لا ندري، متى يقتنع الإيرانيون بأن تكون علاقاتهم مع دول الخليج، علاقة الأنداد، وفي إطار الاحترام المتبادل؟ يدرك جيّداً، أنه من الصعب على العقليّات التوسعية، المسكونة بهواجس التفوق، وعقد الاستعلاء القومي والعرقي، أن تعود إلى شكلها السويّ، وتعلم هي. إنها مثل بقية شعوب العالم، تأكل وتشرب، وتنام، وتريد أن تعيش أيضاً. من المؤسف، بل من العار على نظام طهران، أن يصل الأمر به، وهو الذي طالما تشدق بالأخوة الإسلامية، وصدع رؤوسنا بأحاديثه عن الأخلاق الإسلامية، أن يخرج منه من يمسك عصا التهديد والوعيد، ويرفعها في وجوهنا، مستفزاً أو محذراً أو مهدداً، وهذا آخر ما كنا نتوقعه. للمرة الألف، يبدو أن «الأخوة» في إيران فقدوا عقولهم، وباتوا على حافة الجنون، وفي أشد الحاجة لمن يمارس عليهم الحجر، وألف مرة قلنا: إننا في حاجة لأن نصدق شيئاً واحداً صحيحاً يأتينا من إيران.. وبدون تناقض أو تضارب! بينما يقول رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجوردي : إن بلاده تسعى لتعزيز علاقاتها مع دول الجوار، يخرج علينا القائد السابق لقوات حرس الثورة الإيرانية أمين سر مجلس تشخيص مصلحة النظام حالياً، محسن رضائي، بالقول وبالحرف الواحد : «إن على إيران والعراق أن توجِّه إنذاراً إلى السعودية لسحب قواتها «قوات درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي» من البحرين.. وفي حال لم تنفذ ذلك فإن على طهران وبغداد أن تقوما بخطوة أخرى».. الخطوة حسب وكالة «مهر» الإيرانية تتمثل في أن تقوم إيران، بمساعدة من العراق، بإجراء عمليات تفتيش في مضيق هرمز لمنع وصول أسلحة إلى السعودية؛ ما يوحي بأنه يدعو إلى فرض حظر بحري على المملكة. نزيد من الشعر بيتاً.. إذ ذكر موقع “تابناك” الإخباري المقرَّب من رضائي، قبل أيام أنه في حال نشوب حرب بين السعودية وإيران فإن طهران قادرة على تدمير 80 بالمائة من البنى التحتية في السعودية خلال أيام!. أرأيتم هذا الهراء والسخف؟! وهل تأكدتم الآن من أن هؤلاء القوم، يتحركون وفق أجندة شديدة العداء، ولا علاقة لها أبداً لا بالجيرة ولا بالدين، ولا بأي معيار أخلاقي أو سياسي، للأسف؟ إنهم فقط يدقون طبول الحرب، بعد فشل مخططهم في البحرين، حيث اعترف وزير خارجية الكويت الشيخ محمد الصباح بأن “إيران راهنت على إسقاط النظام في البحرين لكنها فشلت”! هذا ما أوجع الإيرانيين، وجعلهم يتخبطون ليس حتى الآن، إنما ربما لسنوات عديدة مقبلة.