الرياض يتعادل إيجابياً مع الفتح في دوري روشن    في دور نصف نهائي كأس وزارة الرياضة لكرة السلة .. الهلال يتفوق على النصر    مقتل 48 شخصاً إثر انهيار طريق سريع في جنوب الصين    تشيلسي يهزم توتنهام ليقلص آماله بالتأهل لدوري الأبطال    اعتصامات الطلاب الغربيين فرصة لن تعوّض    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية ويشهد تخريج الدفعة (103)    كيف تصبح مفكراً في سبع دقائق؟    يهود لا يعترفون بإسرائيل !    ليفركوزن يسقط روما بعقر داره ويقترب من نهائي الدوري الأوروبي    الأهلي يتغلب على ضمك برباعية في دوري روشن    بدء إصدار تصاريح دخول العاصمة المقدسة للمقيمين العاملين خلال موسم الحج    قصة القضاء والقدر    تعددت الأوساط والرقص واحد    سعودة التاريخ وحماية الوحدة الوطنية    كيفية «حلب» الحبيب !    من المريض إلى المراجع    ب10 لاعبين.. الرياض يعود من بعيد ويتعادل مع الفتح ويخطف نقطة ثمينة    «التخصصي» العلامة الصحية الأعلى قيمة في السعودية والشرق الأوسط    رحلة نجاح مستمرة    أمير الرياض يزور مسرح المهندس محمد البواردي بمحافظة شقراء    أمير جازان يطلق إشارة صيد سمك الحريد بجزيرة فرسان    « أنت مخلوع »..!    خان يونس.. للموت رائحة    «التعليم السعودي».. الطريق إلى المستقبل    صدور بيان مشترك بشأن التعاون في مجال الطاقة بين السعودية وأوزبكستان    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    نهاية موسم طارق حامد في ضمك    وزير الخارجية يستقبل الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض    مركز «911» يتلقى (2.635.361) اتصالاً خلال شهر أبريل من عام 2024    القبض على فلسطيني ومواطن في جدة لترويجهما مادة الحشيش المخدر    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    النفط ينتعش وسط احتمالات تجديد الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي    الذهب يستقر برغم توقعات ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية    محافظ بلقرن يرعى اختتام فعاليات مبادرة أجاويد2    قتل مواطنين خانا الوطن وتبنيّا الإرهاب    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    تألق سانشو لم يفاجيء مدرب دورتموند أمام سان جيرمان    المملكة: الاستخدام المفرط ل"الفيتو" فاقم الكارثة بفلسطين    "شرح الوصية الصغرى لابن تيمية".. دورة علمية تنفذها إسلامية جازان في المسارحة والحُرّث وجزر فرسان    هاكاثون "هندس" يطرح حلولاً للمشي اثناء النوم وجهاز مساعد يفصل الإشارات القلبية    مبادرة «يوم لهيئة حقوق الإنسان» في فرع الاعلام بالشرقية    مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "التحصينات"    العدل تُعلن عن إقامة المؤتمر الدولي للتدريب القضائي بالرياض    السعودية تدعو لتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات البيئية التي تمر بها المنطقة والعالم    انعقاد أعمال المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات والمؤتمر البرلماني المصاحب في أذربيجان    المنتخب السعودي للرياضيات يحصد 6 جوائز عالمية في أولمبياد البلقان للرياضيات 2024    سماء غائمة بالجوف والحدود الشمالية وأمطار غزيرة على معظم المناطق    مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    الوسط الثقافي ينعي د.الصمعان    برئاسة وزير الدفاع.. "الجيومكانية" تستعرض خططها    ما أصبر هؤلاء    يجيب عن التساؤلات والملاحظات.. وزير التعليم تحت قبة «الشورى»    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    هكذا تكون التربية    زيادة لياقة القلب.. تقلل خطر الوفاة    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    أغلفة الكتب الخضراء الأثرية.. قاتلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله طلال مداح: العبث بتاريخ طلال مداح خط أحمر.. ورفضنا 30 مليون ريال من باب الوفاء
نشر في أنباؤكم يوم 09 - 09 - 2014

حسم نجل الفنان الكبير الراحل صوت الأرض عبدالله طلال مداح الجدل حول المسلسل المزمع عمله والمتعلق بقصة حياة الفنان الكبير طلال مداح والذي دار حوله الكثير من اللغط وادعاء البعض أنهم سيقومون بإنتاجه على حلقات تلفزيونية تتناول سيرته وقصة حياته منذ بزوغ الموهبة حتى فترة تكوّنها والصعوبات التي اكتنفتها، وذلك وفقا لحوار أجرته "الرياض" مع نجل الفنان الراحل.
