انتهى الموسم الرياضي بالمملكة وطارت الطيور بأرزاقها بعد أن ظفر الهلال ببطولته المخصصة كأس ولي العهد وفاز الفتح بالبطولة الأقوى على مستوى المملكة وهي بطولة الدوري أما البطولة الأغلى فقد كان الإتحاد صاحبها. للعامة وللسواد الأعظم من رياضيين وكتاب ما ذكرت هم الأبطال فقط ولا ينظر لأي شيء آخر سوى لأبطال كرة القدم ثقافة وتعودنا عليها حتى على مستوى العالم ستظل (المجنونة) هي اللعبة الشعبية الأولى. بينما هنا مثلاً نجد ناديا مثل الأهلي حقق كؤوس معظم الألعاب ومن ضمنها البطولات السنية لكرة القدم ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح واختبأت تلك الإنجازات العظيمة تحت رداء كرة القدم ذلك الرداء الذي من يرتديه يصبح عظيماً لأن الرياضيين لا يرون ولا يسمعون ولا يأكلون إلا كرة قدم. ناد مثل الأهلي يحقق بطولات الموسم بمعظم الألعاب كرقم قياسي منفرداً عن اقرب منافسيه بفارق كبير ويحجب عن الإعلام لأن البطولات الثلاث الأساسية بكرة القدم غابت عن دواليبه نحن لسنا بمنأى عن العالم فهذا حال الرياضة ولا نكابر ونضرب أمثلة على أندية عالمية فالكل مشغول بتلك المجنونة التي هي مصدر دخل الأندية واللاعبين والمدربين وتدر ملايين وتستنزف مثلها لأنها لعبة (الشعوب). الإنجازات التي حققها الأهلي تسطر بماء الذهب ولا يمكن تجاهلها لأي سبب من الأسباب فهذا النادي يعتبر أنموذجا مشرفاً ولعلي ابتعد عن لقب (نموذجي) حتى لا أدخل في متاهات الألقاب أنا بغنى عنها ولكن يظل الأهلي بطلا غير متوج لموسم رياضي كامل فهو بطل بحق وحقيقة فما تصرفه إدارة النادي على هذه الألعاب يجب أن يقدره المسؤولون برعاية الشباب ولا يذهب سدى فلك أن تتخيل كم مدرباً بالنادي وكم شمعةً أضيئت بمساء التدريب وكم ملعباً مشغول بلاعبين شباب وأشبال وفريق أول أتخيل أن النادي في ذروة التدريب عبارة عن خلية نحل لا تكاد عين الزائر تستقر على ملعب محدد أو تمل من المشاهدة فهنيئاً لنا بالأهلي الذي تعتبر ألعابه هي الدعامة الأولى لمنتخبات الوطن. كما أن الأهلي أصبح ملاذاً آمناً للمواهب التي تبرز في الأندية الأخرى فهم يستقطبون من يرونه مبدعاً في ناديه ليكون سنداً لهم فتصقل تلك المواهب تحت كوادر تدريبية عالمية ومنها كذلك استفاد اللاعب عائداً مادياً يعفه عن التسول لأندية لا تقدر قيمة المواهب فهم ضحية كرة القدم حتى أنهم ملوا من ذكرها أمامهم من جراء الإجحاف في حقوقهم من أجل تلك المجنونة التي أخذت معها عقول وقلوب أعضاء الأندية. وكم نادياً يملك مثل الأهلي منشآت رياضية لم يكن نصيبها إلا التلف والغبار فهي على عروشها خاوية (لا حس ولا ونيس) لذلك على القائمين بتلك الأندية أن يستثمروا منشآتهم الرياضية بما يعود على الشباب بالمنفعة وان ينظموا بطولات داخلية من أجل ترغيب واستقطاب الشباب للألعاب المختلفة بدلا من أن نراهم يتسكعون على الأرصفة بانتظار من ينمي ويشبع رغباتهم بالتفحيط وغيره من ملهيات الحياة المضرة بالشباب. فأنا أناشد صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب ومن خلال جريدة (اليوم) الميدان الرياضي أن يتم تكريم البطل الذي يجمع أكثر الألقاب في الألعاب المختلفة تحت مسمى (بطل رعاية الشباب) أو بطولة صاحب السمو الملكي الأمير (نواف بن فيصل) بصفته رئيساً لرعاية الشباب ويكون لها راع رسمي يدعمها ويتم تكريم البطل وأبطاله في محفل رياضي يكون على شرف سموه ويستدعى له جميع الأبطال ليتم تكريمهم ليكون ذلك دافعاً لهم وان نغرس في نفوسهم أن ألعابهم ليست مهملة وبذلك تم ضرب عصفورين بحجر تم تكريم البطل والأمر الآخر تحفيز الأندية الأخرى للسعي قدماً للنهوض بألعاب النادي. مشكلة العالم وليست مشكلتنا فقط أن الأندية تقاس بالكيف وليس الكم فكرة القدم هي (كيف) الشعوب لذا وجب علينا احترامها وفي نفس الوقت تقدير الألعاب الأخرى لأنها ربما كانت سبباً في إشهار دول واندية بفضل بطل واحد بلعبة فردية أو حتى لعبة جماعية أخرى غير كرة القدم ولك مثال فأمريكا لم تعرف إلا بلعبة كرة السلة ودولة مثل جامايكا اشتهرت بألعاب القوى من خلال لاعبيها وأبرزهم النفاثة بو وكم من لاعب موهوب قُتلت موهبته ليس بسبب كرة القدم ولكن بسبب أشخاص لا يرون أنفسهم إلا من خلال كرة القدم حتى لو لم يكن لهم لا ناقة ولا جمل بها لا وتجدهم بعد كانوا يلعبون العابا مختلفة غير الكرة خاصة عندنا لأن الموازنة ضائعة الكل يركض خلف كرة القدم وهي تركض عنه. ختاماً الأهلي بطل رعاية الشباب لهذا العام ويذكرني حال الأهلي بمن يملك عقداً من ألماس قطعت منه اللؤلؤة وهي كرة القدم . [email protected]