رئيس جمهورية المالديف يزور المسجد النبوي    انطلاق فعاليات تمرين «إيفيس» في جمهورية تركيا    المملكة ترحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعم طلب عضوية دولة فلسطين    "ديربي عسير" ينتهي بالتعادل السلبي    "كنوز السعودية" بوزارة الإعلام تفوز بجائزتي النخلة الذهبية في مهرجان أفلام السعودية    وزير الشؤون الإسلامية يفتتح إدارة المساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة فيفا    مقتل 61 شخصا بسبب موجة حر قياسية في تايلاند    النفط يرتفع والذهب يزداد بريقاً    نُزل الباحة التراثية.. عبق الماضي وبهجة الحاضر    "العقار": 19 ألف عملية رقابة إلكترونية ب4 أشهُر    رئيس هيئة الأركان العامة يستقبل قائد القيادة المركزية الأميركية    إتاحة باب الانتساب لنزلاء السجون الراغبين في إكمال دراستهم بالشرقية    جامعة الملك سعود توعي باضطرابات التخاطب والبلع    أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات في الطريق إلى إسرائيل    تطويق جنوب غزة.. انتشار عسكري إسرائيلي شرق وغرب معبر رفح    خطبتا الجمعة من المسجد الحرام و النبوي    خيرية آل عبدان في ذمة الله    ستانيشيتش: بلوغ نهائي الدوري الأوروبي أهم لليفركوزن    استمرار هطول أمطار رعدية متوسطة على معظم مناطق المملكة    مدرب الأخدود: كنا نستحق الفوز على النصر    تيك توك تضع علامة على محتويات الذكاء الاصطناعي    رسالة رونالدو بعد فوز النصر على الأخدود    الشاعرة الكواري: الذات الأنثوية المتمردة تحتاج إلى دعم وأنا وريثة الصحراء    العرب ودولة الإنسان    مقرن بن عبدالعزيز يرعى حفل تخريج الدفعة السادسة لطلاب جامعة الأمير مقرن    629 موقعاً مزيفاً تستهدف جيوب السعوديين ب«الاحتيال»    حين يتحوّل الدواء إلى داء !    أدوية التنحيف أشد خطراً.. وقد تقود للانتحار !    مصير مجهول للمرحلة التالية من حرب روسيا وأوكرانيا    القنصل الفرنسي: إتاحة 550 موعداً يومياً لاستقبال طلبات السعوديين لتأشيرة «شنغن» في جدة    لاعبو الأندية الإيطالية خارج القائمة.. ولاعبو «البريمير ليغ» الأكثر حضوراً    الاتفاق والنصر إلى المباراة النهائية لممتاز قدم الصالات    جمال الورد    99 % انتشار الإنترنت في المملكة    رَحِيلُ البَدْرِ    جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز تحتفل بتخريج الدفعة السادسة    ذكاء التوقيت والضمير العاطل    مفوض الإفتاء في جازان يشيد بجهود جمعية غيث الصحية    المركز الوطني للمناهج    ب 10 طعنات.. مصري ينهي حياة خطيبته ويحاول الانتحار    «البعوض» الفتاك    أمانة الطائف تسجل لملّاك المباني بالطرق المستهدفة لإصدار شهادة "امتثال"    رئيس جامعة جازان المكلف ⁧يستقبل مدير عام الإفتاء بالمنطقة    أمير منطقة جازان يلتقي عدداً من ملاك الإبل من مختلف مناطق المملكة ويطّلع على الجهود المبذولة للتعريف بالإبل    تعزيز الاستدامة وتحولات الطاقة في المملكة    أولمبياكوس يهزم أستون فيلا ويبلغ نهائي دوري المؤتمر الأوروبي    أسماء القصيّر.. رحلة من التميز في العلاج النفسي    كيف نتصرف بإيجابية وقت الأزمة؟    دلعيه عشان يدلعك !    رسالة من أستاذي الشريف فؤاد عنقاوي    بلدية صبيا تنفذ مبادرة لرصد التشوهات البصرية    تجنب قضايا المقاولات    للرأي مكانة    شركة ملاهي توقّع اتفاقية تعاون مع روشن العقارية ضمن المعرض السعودي للترفيه والتسلية    تدشين مشروعات تنموية بالمجمعة    نائب أمير عسير يتوّج فريق الدفاع المدني بكأس بطولة أجاوييد 2    المملكة تدين الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة (الأونروا) في القدس المحتلة    القيادة تعزي رئيس البرازيل إثر الفيضانات وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالله الفوزان : الإنفاق الحكومي وأسعار النفط وخطط التنمية ستسهم في استمرار نمو القطاع الصناعي
