ربما في الدول السياحية قلّما تجد سائحا يأكل في مطاعم «الشارع» التي هي عبارة عن عربة صغيرة لا تزيد مساحتها على بضعة أمتار، إلّا أنه في بانكوك عاصمة تايلاند ،ربّما قد يكون الوضع مختلفاً، وبحلول الساعة السابعة صباحاً تجد عربات الطعام تنتشر فى جوانب الطرقات ،وتجِد الجميع يتناول الفطور الشهيَّ الذي يختلف من شرائح اللحم الحلال إلى رقائق الدجاج المقلي إلى الحلويات والمأكولات الخفيفة. وبعبارات ترحابٍ تايلاندية غير مفهومةٍ ترادف كلمة «مرحباً» بالعربية، تجِد صاحب عربة الطعام الصغيرة يستقبلك بابتسامة، وما عليك إلّا أن تشاور بأصبعك على ما تريده، وتأخذ طعامك الذي في الغالب ما يكون عبارةً عن «ساندوتش» خفيف أو «باكت» أرز صغير مع قطع الروبيان المقلية. ويتراوح سعر الوجبة من 12 إلى 50 بات (.5 إلى 1.5 دولار تقريبا)، ولكن يجب التأكد أن المكان الذي تأكل منه «حلال» أي تمّ الذبح على الطريقة الإسلامية. «إنها ليست فقط رخيصة بل ايضاً نظيفة وذات مذاق رائع»، هكذا قال إبراهيم عوض، موظف مصري. والذي أضاف: إنه اعتاد على تناول أطعمة الشارع التي تعتبر افضل من المطاعم العربية – على حد قوله- موضحاً انه على الرغم من وجود الكثير من المطاعم اللبنانية والخليجية والمصرية إلّا أن اسعارها مرتفعة وبالتالي فهو يفضِّل الأكل التايلاندي رخيص الثمن خاصة المأكولات البحرية التي تم تخصيص شارع لها بمنطقة العرب بوسط العاصمة. وقال رتشارد- بريطاني الجنسية- إنه يفضل الأطعمة في الشارع، مضيفاً :إن أطعمة الشارع التايلاندي تضاهي مثيلاتها في المطاعم في وسط لندن وسيدني ،ولكن بسعرٍ أقل. وأوضح أنه في بعض الأيام يأكل وجَبَات يومه بالكامل من هذه العربات قائلاً: إن سعر الأكل في اليوم كُلّه لا يزيد عن 140 بات (5$) تقريباً. ولا تكاد تمرُّ دقائق معدودة في منطقة العرب،إلّا وتجد سيارات الأجرة أو «التوك توك» مشغلة أغاني خليجية بصوت مرتفع، وتدرك في هذه اللحظة أن قائد السيارة يقوم بتوصيل شخصٍ خليجي ،والذي ملامحه تدلُّ أنه في الأغلب من قطر أو الامارات الذين تمتلىء المنطقة بهم.
