فحص وفرز جودة العسل    مطار الملك سلمان أكبر مطار في العالم بحجم 14 ألف ملعب كرة قدم    ضبط 22147 مخالفا للأنظمة    مبادرة تطوعية تحول مقابر صامطة إلى واحات نظيفة    الحربي: المعرفةُ لا يكفي أن تُقرأ.. بل يجبُ أن تُقنِع وتؤثِّر    "كتابُ المدينة 2025" يُضيء عبقريّة المتنبيّ وبلاغة الجُرجانيّ    قافلة مساعدات إنسانية جديدة إلى السويداء    البرازيل ترد على الرسوم الجمركية الأمريكية    17 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد في غزة    القبض على (6) إثيوبيين في عسير لتهريبهم (90) كجم "قات"    والد الإعلامي صالح العمري ذمة الله    الشؤون الإسلامية في جازان تختتم البرنامج الدعوي في الأمن الفكري    رسوم ترمب الجمركية.. ضغط سياسي أم هيمنة اقتصادية؟    سون يعلن نهاية حقبته مع توتنهام    الصين تجدد التحذير من الموجة الحارة في عدد من المناطق    قضية بيع الأعضاء في مصر تتفاعل    فحوصات طبية شاملة واختبارات بدنية للاعبي الهلال    أمير القصيم يدشن انطلاقة حملة "كبدك"    أسواق المملكة تزدان بأجود أصناف العنب وكميات الإنتاج تتجاوز (122.3) ألف طن    محافظة جدة تستضيف فعاليات "مختبر الذكاء الاصطناعي" لدعم رواد الأعمال    تحديد مطالب نانت لبيع مصطفى محمد إلى نيوم    السمحان ل«الرياض»: هيكلة الصكوك تعزز الشفافية وتفتح المجال لتمويل المشاريع    الأطفال نجوم معرض المدينة للكتاب    ندوة في كتاب المدينة.. الحاج سفير الروح وناقل حكايات المكان    "زاتكا‬⁩" تحبط 1547 محاولة تهريب في أسبوع    تطورات مفاوضات الهلال لضم نونيز    سبيس إكس تنقل طاقمًا جديدًا إلى محطة الفضاء الدولية في رحلة قياسية    أمطار غزيرة وسيول متوقعة جنوب وغرب المملكة    أمانة الطائف تكثِّف جهودها بالتزامن مع الحالة المطرية التي تشهدها المحافظة وضواحيها    ارتفاع أسعار الذهب    مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية يعلن عن إقامة مباريات استعراضية للألعاب    رمزية «القائد» تلهم السعوديين    الأهلي يتعاقد مع أبو الشامات ويمدد عقد فلاتة    جامعة الإمام تمنح الباحثة البحرينية أسماء خالد درجة الدكتوراه بامتياز    ليون الفرنسي يمدد تعاقده مع تاجليافيكو حتى 2027    كأس العالم للرياضات الإلكترونية.. فريق Team Liquid يواجه SRG.OG في نهائي بطولة ML:BB MSC    شراكة بين جمعيتي "سقيا جازان" و "بر أبوعريش" لدعم العمل الخيري بجازان    "الهلال": القحطاني يلتحق بمعسكر الفريق الخميس المقبل    مستشفى الملك فهد الجامعي يفعّل اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي    الحذيفي: تقوى الله طريق النجاة والصراط أعظم ساعة كرب    الشيخ الدوسري: المملكة نموذج يُحتذى في التقدّم التقني دون تفريط بالقيم    العادات الدخيلة على مجتمعنا    محافظ الدرعية يجتمع مع مدير إدارة المساجد والدعوة والإرشاد بالمحافظة    أمير المدينة يزور معرض الكتاب ويشيد بمكانة المدينة الثقافية    الغرق.. أسبابه والحاجة لزيادة الوعي    اكتشاف جديد يمهد لعلاج التوحد    مدارس الرياض.. خمسة عقود من التميز والعطاء    نائب امير منطقة مكة يكرم رعاة الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن (الحج عبادة وسلوك)    تكريم "التخصصي" لدوره في تعزيز الصحة المجتمعية بالمدينة المنورة    لتولى مهام مراقبة ساحل البحر الأحمر.. تدشين فريق مفتشات بيئيات بمحمية الأمير محمد بن سلمان    تقارير استخباراتية تتحدث عن استبدال «زيلينسكي».. موسكو تسيطر على بلدات جديدة في أوكرانيا    9 مليارات ريال كفالات تمويلية    التجارة تستدعي 96 طقم أكواب زجاجية للأطفال    توثيق أصوات مؤذني مساجد وجوامع الأحساء    نائب أمير جازان يستقبل قائد قوة أمن المنشآت المعيّن حديثًا بالمنطقة    نائب أمير مكة يطلع على أعمال الجهات المعنية بخدمة المعتمرين    وزير الداخلية يطلع على "العمليات الأمنية" لشرطة باريس    أمير جازان ونائبه يطّلعان على سير المشروعات التنموية بمحافظة صبيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



3 آلاف منتدى وموقع وعشرات البرامج والقنوات المحفزة للعنصرية ..
