تنقسم الغازات السامة إلى مجموعات رئيسية منها المجموعة القاتلة وهي سريعة التأثير على الرئة والدم، ومن أشهر أنواعها غاز الأعصاب، حيث لا تحتاج الضحية لأكثر من دقائق معدودة حتى تتعرض للوفاة، ومدة بقائها حسب حالات المناخ المناسب تتراوح ما بين ساعة لساعتين، وقد تتضاءل هذه المدة لنصف ساعة في الأماكن المفتوحة مع وجود رياح، أما في حالة ارتفاع درجة الحرارة فتقل مدة بقائها كثيراً وقد لا تزيد على عشر دقائق، ومنها: غاز التابون، غاز السارين، غاز السومان، جي أف. هذا ما حدثنا عنه خبير الأدوية والسموم الدكتور طلعت أحمد الذي التقته "عين اليوم" ليتحدث أكثر حول هذه القضية، حيث أضاف أن هناك أعراضا تنفسية نتيجة التعرض للسموم مثل الاختناق والشعور بالحاجة للهواء والرشح بزيادة إفرازات الجهاز التنفسي، وهناك أعراض جلدية مثل تغير لون الجلد إلى اللون القرمزي، وأما الأعراض الدموية والمعوية فهي زيادة دقات القلب والإغماء والتشنجات، والغثيان والقيء والإسهال وزيادة إفراز اللعاب وإعتام الإبصار، كذلك زيادة العرق وضيق بحدقتي العين وصعوبة التنفس وارتخاء العضلات وضعفها بعد ظهور رعشات. * أنواعها وتداولها: --------------------- ويستطرد قائلا: أما الغاز السام الذي يدخل إلى الدم مباشرة فهو غاز سيانيد الهيدروجين، وغاز كلوريد السيانيد، وغاز بروميد السانيد، وغاز أول أكسيد الكربون، وهي مركبات كيميائية سامة وقاتلة لها رائحة مميزة مثل اللوز المر وفي بعض الأحيان لا رائحة لها، وهي سريعة الانتشار والتبخر وتذوب في الماء، وتسبب التسمم العام ثم الوفاة في غضون عدة ثوان. وأوضح أن تأثير هذه المواد يسبب تهيجاً بالجلد والأنسجة، حيث إنها تسلب الدم قدرته على امتصاص الأكسجين الضروري للحياة وبالتالي تمنع وصوله إلى الأنسجة والخلايا مما يؤثر على الجهاز العصبي مباشرة ويكون مركز التنفس أول الأجهزة تعطلاً يليه جهاز الدورة الدموية حيث تفسد الدم تدريجياً ويحدث التسمم العام ثم الوفاة في غضون عدة ثوان. ويشير الدكتور طلعت إلى أن المجموعة الثانية تسمى (الحارقة) ومن أهم أنواعها مادة الخردل الذي يكون في شكل سائل ويتحول إلى غاز أو بخار، كما أن له لونا يميل إلى البني الفاتح أو الأصفر الغامق، ورائحته خفيفة ومميزة تشبه رائحة السمك أو الثوم، ويسبب احمرارا حول العينين والفم والأنف، حيث يتزايد الاحمرار إلى أن يظهر على شكل قروح. * يوجد علاج للقاتلة..ولا يوجد للحارقة: ------------------------------------------------- أما العلاج لهذه المجموعات فيوضح الدكتور طلعت أنه فيما يختص بالمجموعة الحارقة فإن مجرد التعرض لأشهر الكيماويات التبثرية وهو غاز الخردل لا تظهر أية أعراض له إلا بعد حوالي 4 ساعات من التعرض له، حيث تظهر على هيئة هرش والتهاب في الأنسجة مع إحساس بالاحتراق، ثم تظهر بعد حوالي 24 ساعة بثرات في الجلد ممتلئة بسائل مصفرّ، وقد يحدث تحلل ملحوظ داخل الأنسجة، وتستغرق عملية الشفاء من ذلك عدة شهور، ولا يملك الطبيب إلا معالجة البثرات باستخدام المضادات الحيوية والقيام بالتنظيف المستمر للمناطق الملتهبة. وأما فيما يختص بعلاج المجموعة القاتلة: فهناك العديد من المواد المضادة للسموم، والتي من شأنها إيقاف تطور الحالة مثل الأوآسيم، والتي تتفاعل مع الأسيتيل آولين إستريز المعطلة؛ لتزيل مجموعة الفوسفونيل القادمة من المادة السامة من أجل إعادة تنشيط الإنزيم مرة أخرى، أما مادة الأتروبين فمن شأنها انعكاس أعراض الغاز على الجسم بالإضافة إلى استخدام المواد المضادة للتشنجات.