وقال عبدالله طلال مداح في حديثه ل "الرياض": "هناك مسلسلان أحدهما كتب السيناريو والحوار له المرحوم وفكرة المسلسل كانت جاهزة قبل رحيل الوالد" مشيراً إلى أن الراحل الكبير قام بإعداد هذا المسلسل درامياً من ست حلقات حيث قام طلال مداح بكتابة القصة وإعداد السيناريو على أن يتخللها أربعون عملا غنائيا كما يتضمن مشاركة تمثيلية لطلال مداح نفسه.
ويضيف عبدالله طلال: "العمل كان جاهزاً وتم الاتفاق مع مخرج العمل وقتها مشهور الحديدي على أن يتم السفر إلى سورية لتنفيذه إلا أن ظروفاً عديدة حالت دون اتمامه كانشغال الوالد بأعمال غنائية وحفلات تم تنفيذها في القاهرة ثم حدث أن سافر بعدها الوالد إلى لندن ومكث بها قرابة الثلاثة أعوام وربما طول الفترة أنسى الوالد متابعة العمل وتنفيذه". ويضيف نجل الراحل طلال قائلاً: "ما أحب أن أؤكده هو أن هذه الرغبة للعودة للتمثيل كانت بدافع التجديد وتقديم شيء مختلف عما هو سائد من أعمال مكرورة لا يكتنفها أي إبداع فالوالد رحمه الله كان يحمل هاجساً تجديدياً وتحديثياً وإبداعياً وهو ما لم يجده في اللقاءات التلفزيونية والإذاعية الرتيبة التي كانت تعتمد على جلوس الضيف والمذيع أمام بعضهما البعض ويتم طرح الأسئلة التقليدية المعتادة التي سئمها المستمع والمشاهد مع أن هناك برنامجا تم عمله في القاهرة كان متميزاً من حيث نوعية الأسئلة واختلافها عن التقليدي المعتاد".
وعن وهج الأغنية وحضورها عبر المسرح قال عبدالله طلال: "مسرح التلفزيون كان قمة في التميز والحضور وقدمت خلاله أغانٍ خالدة ما زال المستمع يبحث عنها ويستمتع بمشاهدتها وهذا النجاح جعل الوالد -رحمه الله- حريصاً على أن يكون ظهوره بشكل جاذب بعيداً عن الرتابة والجمود التي فرضتها مراوحة البرامج والحوارات في فلك التكرار والمألوف".
وعزا عبدالله طلال إرجاء فكرة المسلسل في حياة والده إلى انشغاله بأعماله الفنية ما بين غناء وتلحين موسيقي. وعن الأسباب التي دفعت الراحل الكبير لخوض مجال التأليف والدراما في هذا العمل أبان عبدالله طلال أن هذا الشعور الذي تولّد لدى والده هو إيمانه بأنه لا يمكن كتابة مثل هذا العمل سواه "فهو بخبرته في المجال الفني ولأن له تجارب سابقة وإن لم تكن معروفة لدى المتابع العادي لذلك آثر أن يقوم هو بكتابة هذا العمل بالإضافة لرغبته في أن يمنح العمل بعداً درامياً يتلمّس من خلاله المشاهد جمالية العمل الفني للأغنية من حيث الكلمة التي جسّدها الشاعر من حروفه ونزفها من مشاعره وكذلك الملحن الذي عاش القصيدة إحساساً نتج عنه تلك الأنغام الشجية ثم أخيراً المطرب الذي يترجم هذه النغمات اللحنية والكلمات العاطفية عبر حنجرته وكل هذا لن يتأتى إلاّ من خلال حبكة درامية منسوجة بإحكام هذا بالإضافة إلى شغف الوالد بالفن عموماً ومنه التمثيل الذي توقف عنه وقتها قرابة ستة وعشرين عاماً تقريباً بعد فيلم "شارع الضباب".
