المعايير التالية كلِّها معاً: أن تكونَ قُدرات الطفل في القراءة والكتابة والرياضيات أقلَّ بكثير من القُدرات المتوقَّعة لمن هو في سنِّه وذكائِه وصفِّه في المدرسة. أن يتأكَّدَ وجودُ حالة اضطراب التَّعَلُّم من قبل شخص اختصاصي يستخدم منهجيةً محدَّدة للتقييم. وقد تختلف عمليةُ التقييم باختلاف المدرسة أو السياسات الحكومية. أن يكونَ لمُشكلات التَّعَلُّم لدى الطفل أثرٌ بليغ على أدائِه المَدرسي. لا علاجَ لاضطراب التَّعَلُّم. لكن هناك وسائل تعليمية خاصَّة لمساعدة الطفل في التَّغَلُّب على اضطراب التَّعَلُّم وتطوير حَصيلته التعليميَّة.
مقدِّمة
يُشير تعبيرُ "اضطراب التَّعَلُّم" إلى مُشكلة خطيرة قد يعاني منها الطالبُ عند تَعَلُّمه القراءة أو الكتابة أو الرياضيّات أو غير ذلك من أنشطة التَّعَلُّم. وتؤدِّي اضطراباتُ التَّعَلُّم إلى الإضرار بقُدرَة الطفل على تَعَلُّم المعلومات ومُعالجتها. يُدعى اضطرابُ التَّعَلُّم أحياناً بأسماء أخرى من بينها "عَجز التَّعَلُّم" أو "صُعوبات التَّعَلُّم" أو "تأخُّر التَّعَلُّم". رغم إمكانية وجود اضطرابات التَّعَلُّم لدى الأطفال الصغار جداً، إلاَّ أنَّها لا تُلاحَظ عادةً حتَّى يدخلَ الطفلُ المدرسةَ الابتدائية. وعندَ بعض التلاميذ ممَّن يكون حاصِلُ ذكائهم شديدَ الارتفاع، يُمكن ألاَّ يظهرَ اضطرابُ التَّعَلُّم حتَّى مرحلة مدرسيَّة مُتَقَدِّمة. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي اضطرابات التَّعَلُّم، ويميِّز بينها وبين الإعاقات العقليَّة والجسديَّة. كما يناقش أيضاً كيفيةَ التقَصِّي عن وجود اضطرابات التَّعَلُّم، وكيفيَّة التعامل معها.
اضطراباتُ التَّعَلُّم
يستطيع دِماغُ الإنسان أداءَ أعمال تتطلَّب مهاراتٍ متَقَدِّمةً، كالنطق والقراءة والكتابة والعمليات الرياضية. وهذه وظائفُ متقدِّمة للجسم، تتطلَّب بلايين التوصيلات بين الخلايا العَصبيَّة في الدِّماغ. في الدماغِ مناطقُ تختصُّ بالإبصار وبالسمع وغير ذلك من الحَواس. وعندما تعجز واحدةٌ من هذه المناطق عن العمل السليم، يُمكن أن ينجمَ عن ذلك اضطرابٌ في التَّعَلُّم. ويكون اضطرابُ التَّعَلُّم خاصاً بنشاط محدَّد من أنشطة التَّعَلُّم، كالقراءة أو الكتابة أو الرياضيَّات. لكنَّ اضطرابَ القراءة هو أكثر اضطرابات التَّعَلُّم شُيوعاً. يجب التَّمييزُ بين اضطرابات التَّعَلُّم وبين الفوارق الطبيعية بين التلاميذ. يتَعَلُّم التلاميذُ المهاراتِ المختلفةَ بمُعَدَّلاتٍ مختلفة. وقد يتفوَّق بعضُهم على الآخرين في هذا الجانِب أو ذاك.
إنَّ التلاميذَ الذين يكون أداؤهم دون المُتوسِّط في مجالات معينة ليسوا ممَّن يُعانون من اضطرابات التَّعَلُّم بالضرورة. يكون اضطرابُ التَّعَلُّم موجوداً عندما يعاني الطفلُ من مُشكلات جديَّة في تَعَلُّم أحد المواضيع، ويكون أداؤه أقلَّ بكثير ممَّا هو مُتوقَّع من الأطفال الذين في سنِّه. هناك أنواع كثيرة من اضطرابات التَّعَلُّم. ويتعلَّق أكثر الأنواع التي يتَحرَّى عنها الاختصاصيون بمواضيع يجري تعليمُها في المدارس، كالقراءة والكتابة والرياضيَّات.