نشر في أنباؤكم يوم 03 - 01 - 2009

3 آلاف منتدى وموقع وعشرات البرامج والقنوات المحفزة للعنصرية ..
أكاديميون ومختصون: التعصب القبلي الإلكتروني مرض ينخر جسد الوحدة الوطنية
ذكرت عكاظ في تقرير مثير انها انتشرت وبشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة منتديات «التعصب القبلي الالكتروني»، واقتربت بتعدد صفحاتها العنكبوتية «ثلاثة آلاف موقع» من حدود الظاهرة التي تشكل خطرا على تماسك المجتمع، بما تبثه من أشعار ومشاركات، تدس السم في العسل وتتفاخر بالقبيلة وفرسانها وحروبها ومعاركها التاريخية، وغيرها من الصفات التي تثير النعرات العشائرية، وتشعل الفتنة الطائفية. وتجاوزت الظاهرة منتديات الانترنت إلى بعض القنوات الفضائية والمهرجانات الشعبية ومزاين الحيوانات «الإبل»، وتحولت إلى مرض بدأ ينخر في جسد الوحدة الوطنية، ولم يعد غريبا الآن أن ترى للقبيلة الواحدة «ثلاثمائة موقع» في منطقة واحدة كما في حائل «شمالي المملكة» أو يلتف أبناء قبيلة ما حول برنامج للشعر الشعبي في فضائية بعينها، ويتسابق آخرون في تدشين صحف الكترونية تمجد شيوخ قبائلهم، والشيء نفسه يتكرر في جازان والرياض والقصيم والطائف، وغيرها من المناطق حيث تنتشر أكثر من مائتين وخمسين قبيلة في المملكة. والمتابع لهذه المنتديات خلال السنوات الأخيرة يلاحظ تعصبات ونعرات عنصرية قاتلة وهدامة لبناء المجتمعات المدنية الحضارية، تقف خلفها مفاهيم خاطئة وتربية ثقافية غير سليمة أحيانا في البيت كانت أو في المدرسة والجامعة، وهو ما حذر منه أعضاء في مجلس الشورى وأكاديميون ومختصون وأصحاب منتديات تحدثوا ل عكاظ عن هذا «المرض الإليكتروني» وأعراضه ونتائجه الكارثية داعين الجهات المعنية إلى التحرك سريعا لاجتثاثه بتنمية الحس الوطني لدى الناشئة والشباب، وتعميق روح المواطنة، عبر حوارات مفتوحة مع أصحاب هذه المنتديات والمشرفين عليها لتوعيتهم وتصحيح مفاهيمهم المغلوطة؛ حتى يكون الانتماء للوطن، وليس القبيلة، وهو ما بدأ يعمل عليه الآن «كرسي الأمير نايف للوحدة الوطنية».
وتختلف المواقع في أنماطها والدعم الفني وأسلوب الطرح والتناول ولكنها تتفق في عرض تاريخ القبيلة وسرد القصص والحكايات والأنساب والاستعانة بكبار السن لتوثيق المعلومة وإقناع المتصفح، وبينما تهتم قبائل بعرض الصور النادرة لمساكنهم وتنقلاتهم والاستشهاد بكتب المستشرقين الذين زاروا الجزيرة العربية في فترات متقطعة، تشكل قبائل أخرى مجلس إدارة لمواقعها باتفاق مشايخ القبيلة، كما تعين مشرفين من أبنائها حتى لا يسعى أحد للإساءة إليها.