وعن آخر ما تم إنجازه حول مشروع "المسلسل"؛ قال عبدالله: "من سبع سنوات كان من المفترض أن يقوم بالدور الفنان عبدالله أحمد بحكم الشبه بينهما في الشكل ولكون عبدالله تشرّب شخصية الوالد بشكل كبير جداً إلا أن اختلافاً في وجهات النظر حال دون إتمام الموضوع سواء من حيث إخراج العمل أو عدد الأغاني التي كان من المفترض أن تكون 40 أغنية ثم زادت إلى 80 أغنية مع التأكيد على أننا لا نسمح أبداً أن يتم العبث بالقصة أو السيناريو التي أعدها الراحل مع تركنا للصلاحيات كاملة فيما يتعلق بالمخرج من ممارسة أحقيّته في الرؤية الدرامية والإبهار البصري وغيره".
وبسؤال عبدالله طلال مداح عن أسباب عدم إسناد تنفيذ المسلسل لقناة كبيرة كروتانا أو الإم بي سي أو غيرها من القنوات, قال: "كنا قد تعاملنا مع قناة قوية لكن هناك نقطة مهمة أحب أن ألفت النظر لها وهي أننا لا نريد أن نتعامل مع وسيط ينفذ العمل نريد تعاوننا يكون مع القناة نفسها بشكل مباشر حتى تستطيع أن تنهض بالعمل مباشرة دون إسناده لوسيط قد يضر بالعمل ويسيء له", ويضيف عبدالله: "لو كنا نريد وسطاء في العمل لكنا انتهينا منه منذ زمن طويل لكن خشيتنا من العبث بالعمل وعدم رضانا عن النتيجة وما قد يقود إليه من مشاكل قد تطول جعلنا نعرض عن الموافقة لأي قناة تقحم وسيطا بيننا مع تقديرنا لأصدقائنا وأحبابنا لكن للأسف طلعوا أي كلام!.. وللمعلومية فقد عرض علينا أحد شيوخ الإمارات إنتاج العمل في قناة دبي الثانية لكن من منطلق وطني رفضنا العرض وإن كانت دولة الإمارات دولة شقيقة وحبيبة وقريبة من القلب لكن بلادنا أولى بعمل عن شخصية ريادية كطلال رحمه الله".
وعن أغان الراحل الكبير أو مشاريعه اللحنية التي لم تظهر للنور وما مصيرها قال عبدالله طلال وبنبرة لا تخلو من مسحة حزن شابت صوته: "للأسف بعض هذه الأعمال لدى صديق منتج للمرحوم الذي تحدث مع مناديب الشركة المحتكرة لأعمال الوالد وقال أنا سأعطيكم كل عام ثماني أغان بشرط أن تنزل في شريط واحد إلا أن مندوب الشركة رفض العرض وطلب تسليم الأغاني دون قيد أو شرط ووصلنا إلى طريق مسدود رغم محاولتي التدخل بين الطرفين لكن إصرار كل طرف على رأيه حرمنا هذه الأعمال مع العلم أنه تم عرض 30 مليونا مقابل هذه الأعمال البالغة أربعين أغنية إلا أنني رفضت احتراماً لصاحب الشركة الذي ندين له بفضل علينا وعلى أسرة الراحل الكبير ولم تهن العشرة والود بيننا مهما كان العرض مغرياً فالمهم في الموضوع هو توثيق أعمال هذا الفنان والموسيقي العظيم وبما يليق بتاريخه الطويل في خدمة الفن في بلادنا لكن للأسف منذ تلك المشكلة وبعد الشريط الأخير الذي كان تجميعاً من جلسة تم وضعها بشكل عشوائي فلا يصح أن تأتيني بجلسة في الستينيات وتدمجها في جلسة من التسعينيات؛ وهذا العبث لم يحدث في أي مكان في العالم.. المهم بعد هذه المشكلة وهذا الشريط لم ينزل شريط للوالد وهو ما يعني حالة من العبث في الأعمال يتسبب فيها أناس محسوبون علينا وأصدقاء لكنهم لم يخدموا مسيرة الراحل ولا أعماله وعلاقتنا بهم انتهت رغم إعزازنا للجميع".