لا يَجوز الخلطُ بين اضطرابات التَّعَلُّم واضطرابات الذَّكاء؛ فالذكاءُ مقياسٌ عامٌ عريض للقُدرات العقليَّة. في حين أنَّ اضطرابَ التَّعَلُّم حالةٌ تؤثِّر في واحِدة من هذه القُدرات فقط. على سبيل المثال، يُعرَف اضطرابُ التَّعَلُّم الذي يؤثِّر في القراءة باسم خلل القراءة. ومن الممكن أن يكونَ لدى الشخص المُصاب بخلل القراءة مستوى ذكاء مُتوسِّط أو فوق المتوسِّط، رغم أنَّه يعاني من مشكلة في القراءة. إنَّ اضطرابات التَّعَلُّم شيءٌ والإعاقات العقلية (تُعرَف باسم "التخَلُّف العَقلي") شيءٌ آخر تماماً. يكون للتخلُّف العقلي أثر على عدد من القُدرات العقليَّة، في حين لا يؤثِّر اضطرابُ التَّعَلُّم إلاَّ في جانب أو اثنين من جوانب عمليَّة التَّعَلُّم.
كما يجب التفريقُ أيضاً بين اضطرابات التَّعَلُّم والإعاقات الجسديَّة التي يُمكن أن تؤثِّرَ في التَّعَلُّم، وذلك من قَبيل العمى أو الصَّمَم. إنَّ العمى والصمم يؤثِّران في التَّعَلُّم، ويتطلَّبان تعليماً خاصاً، لكنَّهما غيرُ مُصَنَّفين من جُملة اضطرابات التَّعَلُّم.
مقارنةٌ بين "اضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط" و"اضطرابات التَّعَلُّم"
لا يجوز الخَلطُ بين اضطرابات التَّعَلُّم وحالة اضطراب نقص الانتباه مع فَرط النَّشاط؛ فالأخيرةُ حالةٌ طبيَّة لها أثرٌ سلبيٌّ على كثير من الجوانب المُتعلِّقة بالتَّعَلُّم. قد يكون الشخصُ أو الطفل قليلَ الانتباه كثيرَ النشاط والحركة، ويتصرَّف تصرُّفات مُندفعة. يٌؤثِّر اضطرابُ نقص الانتباه مع فَرط النَّشاط في كثير من الجوانب المُتعلِّقة بالتَّعَلُّم، في حين لا يكون لاضطراب التَّعَلُّم أثرٌ إلاَّ على جانب واحد أو اثنين فقط. لكنَّ الأطفالَ المصابين بحالة نقص الانتباه مع فَرط النَّشاط يُمكن أن يكونَ لديهم واحدٌ أو أكثر من اضطرابات التَّعَلُّم. لكن من الواجب على أيَّة حال إجراءُ تقييم لحالة الطفل من قِبَل شخص متخصِّص. ولا يجوز افتراضُ أنَّ الطفلَ المُصاب باضطرابات التَّعَلُّم مُصابٌ باضطراب نقص الانتباه مع فَرط النَّشاط من غير تشخيص يقوم به شخصٌ متخصِّص.
الاضطراباتُ اللغويَّة
يتضمَّن القسمُ التالي استِعراضاً وجيزاً للحالات الأكثر شيوعاً من اضطرابات التَّعَلُّم المتعلِّقة بالقراءة والكتابة. اضطراباتُ التَّعَلُّم ذات الصلة باللغة هي مشكلاتٌ في الكلام أو الإصغاء أو القراءة أو التهجِئة أو الكتابة. يُتَوقَّع أن يكتَسِبَ الطفلُ مهاراتٍ لغويةً معيَّنة في كلِّ مرحلة من مراحل تَطوُّرِه. وإذا لم يكتسِب بعضَ المهارات المتوافقة مع سنٍّ معيَّنة أو مع صفِّ دراسي معيَّن، فمن الممكن أن يكونَ لديه اضطرابُ تَعَلُّم ذي صلة باللغة يُسبِّب ذلك. يُشير تعبيرُ "اضطراب القراءة" إلى اضطراب تَعَلُّم له علاقة بتَعَلُّم اللغة. ويُعدُّ خَللُ القراءة أحدَ الأنواع الشائعة من اضطرابات القراءة. يُعاني الشخصُ المُصاب باضطراب القراءة من مشكلات في ما يلي عادة:
أمَّا خللُ الكتابة فهو اضطرابُ تَعَلُّمٍ يتعلَّق بالكتابة اليدوية حَصراً. على خلاف إضطراب القراءة، لا يعاني المُصابُ بِخلل الكتابة أيَّةَ مشكلة في القراءة. لكنَّ هذا الخللَ يكون مرتبطاً على الأغلب بوجود خَلل في مهارات الحركات الدقيقة. ومن جُملة تلك الحركات القُدرَةُ على رسم الحُروف أو القُدرَة على المحافظة على استقامة السطر عندَ الكتابة. خَلَلُ الحساب اضطرابُ تَعَلُّم متعلِّق بالرياضيات. وقد يجد المُصابُ بهذا الخلل صعوبةً في استيعاب المفاهيم الرِّياضية. وقد يعجز حتَّى عن حلِّ مسائل الرياضيات البسيطة.