نشر في اليوم يوم 04 - 11 - 2012

كشف رجل الأعمال عبدالله بن عبد اللطيف الفوزان رئيس مجلس إدارة شركة «بوان» عن صورة واضحة لواقع القطاع الصناعي في المملكة من خلال تسليط الضوء على أبرز نقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر المتوقعة من هذا القطاع، وفي نفس الإطار عبر الفوزان عن ثقته في نمو قطاع مواد البناء خلال الفترة المقبلة لمواكبة احتياجات سوق الإنشاءات في المملكة بالتزامن مع المشاريع الحكومية التي تتضمنها خطة التنمية التاسعة، وتوجه القطاع الخاص للتطوير العقاري وحاجته لمواد البناء بمختلف أنواعها. وقال الفوزان في حواره مع «اليوم» ان الاستراتيجية الصناعية المعتمدة من قبل الحكومة السعودية ودعمها للصناعة الوطنية وثبات أسعار البترول هي عوامل أساسية ستساهم في تطور ونمو القطاع الصناعي، مشيرًا إلى إمكانية وجود معوقات في الطريق نحو الاستثمار الصناعي، مثل إشكاليات الأيدي العاملة، إمدادات الطاقة، توفير الأراضي الصناعية وهي أمور تواصل الجهات الرسمية ذات العلاقة العمل على حلها بشكل جذري. وفي لقائنا مع الفوزان أطلعنا على توجهات شركة بوان وقصة تأسيسها كمجموعة من الشركات تعمل في النطاق نفسه، واتحادها لتصبح شركة واحدة ذات تنافسية قوية تركز على توفير حلول تكاملية ومنتجات مواد البناء ذات الجودة العالية. إلى الحوار ..
 كونكم من المتميزين في تقديم الرؤى الاقتصادية، ما هي رؤيتكم لواقع قطاع الصناعة في المملكة؟
شهد القطاع الصناعي في المملكة عدة تحولات على مر تاريخه منذ انطلاقته القوية في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم،لقد حظي هذا القطاع بالعديد من العوامل التي ساعدته على الانطلاق بشكل قوي، وكان للحكومة دور كبير في تسريع هذه الانطلاقة من خلال عدد من الإجراءات، كتوزيع الأراضي وتقديم القروض بدون فوائد، وإعفاءات جمركية للمواد الخام.
إضافة إلى العقلية السعودية المنفتحة تجاه كل ما هو جديد، كان للظروف التي وفرتها الدولة دور كبير في تحقيق هذا القطاع لنجاحات كبيرة على مدى العقود الماضية، ما جعل الصناعة السعودية تتبوأ مراكز متقدمة ... خاصة في صناعة البتروكيماويات، وظهرت العديد من الكيانات الاقتصادية الكبيرة التي أصبحت تقود دفة الصناعة بمؤازرة الجهود الحكومية.
يمر القطاع الصناعي الآن بمرحلة انتقالية جديدة خاصة مع الإعلان عن الاستراتيجية الصناعية التي ستسهم في التنوع الاقتصادي للمملكة وزيادة حجم الصادرات،إن هذا القطاع من القطاعات التي تحظى باهتمام كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وحسب الرؤية المعلنة لهذه الإستراتيجية الهادفة إلى مضاعفة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي من 10 بالمائة حالياً إلى 20 بالمائة مستقبلاً، وهو ما أعدُّه تحدياً كبيراً جداً .
من مصادر قوة الصناعة السعودية وجود أنظمة استثمار تقلل نسبة المخاطرة على المستثمر الصناعي، منها إعفاء المستثمر المحلي من الضرائب،إعفاء المواد الأولية المستوردة من الرسوم،توفربعض المواد الخام محليا، وقوة القاعدة الاستهلاكية الفردية والمؤسساتية، هناك أيضا جودة المنتجات الصناعية المحلية على مستوى المنطقة
 هل أنت متفائل بتحقيق هذه الإستراتيجية؟
النجاح يتحقق إذا كانت هناك خطط واضحة ومدروسة، ودعم للمنشآت الصناعية، وتسهيل لكافة المعوقات التي يتطلب إزالتها التعاون بين كافة الجهات ذات العلاقة، بالإضافة إلى التعاون بين وزارات التجارة والصناعة، العمل، التعليم العالي،التربية والتعليم،المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وهيئة المدن الصناعية.