برامج الشعر والفضائيات
عارف السلمان صاحب موقع يضم أعضاء وكتابا ومشرفين يعتقد أن برامج الشعر الشعبي أحد أهم الأسباب التي تساهم في تنامي الظاهرة وانعكاسها سلبيا على المجتمع وأفراده، ويروي جانبا من دوافع انتشارها «في كثير من الأحيان يريد الشباب التعبير عن آرائهم ولا يجدون سوى المواقع الالكترونية، سواء الخاصة لقبائلهم أو منتديات الشعر المتخصصة، وبمرور الأيام، يأخذ الحماس البعض وتشتعل جذوة التنافس والمبازات الشعرية، وتنشأ العصبية.
ولذلك - والحديث لا يزال للسلمان - احرص في موقعي على تعزيز اللحمة الوطنية بحذف المشاركات التي تذكي التعصب القبلي ونسعى إلى دعم الحوار الوطني وتحفيز دعاته في إطار من الاحترام لكل القبائل اتساقا مع المنهج الحميد الذي يتبعه ولاة الأمر منذ توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه. ويدعو السلمان وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية والأخرى ذات العلاقة إلى تفعيل البرامج والأنشطة التي تنمي الحس الوطني في المدارس والمنابر الدينية والثقافية وتكثيف مادة التربية الوطنية في المدارس واعتبارها مادة مهمة تحتاج إلى معلمين أكفاء لتدريسها حتى لا تكرر المضاربات والمشاجرات الطلابية التي تكررت وبشكل ملحوظ في المدارس في الآونة الأخيرة.
ويصف الدكتور فايز الشهري «الباحث في استخدامات الانترنت» تزايد أعداد المواقع الالكترونية التي تدعو إلى التعصب القبلي بأنه تراجع حضاري يعيد إلى الأذهان نعرات جاهلية، تركز على المفاخرة بالقبيلة وفرسانها, متسائلا: هل مثل هذه التصرفات ستعيد للقبيلة قوتها وتأثيرها؟ ويقول الشهرى: لابد من نشر الوعي الثقافي بأن الوطن يتقدم على أي انتماءات أخرى وأن يبقى دور القبيلة في الأمور الايجابية التي قامت بها خلال مراحلها التاريخية ولا تتجاوز ذلك حتى لا تتعارض مع المصلحة الوطنية، ويحث الشهرى عقلاء القبائل على عدم نشر ثقافة الخلافات القديمة بين القبائل, مشيرا إلى أن للطفرة الاقتصادية دورا في ذلك عبر بعض المؤسسات والقنوات التي تتبنى إنتاج الشعر النبطي وثقافة الصحراء بشكل مكثف أغرى بعض القبائل للبحث عن تاريخها وتراثها وإعادة إنتاجه على هذه القنوات أو المشاركة في المناشط الجماهيرية مثل مسابقات الشعر والإبل وغيرها من الفعاليات التي تعتبر بشكل أو آخر إقحاما لا يخدم المصلحة الوطنية.
شيوخ القبائل:
ويحمل أحمد سعود «مشرف في منتدى قبلي» بعض شيوخ القبائل المسؤولية، بل يعتبرهم سببا رئيسيا عندما يرفضون حذف الكثير من المشاركات التي تساهم في اشتعال فتيل التعصب. ومن الأسباب أيضا رغبة الكثير من هذه المنتديات الرد على شعراء أو مقدمي برامج - انتقصوا من شأن قبيلة أو انتصروا وانحازوا لهذه على حساب أخرى _ في قنوات فضائية تحتضنها بعض القبائل.