العلامات
تعتمد علاماتُ اضطراب التَّعَلُّم على نوع صعوبة التعلم التي يُعاني منها الطفلُ في التَّعَلُّم. إذا تأخَّرَ الطفلُ في بُلوغ بعض النُّقاط المَرجِعيَّة في تطوُّره، وكانت بقيةُ جوانب تطوُّره ونُموِّه طبيعيةً فقط، يكون هذا علامةً تدُلُّ على وجود اضطراب تَعَلُّم لديه. وقد يشمل هذا التَّأخُّرُ مُشكلاتٍ في اللغة أو الرياضيَّات أو المهارات الحَرَكيَّة أو غير ذلك من نواحي التَّعَلُّم. هناك دلائلُ معيَّنة يُمكِن الانتباه إليها لمعرفة ما إذا كان الطفلُ يعاني من اضطرابات التَّعَلُّم. ويكون ذلك في مرحلة الدراسة الابتدائية غالباً؛ ففي تلك المرحلة، يجري كشفُ مُعظَم حالات اضطرابات التَّعَلُّم. من العلامات التي يُمكن أن تجري ملاحظتُها قبلَ دخول الطفل المدرسة:
قد يجِد المُصابُ بأحد اضطرابات التَّعَلُّم صعوبةً في المهارات التالية:
الأسباب
إنَّ تحديدَ سبب اضراب التَّعَلُّم أمرٌ بالغ الصُّعوبة، لأنَّ الدِّماغَ عُضوٌ مُعقَّد، ولأنَّ التَّعَلُّم عمليةٌ معقَّدة أيضاً. ويرى كثيرٌ من العُلماء أنَّ اضطرابات التَّعَلُّم تحدث بسبب تغيُّرات صغيرة في بِنية الدِّماغ ووظيفته. هناك ما يُشير إلى أنَّ لاضطرابات التَّعَلُّم صِلةً بالوِراثَة، لأنَّها تميل إلى الظهور المُتكرِّر في العائلة الواحِدة. ويُمكن أن يكونَ اضطرابُ التَّعَلُّم موروثاً عن أحد الأبوين. هناك أيضاً جانبٌ من أسباب اضطرابات التَّعَلُّم يعود إلى مرحلة التَّكَوُّن الجَّنيني.
إنَّ التعَرُّضَ لدُخان السجائر، وتعاطي المُخدِّرات والكُحول في أثناء الحَمل، يُمكن أن يزيد من إمكانية ظهور اضطرابات التَّعَلُّم لدى الطفل فيما بَعد. وقد تظهر اضطراباتُ التَّعَلُّم أيضاً عندَ الأطفال الذين يتَعرَّضون لمادَّة الرصاص الموجودة في الطلاء بعدَ وِلادَتهم.
التشخيص
يتولَّى إتخاذ قرار وجود حالة اضطراب التَّعَلُّم عادةً، فريقٌ مكوَّن من استشاري تربَوي واختصاصي في عِلم النَّفس وبعض المُعَلِّمين، وهذه هي الخطوةُ الأولى في وَضع برنامَج تربوي تعليمي يستطيع مساعدةَ الطفل على التَّعَلُّم. من المهم كثيراً أن يقومَ شخصٌ متخصِّص في تَشخيص اضطرابات التَّعَلُّم بإجراء تقييم كامل لحالة الطفل. ويستطيع الاختصاصي بعدَ هذا التقييم أن يُخبرَنا إذا كان الطفلُ مُصاباً باضطراب تَعَلُّم أو لا.
يدرس التقييمُ كيف يفكِّر الطفل، وكيف يتذكَّر، وكيف يَحكُم على الأمور، وكيف يتصرَّف أيضاً. كما يجري النَّظر أيضاً في العوامل الأخرى ذات الصلة بتطوُّر الطفل، وذلك بحَسَب سنِّه. إنَّ التقييمَ التعليمي الفَردي مهمٌ للطفل، لأنَّه يستطيع تحديدَ نوع اضطراب التَّعَلُّم عندَه.
