لا يبدو أن معركة صيدا بين الجيش اللبناني والمتشدد أحمد الأسير تتطابق تماماً مع ما تحاول الحكومة اللبنانية والأجهزة المتنفذة فيها تسويقه بأنه معركة الشرعية ضد الخارجين عليها، فكل يوم تتكشف معلومات جديدة مقلقة لكل لبناني مخلص لسيادة لبنان ولكل عربي مخلص لأخوة لبنان وصداقته. بل ان المعلومات التي يتم تداولها تصور الجيش اللبناني أداة تنفيذ لرغبات حزب الله وحروبه الطائفية ضد اللبنانيين وغير اللبنانيين. وأن حزب الله هو الذي خطط لهجوم الجيش على مربع الأسير الأمني. وإذا كانت هذه التداولات غير صحيحة، فإن على الجيش اللبناني مهمة وطنية كبرى، هي إزالة المربعات الأمنية لحزب الله وإلغاء جمهورية الحزب المستقلة، خاصة أن حزب الله أصبح الآن مربعاً أمنياً إيرانياً معلناً، وهو الآن ينفذ مهام إيرانية في سوريا. ووجب على الجيش اللبناني ان يحرر الشرعية التي اختطفها حزب الله، وأن يحاسب الحزب على تصرفاته المخلة بالولاء الوطني، وأن يزيل مربعاته الأمنية من كل الاراضي اللبنانية. وقد دعت الفعاليات الوطنية اللبنانية الدولة اللبنانية والجيش اللبناني إلى نزع سلاح حزب الله وإزالة مربعاته الأمنية التي تمثل دولة داخل الدولة، بل ان الجيش اللبناني وقوات الامن اللبنانية لا تجرؤ على دخول مناطق يبسط عليها حزب الله سيادته، حتى أن الدولة اللبنانية اكتشفت أن وزيراً إيرانياً كان يتجول في جنوب لبنان ويزور مناطق ويستقبل باحتفالات، وكانت الدولة اللبنانية آخر من يعلم. ولم ينل حزب الله، آنذاك، من الدولة اللبنانية إلا عتباً رقيقاً. ولم يأبه الحزب ولا يأبه لأية اعتبارات، لأنه يرى ان وجود المسئولين الإيرانيين في مناطق سيادات حزب الله إنما هم في بلادهم ووطنهم وأرضهم ودولتهم ايضاً، فحزب الله ليس إلا دولة إيرانية مصغرة على الأراضي اللبنانية. وكل الدول العربية وكل العرب الشرفاء الأوفياء للبنان واستقراره وسلامه، يساندون الجيش اللبناني ويدعمون بسط شرعية الدولة اللبنانية على كل الأراضي اللبنانية في صيدا وفي غيرها، على أن يعتمد الجيش معايير وطنية غير قابلة للانحناء لأناس والشدة مع آخرين. وقرار الجيش اللبناني بإزالة مربع الأسير الأمني يحمل الجيش مسئولية أن يواصل هذه المهمة، ومن الغد عليه أن يزيل المربعات الأمنية لكل الميلشيات في بيروتوالجنوب وكل الأراضي اللبنانية. هذا إذا ما أراد الجيش اللبناني التبرؤ من تهمة المحاباة لحزب الله أو حتى الخضوع لأوامر الحزب، والقيام بمعارك بالوكالة عن الحزب لإلغاء خصومه والذين يحتجون على سلوكه غير الوطني المضر بسيادة لبنان وبالعروبة وبالبلدان العربية.