مشكلتنا مع الفساد (عويصة)، فهو متجذر في أعماق التربة ويحتاج إلى عمليات حفر لا أول لها ولا آخر، فكاتب العدل الذي تم إلقاء القبض عليه مؤخرا بعد تزويره صك أرض تبلغ مساحتها 60 مليون متر مربع في جنوبجدة، وتصل قيمتها إلى ما يقارب 3 مليارات ريال، اتضح أنه مسجل برقم صك طلاق!، وهذه بالطبع ليست أول قضية فساد يكون بطلها أحد كتاب العدل، ما يجعلنا نطالب بمراجعة كل صكوك الطلاق والخلع لعل وعسى أن يكون في ذلك حل لمشكلة شح الأراضي!. كاتب العدل قام بهذا التزوير لصالح أحد الهوامير الكبار، ولا أعلم هل تم القبض على هذا الهامور مع كاتب العدل الذي قام بعملية التزوير قبل تقاعده، أم أن الأسماك الكبيرة لا تدخل في شبكة الصياد؟، ولكن من المؤكد أن الضحايا الذين لن يلتفت لهم أحد هم المواطنون الذين اشتروا الأراضي بعد تقسيم الصك، وكذلك المواطنون الذين يبحثون عن قطعة أرض يسكنون بها فلا يجدون مترا مربعا في وطنهم المترامي الأطراف بسبب صكوك الطلاق. سبق أن تطرقنا إلى أهمية إعادة النظر في آليات عمل كتابة العدل حتى لو استلزم الأمر الاستعانة بالخبرات الأجنبية، لقد أرسلت اليابان (بجلالة قدرها) وفدا إلى دبي للاطلاع على تجربة هذه الإمارة الخليجية في تسجيل الأراضي والاستفادة من خبراتها، بعد أن حصلت دبي على جوائز عالمية في هذا المجال، ولم يشعر اليابانيون بأي عقدة من نقل التجارب الناجحة إلى بلادهم، فهذا بالنسبة لهم أفضل من إهدار حقوق الناس في صكوك الطلاق والخلع!. مسكينة هي تلك المرأة التي تم تسجيل هذه الجريمة برقم صك طلاقها، فغالب الظن أنها لم تحصل على حقوقها في النفقة وحضانة الأولاد، وفوق ذلك أصبحت سببا في ضياع حقوق المواطنين المساكين الذين اشتروا قطع الأراضي من ذلك الهامور، ربما لو حاولنا إصلاح الأمور بينها وبين طليقها لكان ذلك أسهل علينا من مكافحة الفساد!. ** كالعادة خرج القطار الوحيد عن مساره الوحيد.. قد يكون الحل في إنشاء سكك موازية على طول المسار كي يتمكن قطار العجيب من الجنوح الآمن!. ** مدير مدرسة يطلق النار على التلاميذ بعد مشادة كلامية.. هكذا يتطور التعليم، وفقا لنظرية (الأولى تروعك والثانية في ضلوعك)!.