أرى ضرورة تحديد مرجعية رسمية لتلك الاستراتيجية في ظل تعددالجهات المرتبطة بالقطاع الصناعي في المملكة، ومن أهمها هيئة المدن الصناعية، وزارة التجارة والصناعة،الهيئة العامة للاستثمار،الهيئة الملكية للجبيل وينبع ، وزارة العدل ووزارة الاقتصاد والتخطيط. لذلك من المهم تعيين جهة مرجعية موحدة لجميع هذه القطاعات الصناعية، إضافة إلى ضرورة توفير عوامل أخرى مساعدة كثيرة تعتمد على منهجية التطبيق لأي استراتيجية.
 عوامل مساعدة، مثل ماذا؟
هناك الكثير من العوامل المعينة على النجاح والتي تحرص الحكومة على توفيرها، منها توفير الأراضي المناسبة لإنشاء المصانع، الحرص على تقديم محفزات استثمارية جاذبة للمستثمرين، تسهيل الإجراءات، إيجاد مصادر لتمويل المشاريع لدعم القطاع بصفة مستمرة، وكذلك التركيز على تدريب وتطوير الكفاءات المحلية من خلال تكثيف برامج وخطط التدريب في المجال الصناعي، كما أشدد على أهمية العمل على تنشيط الصناعات الصغيرة التي تقوم بتوفير معظم حاجات الفرد الأساسية،كذلك يجب العمل على إعداد برامج حديثة لتدريب الأيدي العاملة للاستفادة من الفرص الكبيرة التي ستتوافر في هذه المصانع، مع إقرار قوانين استثمارية خاصة بالقطاع الصناعي في المملكة.
 ما هي نقاط القوة في قطاع الصناعة السعودي ؟
هناك العديد من نقاط القوة في الظروف الصناعية للمملكة؛ أولها مركز المملكة الرائد في مجال الطاقة كأكبر مصدر للنفط في العالم، كما أن موقعها الاستراتيجي يجعلها ممراً مهماً لاقتصادات العالم، أضف إلى ذلك تمتع المملكة بأهمية نقدية على مستوى العالم،و توفر مصادر تمويل قوية تتيحها البنوك الوطنية ومصادر التمويل الحكومية بما فيها صندوق التنمية الصناعي.
-من مصادر قوة الصناعة السعودية أيضًا وجود أنظمة استثمار تقلل نسبة المخاطرة على المستثمر الصناعي، منها إعفاء المستثمر المحلي من الضرائب،إعفاء المواد الأولية المستوردة من الرسوم،توفر بعض المواد الخام محليا، وقوة القاعدة الاستهلاكية الفردية والمؤسساتية، أيضًا هناك جودة المنتجات الصناعية المحلية على مستوى المنطقة، إضافة إلى وجود المدن الصناعية التي تهتم بجودة البنى التحتية، وقبل كل ذلك الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به المملكة ولله الحمد.
 ماذا عن نقاط الضعف؟
إن الصورة ليست مثالية بالتأكيد، فهناك نقاط ضعف نرى أنها تحتاج إلى دراسة وإيجاد حلول، من أهمها اعتماد الناتج المحلي على النفط بشكل أساسي، فهناك حاجة حقيقية لتنويع مصادر الدخل، هناك أيضًا ندرة المصادر المائية المتجددة، ودمج التجارة والصناعة في وزارة واحدة وهذا يعطي تقاسماً في الاهتمام بالجانب الصناعي مع القطاعات الأخرى كون الوزارة تتحمل مسئوليات عديدة ومتنوعة، ما أدى إلى بعض العقبات الإدارية.
-أضف إلى ذلك بطء إجراءات التراخيص الصناعية والإعفاءات الجمركية، وقلة توفر المدن الصناعية المخدومة وقربها من المدن، كذلك عدم كفاية تغطية الخدمات العامة المتمثلة في (الكهرباء والماء والبنى التحتية) لحاجات الصناعة القائمة والمرتقبة، إضافة الى الرغبة في الحصول على بعض الميزات التفضيلية في المشاريع والعقود الحكومية.
