في كل شيء يقع نظرك عليه أو تسمعه أو تتحسسه ففي ذلك تبصر يغني الروح ويقوي الإدراك وأحيانا يعزز المناعة بل يقوي البصيرة ويحفز الفكر وقد يقودك إلى فهم عميق تحتاجه في رحلة الحياة، هذا الحديث هو وجهة نظري وليس صادر من تجارب علمية بل من معرفة كونتها من تجاربي الشخصية. أخبار متعلقة رحلة حياة النهم الاستهلاكي المرايا الحقيقية..!! مثلا؛ تأمل في الفصول الأربعة وتأثيرها على نفسيتك ثم تعامل مع كل فصل على حدة، فالفصل الذي يبعث فيك السعادة والحياة وتميل له اجعله مصاحبا لرسم خططك لأنه سيُثري أفكارك، والفصل الذي تشعر أنه يُكون حالة ضبابية على مزاجك أو يغير في نهج انفعالاتك حاول أن تعرف مصدر تأثيره هل هو برودة الجو مثلا أو الأتربة المثارة أو درجات الحرارة أو نزول المطر أو انتشار السحب أو .... الخ ثم تعامل مع هذا المؤثر بحيث تسخره لك وتقلب سلبياته إلى إيجابية فتفلح في توجيهه وهذا الأمر بالتدريب ستتمكن منه لأن في البشر قوة جبارة قادرة على التأقلم متى فهمو «أنا أثق في ذلك». تأمل الفواكه واختلاف ألوانها وأحجامها ومواسم حصادها وطريقة زرعها، تأمل كيف تُقطف فبعضها قطوف دانية يسهل قطفها و بعضها في قطفها مشقة بالغة، تأمل في ما تشابهت بذوره أو حبيباته رغم إختلاف هيئته كالتفاحة والأجاصة، كالعنب والرمان، تأمل بما حوى نسبة من الماء وما كان جافا كالأناناس والموز وفي تأملك هذا ستتعلم شيئا ما وستفهم معنى التصنيف ومعنى التشابه و الإختلاف. تأمل في مواقف البشر من الأحداث كطريقة تعليقهم على الكوارث التي تحدث على سطح الأرض؛ ستجد تباين عجيب فهناك من يصنفها ظواهر علمية يجب أن تُدرس ليُفهم أسبابها وهناك من سيصنفها حسب مرئياته فتارة هي عقاب وتارة هي تنبيه وتارة هي علامات على بداية عصر جديد، وفي تأملك هذا ستفهم عن البشر الكثير. التأمل يصلح بوصلة الإنسان لذا تقرأ دعوة له في القرآن من خلال قوله تعالى في سورة آل عمران(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)آية 190 [email protected]