اعلن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي رفضه للدعوة التي وجهها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز للاحزاب السياسية العراقية لحضور مؤتمر يهدف الى الخروج من المأزق السياسي الذي تمر به البلاد. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن عدنان السراج عضو ائتلاف دولة القانون قوله: "ان الدعوة للقاء يقام خارج العراق تعتبر بمثابة تشويش واثارة" ، مشيرا الى ان العراقيين اقتربوا من حل الازمة. وقال سامي العسكري النائب عن القائمة التي يتزعمها المالكي : "هذه المبادرة السعودية ليست مبادرة ايجابية فليس للسعودية دور في العراق لانها لم تتوخ الحياد في السنوات الماضية لقد كان للسعوديين دائما موقف سلبي ازاء المالكي وقائمة دولة القانون". وتابع العسكري قائلا: "لو كانت هذه المبادرة قد جاءت من دولة اخرى، كالاردن او سوريا او حتى تركيا، لكانت حظوظها بالقبول افضل بكثير". من جهته وصف محمود عثمان القيادي المستقل في الكتلة الكردية توقيت الدعوة بانه خاطئ وانه يعيد خلط الأوراق ويعقد الامور. وقال عثمان: "ان الدعوة السعودية تتعارض مع مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني الذي دعا الى طاولة مستديرة تجمع مختلف الاطراف في اربيل". واضاف عثمان "ان الجامعة العربية نفسها كانت تؤيد مبادرة البرزاني" ، معتبرا ان المبادرة السعودية ستشجع كتلة العراقية على عدم التجاوب مع مبادرة البرزاني. من جهتها رحبت المتحدثة باسم الكتلة العراقية ميسون الدملوجي بدعوة الملك عبدالله للقوى السياسية العراقية للالتقاء في السعودية ، مضيفة "الدعوة يجب ان تشمل ايران وسوريا". ولكن النائبة عن الكتلة ذاتها عالية نصيف انتقدت المقترح السعودي اذ قالت: "كان على المملكة العربية السعودية القيام بدور لدعم الشعب العراقي قبل وقت طويل ان هذه المبادرة جاءت متأخرة جدا، خصوصا وان المفاوضات جارية على قدم وساق في بغداد". وكان العاهل السعودي قد دعا السبت لاستضافة مباحثات تشارك فيها كافة الاحزاب السياسية في العراق في العاصمة السعودية الرياض لايجاد مخرج للمأزق السياسي اثر تعثر تشكيل حكومة بعد اكثر من سبعة اشهر من الانتخابات البرلمانية. ونقلت وكالة الانباء السعودية "واس" عن العاهل السعودي دعوته للقادة العراقيين قائلا: "ادعو فخامة الاخ الرئيس جلال طالباني رئيس جمهورية العراق الشقيق، وجميع الاحزاب التي شاركت في الانتخابات والفعاليات السياسية الى وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية وفي مدينة الرياض بعد موسم الحج المبارك، وتحت مظلة الجامعة العربية، للسعي الى حل لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة التي طال الاخذ والرد فيها". واضاف "الجميع يدرك بأنكم على مفترق طرق تستدعي بالضرورة السعي بكل ما أوتيتم من جهد لتوحيد الصف, والتسامي على الجراح, وابعاد شبح الخلافات واطفاء نار الطائفية البغيضة". واشارت الوكالة السعودية الى ان المحادثات ستجرى في العاصمة الرياض بعد موسم الحج الذي ينتهي في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني. ولا يزال العراق من دون حكومة جديدة رغم مرور ثمانية اشهر على اجراء الانتخابات التشريعية فيه في السابع من مارس/ آذار الفائت. وفازت قائمة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي 89 مقعدا من أصل 325 في حين فاز منافسه رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي 91 مقعدا. ويسعى المالكي الى الاحتفاظ بمنصبه كرئيس للوزراء.