فتنة تستدعى التحرك
ويصف عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية الدكتور عبد الرحيم المغذوي إثارة النعرات القبلية ومحاولة التفريق بين أفراد مجتمعنا المحافظ بالفتنة يجب الوقوف عندها والتصدي لها بحزم، داعيا الجهات المعنية سواء مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أو الجهات الأخرى إلى التصدي لتلك المواقع التي تمارس سلوكيات تشكل خطرا على المجتمع وتروج أفكارا تدعو للاحتقان المذهبي أو القبلي، مشددا على ضرورة فرض رقابة على تلك المواقع لحين التأكد من توجهاتها الفكرية.
ولكن الملازم طيار عيسى مكين «متخصص في الحاسب الآلي» يعتقد بأن الرقابة الالكترونية التي يطالب بها المغذوي أمر صعب أو غير مجد حاليا، والبديل السريع السيطرة على هذه الأمور على حد تعبيره يتمثل في توجيه القياديين في تلك المنتديات بالضوابط والأهداف التي تحقق الوحدة الوطنية.
ويشير الدكتور محمد الجودي عضو هيئة التدريس في جامعة الطائف إلى أن المواقع الالكترونية لها وجهان، أحدهما حسن يدعو للوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة وتقريب القبائل بعضها البعض، ولكن الوجه الآخر يعمل عكس ما سبق.. تساعده على ذلك بعض القنوات الفضائية الشعبية التي تعمل على إعادة النعرة القبلية بمسابقات وبرامج شعرية تكرس النزاعات وتفجر الكثير من المشاكل، ويؤيده الرأي الدكتور عبد الرحمن باعشن واصفا ما يحدث الآن بأنه انتكاسة وعودة إلى الوراء تغذي الروح القبلية.
هويات أخرى
ويفسر سعد النامي «أكاديمي» اتساع مساحة التعصب القبلي بأنه نتيجة حتمية لظهور هويات أخرى للهوية الوطنية كهوية القبيلة والقرية والنادي، والحل يكمن من وجهة نظره في زيادة الحس الوطني لدى الشباب منهم طلاب المدارس، لافتا إلى أن وسائل الإعلام والتعليم والمنزل لم تنجح من وجهة نظره في تعزيز الهوية الوطنية، ويمضى ناصحا «مطلوب الآن برامج واقعية مضادة لهذا التعصب الذي لا يلتفت إلى مخاطره بعض المسؤولين عن البرامج الشعرية والمهرجانات القبلية والمواقع الالكترونية, وكذلك تنظيم لقاءات مفتوحة مع الطلاب يقودها فريق من العلماء والمفكرين والمثقفين وشيوخ القبائل الحكماء؛ لمناقشة القضية بكل شفافية ودون أي حساسية؛ ووضع أفضل الحلول الناجعة لها حتى يكون الانتماء للوطن أولا».
ويشدد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور أحمد الفاضل على ضرورة أن لا نترك الفرصة للسفهاء لتفريق وحدة المجتمع, محذرا «الترويج للعصبية القبلية، لأنها سلاح خطير», ومضى قائلا: العناية بالأنساب هدف نبيل فيه صلة للأرحام وتواصل بين أفراد القبيلة, ولكن أن تخصص لها مواقع الكترونية تتسبب في هدم قيم إيجابية جبل عليها مجتمعنا، وهي الوحدة والتماسك، فهنا يكمن الخطر.
ويطالب مدير فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة المدينة المنورة رئيس المجلس البلدي الدكتور صلاح الردادي إلى توحيد الجهود للاستفادة من مئات المواقع الإلكترونية القبلية، لكي تكون أداة لرفع مستوى الوعي بالمواطنة والانتماء للوطن.
محاولات للمكافحة
وفي محاولة من بعض الشباب الواعي لمواجهة الظاهرة، انشأ فريق منهم مواقع الكترونية مضادة للتعصب تدار بأسلوب عاقل ومتزن؛ والهدف كما يقول علي بن محمد الذيب «صاحب موقع» تحصين الشباب ضد هذا المرض، الذي يجب أن نكافحه بشتى الأساليب والأسلحة، حتى لا يتمدد وينخر في جسد الوحدة الوطنية، متفقا هنا مع ما ذهب إليه الدكتور محمد سعيد الزهراني «الأخصائي الاجتماعي الذي يعتبر الإخلاص في العمل والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية من المقومات المساعدة على تعزيز اللحمة وتعميق روح المواطنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.