سجل المنتخب السعودي فشلا ذريعا وجديدا في ( خليجي 21 ) التي اختتمت يوم أمس الأول في مملكة البحرين ، وودع البطولة من دورها الأول إثر تلقيه خسارتين أمام العراق والكويت مقابل فوز يتيم على اليمن . وهذا الخروج المرير عبر الباب الكبير كان متوقعا قبل انطلاقة البطولة عطفا على المعطيات الأولية التي أيقن الشارع الرياضي من خلالها أن مسلسل الإخفاقات والانكسارات لن يتوقف . تخبطات ريكارد .. المدرب المقال الهولندي فرانك ريكارد ومنذ توليه زمام الأمور الفنية بعد الخروج من كأس آسيا 2011 بالدوحة لم يقدم المطلوب منه كمدرب يُنتظر منه الكثير ، ولم يُقدِم على أي خطوة إيجابية تشفع له بالاستمرار لاسيما وأنه يتقاضى مبالغ مالية كبيرة ، فكانت أولى حلقات الإخفاق الإقصاء المبكر من تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم ، قبل أن يُفقِد المنتخب لقبه العربي في البطولة العربية التي أقيمت في جدة ، ومن ثم يصادق على فشله الذريع بالسقوط في البطولة الخليجية . وهذا السقوط كان بمثابة ( القشة التي قصمت ظهر البعير ) .. فالمدرب لم يستثمر الفرص التي أُتيحت له بل ارتكب جملة أخطاء خلال 15 شهرا كانت بمثابة حقل تجارب ، حيث استعان بأكثر من 100 لاعب لخوض بعض المباريات الودية والرسمية ولم ينجح في إيجاد التوليفة المناسبة أو التركيبة التي تكفل له بناء منتخب قوي قادر على استعادة هويته المفقودة في المشاركات المقبلة ، ونتيجة تخبطه في الاختيارات وفي التشكيلة والطريقة إضافة إلى أسلوبه التدريبي تمت إقالته لعدم قدرته على تحقيق تطلعات الشارع الرياضي . إدارة كومبارس .. أما إدارة المنتخب فقد قامت بدور ( الكومبارس ) في مسلسل أو مسرحية ما ، فدورها الرئيس كان مفقودا مما أدى إلى خلق جو من الفوضى العارمة قبل وأثناء البطولة ، وهذا الانفلات ساهم في خروج بعض اللاعبين عن ( النص ) سواء من خلال بعض التصريحات أو محاولة الاشتباك مع بعض الإعلاميين أو الخروج من سكن الوفد دون علم الإدارة ، بل الأدهى والأمر أن شارة القيادة أصبحت قضية في حد ذاتها ولم يُعرف من هو القائد ومن هما نائباه . ويبقى الجانب الأهم الذي افتقدته الإدارة ألا وهو خلق الجو الأسري بين اللاعبين وجعلهم على قلب رجل واحد ، فهذا الجانب كان معدوما مما انعكس سلبا على اللاعبين الذين شاب أداءهم الروح العالية والحماس والقتالية على الكرة ، وظهر جلهم كأشباح داخل المستطيل الأخضر . إعلام الهريفي وياسر .. أما الإعلام فقد كان نقطة سواء في بطولة 21 ويتحمل جزءا من الفشل ، فهو لم يؤد رسالته السامية على الوجه الأكمل بصفة عامة ولم يتفرغ لدوره كإعلام داعم لمنتخب الوطن ، له واجبات وعليه حقوق ، بل انقسم لقسمين أحدهما يدافع عن نجم المنتخب السابق فهد الهريفي والآخر يساند قائد المنتخب الحالي ياسر القحطاني ، على خلفية التراشق الفضائي بين اللاعبين قبل انطلاقة البطولة والتي ألقت بظلالها على أداء المنتخب بشكل عام . فبعض الإعلام تجرد من الولاء وتخلى عن الوطنية ولبس عباءة الميول ، وبدلا من مناقشة أوضاع المنتخب وإشباع ذائقة المشاهد بالطرح المنطقي العقلاني ، تفرغ للدفاع عن هذا اللاعب أو ذاك من خلال طرحه السقيم الذي (سكب الزيت على النار) وزاد من حدة الاحتقان والتعصب لدى الشارع الرياضي . الجماهير .. نعم لخسارة الأخضر !! وعطفا على سوء اختيارات المدرب المفلس للاعبين وتخبطاته في وضع التشكيلة والأسلوب، وهامشية الجهاز الإداري ، وغياب الروح لدى اللاعبين ، وانقسام الإعلام ، فإن بعض الجماهير السعودية انتابتها نوبة من الإحباط وحالة من اليأس ، وهذا الواقع الأليم انعكس سلبا عليها وجعلها تلك تتمنى خسارة منتخبها وخروجه من البطولة بطريقة أو بأخرى .