ويضيف عبدالله طلال: "للأسف أن تأخير هذه الأعمال التي هي إبداع لحظي وأفكار قد تفقد رونقها وجماليتها عندما تمر عليها سنين عديدة لم تسمع". وبسؤاله عن طيبة والده وقرب بعض المنتفعين منه -رحمه الله- قال: "أنا شخصياً لا أمانع أن تنتفع المهم أنك لا تنتقص من مسيرته فليس معقولاً أن فناناً يمضي من حياته أربعين سنة يبني فيها وبسبب أخطاء بسيطة بغض النظر بسوء الظن أو حسن الظن -على أساس أنك تضر- إذا استنفعت استنفع صح وانقل عملا صح, فليس مقبولاً أن ينزل واحد بشريط أغنية خاصة بمنطقة والشريط كله ما فيه أغنية مترابطة مع الثانية وانت عارف في فترة ما كنّا المسؤولين عن الاختيار يكون الوالد الله يرحمه مسافرا القاهرة وعمل عشر أو ثماني أغان, عملية الاختيار بمفردها تأخذ مجهودا ليس سهلاً ثم يأتي واحد في ثوان يجمع لي مجموعة عشان يتمصلح في فلان, أنا ما عندي مشكلة انك تتمصلح مادياً.. خذ راحتك.. لكن توصل إنك تسيء لمسيرته الفنية لو كان مين كان فهذا مرفوض تماماً".
وعن استمرارية صوت الأرض متربّعاً على عرش الغناء رغم مضيّ أربعة عشر عاماً على وفاته؛ قال عبدالله طلال: "الحمد لله على كل حال هذه الأشياء لم تكن لولا أنه كان متفرّد الشخصية كشخصية وعبقرية الأداء وفي نفس الوقت الجمهور العجيب فأغلبية الفنانين بعد موتهم جمهورهم يتناقص وجمهوره ولله الحمد يتزايد.. يعني أنا لما كنت أتابع الفيس بوك أو تويتر أو أيام المنتدى أو نجلس الجلسة الأسبوعية كنا مستغربين ايش اللي بيحصل أو الفرق أو ليه هذا لا يتناقص مثل عبدالوهاب بسبب الجيل مثلاً والفجوة التي بينهم عملت اختلافا وانتقاصا كبيرا". وعلق عبدالله طلال حول رأينا في ثقافة والده وأنه لم يكن فناناً عادياً فثقافته شمولية متنوعة فضلاً عن تذوقه للشعر الفصيح قال: "إنها البيئة الحجازية بحكم التلاقي في العمرة والحج وتلاقي الثقافات وبعد نزوله -رحمه الله- من الطائف كان في تلك الفترة معه الله يرحمه عم حسين شبكشي وضياء رجب الله يرحمهم وغيرهم من مثقفي الحجاز الكبار فكان يحضر دائماً المجالس الحجازية للمثقفين ويستمع بنهم وشغف لما يدور هناك من حوار الأدباء وأمام شخص نهم في المعرفة ولك أن تتخيل أن الوالد لم يكن يعرف الكتابة الروائية ولا أي شيء وقام بتثقيف نفسه عبر اقتناء الكتب في فروع وحقول معرفية مختلفة وتعلّم الإخراج والعمل الدرامي وكان رحمه الله مستمراً في المتابعة وحضور المجالس الثقافية مشاركاً ومتسائلاً في كل الشؤون فكان هناك كتاب وكان يتحدثون عن الشعر وأخذت تختزن ذاكرته الشعر والحكمة وكل أدب جميل وهو ما يعني تناقل الثقافة الشفهية وغيرها من جيل لآخر وهكذا".
وعن نبوغ طلال وميله للتجديد والتحديث اللحني في الأغنية.. كيف نما؟ يقول عبدالله: "التثقيف الذاتي والسعي للجديد والإيمان بسيرورة الأشياء كان هاجس الوالد فكما بدأ الشعر يتغير والكلام الغنائي تغيرت الذائقة وعملية التلقّي وهكذا وطلال مداح كان دائم البحث عن المتميز والجميل فكان أن بدأ يتلقى أشياء جديدة ويسمع ألحانا وفنونا موسيقية مختلفة حيث بدأ يسمع فن مرحلة جديد مثل فريد واسمهان وغيرهم وبدأ يأخذ معلومة جديدة وسماعا جديدا, وفي الفترة التي كانت بداية الستينيات إلى نهايتها عبارة عن تقليد للفن اللبناني وكان يحاول المحاكاة بالأصح وفترة بداية السبعينيات كانت نفس الشيء عبارة عن محاكاة الطرب المصري إلى أن ظهرت قدرة طلال مداح على التغيير والتجديد منذ فترة حياته في الطائف مع "وطني الحبيب" التي كانت مكبهلة وغيرها من أعمال أظهر فيها طلال مداح الشخصية التي كانت تختلف عن غيرها سواء في البنية اللحنية أو في التركيب".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.