كما يستطيع هذا التقييمُ أيضاً تحديد ما إذا كان الطفلُ في حاجة إلى برامج تعليمية خاصَّة. يجري استخدامُ تقييمات مُتعَدِّدة لتحديد البرنامج التعليمي المُلائم للطفل. وتقوم هذه التقييماتُ بقياس مهارات الطفل في مجالات محدَّدة. وقد تختلف عمليَّاتُ التقييم باختلاف المدارس أو السياسات الحكوميَّة. يجري اتِّخاذُ إجراءات معيَّنة أيضاً فيما يتعلَّق بنموِّ الطفل وتطوُّره. وقد تتضمَّن الإجراءات عمليات مراقبة صَفيَّة ومقابلات مع الأبوين ومع فريق المدرسة وغيرهم من الكبار الذين يعرفون الطفل. وهذا ما يوفِّر معلوماتٍ مفيدة عن كيفية تصرُّف الطفل وأدائه في الظُّروف والأحوال المُختلفة.
على الاختصاصي أن يستبعدَ أوَّلاً الأسبابَ الاجتماعية التي قد تقف خلفَ مشكلات التَّعَلُّم، مثل المشكلات العائلية وسوء التَّغذية ومشكلات النوم عندَ الطفل. كما يجب أيضاً استبعادُ المشكلات الطبيَّة من قبيل الاكتئاب واضطراب نقص الانتباه مع فَرط النَّشاط. يجري تشخيصُ اضطراب التَّعَلُّم لدى الطفل في حال تحقُّق المعايير التالية كلِّها معاً:
المعالجة
لا علاجَ لاضطراب التَّعَلُّم. لكن هناك ,وسائل تعليميةٌ خاصَّة لمساعدة الطفل في التَّغَلُّب على اضطراب التَّعَلُّم وتطوير حَصيلته التعليميَّة. هَدَفُ البرنامج التعليمي الخاص هو إبقاء الطفل في صفِّه وتمكينه من مواكَبة زُملائه، أمَّا فصلُ الطفل عن صفه وزملائه فنادراً ما يكون أمراً مُستَحسَناً. من الممكن أن يقومَ المُرَبُّون الذين تلقَّوا تدريباً خاصاً بإجراء تقييمات دورية للطفل لمعرفة مدى تقدُّمه التعليمي والذِّهني. وقد يكون التقييمُ مفيداً في:
بعدَ اكتمال التقييم، يكون الأسلوبُ الرئيسي في التعامل مع اضطراب التَّعَلُّم لدى الطفل هو العمل على تعليمه بعض المهارات المدرسيَّة. ويجري تنمية هذه المهارات من خلال البناء على قُدرات الطفل نفسه ونقاط قوته. كما يجري أيضاً تصحيحُ نقاط الضَّعف لتنسجم مع بقية المهارات. إن كشف وجود اضطراب التَّعَلُّم في مرحلة مبكِّرة، وتوفير التعليم الخاص المناسب، أمرٌ له فوائد كثيرة للتلميذ؛ فهو يساعده على التَّعَلُّم وتحاشي الإحباط ونقص المعنويَّات أو فقدان الاهتمام بالمدرسة.
الخلاصة
تؤثِّر اضطراباتُ التَّعَلُّم في قُدرَة التلميذ على التَّعَلُّم. وترتبط أغلبيةُ اضطرابات التَّعَلُّم بالمواضيع التعليمية الشائعة في المدارس، كالقراءة والكتابة والرياضيات. إنَّ السببَ المُحَدَّد لاضطرابات التَّعَلُّم غير معروف. إنَّ اضطراباتِ التَّعَلُّم لا تعكس مقدارَ ذكاء الطفل؛ وهي شيء مختلف عن التخلُّف العَقلي. يكون للتخلُّف العقلي أثر على عدد من القُدرات العقليَّة، في حين لا يؤثِّر اضطرابُ التَّعَلُّم إلاَّ في جانب أو اثنين من جوانب عملية التَّعَلُّم. كما أنَّ اضطرابات التَّعَلُّم حالةٌ مختلفة أيضاً عن اضطراب نقص الانتباه مع فَرط النَّشاط.
يجب تقييمُ حالة الطفل لمعرفة ما إذا كان لديه اضطراب تَعَلُّم، وكان في حاجة إلى خدمات تعليمية خاصَّة. لا علاجَ لاضطراب التَّعَلُّم؛ لكن من الممكن التعامل معه من خلال برامج تعليمية خاصَّة تهدف إلى مساعدة الطفل في التغلُّب على هذا الاضطراب. وتستطيع هذه البرامجُ التعليمية الخاصَّة إعانةَ الطفل على التَّعَلُّم واكتساب الثِّقة في نفسه والمحافظة على اهتمامه بالمدرسة.
هذه المعلومة مقدمة من موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.