التباطؤ في تفعيل إستراتيجية الدولة الصناعية بسبب ضعف الإمكانيات الإدارية والتي تحول دون تطبيق هذه الإستراتيجية بالشكل الذي ينشده الصناعيون.
إن تعقيد عملية استقدام الكفاءات الصناعية يمثل إحدى نقاط الضعف أيضًا، خاصة في ظل قلة الأيدي العاملة المحلية المؤهلة للعمل في دعم الصناعة الوطنية، إضافة إلى عدم وجود آلية واضحة لدعم المشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة،إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود فرص حقيقية ورائعة أمام سوق الصناعة السعودي.
 هل تعتقد ان القطاع الصناعي سيحافظ على وتيرة نموه مستقبلا؟
هناك العديد من الفرص في هذا القطاع؛ من أهمها التوسع في الإنفاق الحكومي الملحوظ، إضافة إلى التوجه الحكومي القوي لتنويع مصادر الدخل، كما أننا نشاهد توجهات حكومية جادة لبناء شبكة متكاملة للنقل على مستوى المملكة،أضف إلى ذلك الكثافة السكانية الكبيرة بأغلبيتها الشابة، ووفرة الأراضي الصالحة لبناء مدن صناعية جديدة،و لا يجب أن ننسى ثراء اقتصادات دول الجوار ذات العلاقات الاقتصادية المشتركة مع المملكة، والأحداث التي يتوقع أن تشهدها المنطقة واستضافة قطر لمباريات كأس العالم وما سيصاحبه من مشاريع ضخمة للبنى التحتية هناك.
 هل معنى ذلك أن المستقبل خالٍ من المخاطر على قطاع الصناعة السعودي؟
يستحيل أن يخلو عالم الأعمال من المخاطرة، بالنسبة للقطاع الصناعي هناك مخاطر عديدة تواجهه، منها التضخم المحتمل نتيجة للتوسع في الإنفاق على مشاريع التنمية، وكذلك التضخم الناتج عن ربط سعر صرف الريال بالدولار الأمريكي، أضف إلى ذلك التأخر في إنجاز المدن الصناعية المؤهلة والاعتماد بشكل مبالغ فيه على الأيدي العاملة الأجنبية غير المؤهلة،هناك أيضًا المنافسة العالمية التي تواجه الصناعيين السعوديين، والاضطراب السياسي في العديد من دول الشرق الأوسط مثل العراق وإيران واليمن وسوريا وغيرها.
 إذاً نحن أمام تحديات كبيرة؟
لو أردنا الحديث بشكل ممنهج عن التحديات التي تواجه الصناعة في المملكة، لوجدنا أنها تتمحور حول عدة نقاط أهمها تطوير القدرات التنافسية للمنتجات الوطنية وذلك لكسب حصص في أسواق التصدير العالمية، وكذلك المحافظة على الحصص داخل الأسواق المحلية في ظل انفتاح السوق ومنافسة المستثمر الأجنبي.
-أضف إلى ذلك مواكبة التطورات في الأسواق العالمية من خلال استحداث آليات تتسم بالمرونة في الإدارة والتصميم والإنتاج والتسويق وغيرها من حاجات العمل الصناعي في المملكة والإسراع بنقل وتوطين التقنية،ذلك أن بناء قاعدة تقنية صلبة يعد أحد أهم ركائز المستقبل الصناعي الواعد، ويلي ذلك المحاولة الجادة لتطوير التقنية التي تم توطينها من خلال الأبحاث سواء داخل المؤسسات الصناعية أو بالتعاون مع الجامعات والمراكز العلمية المتخصصة.
التعامل مع تشريعات ومستجدات منظمة التجارة العالمية، وكذلك الاهتمام بالبيئة بالحفاظ على سلامة البيئة الصناعية، وما يستلزم ذلك من جهود وتقنيات لتقليص الآثار السلبية للقطاع الصناعي على البيئة إلى أدنى قدر ممكن.
-هناك أيضًا تطوير قدرات القوى العاملة السعودية، إضافة إلى الاهتمام بتطوير الإدارة الصناعية في الوحدات الصناعية الصغيرة والمتوسطة. و من التحديات التي برزت مؤخراً، التحدي المتمثل في إيجاد حلول لإشكاليات استقدام و توفير الأيدي العاملة، بالإضافة إلى زيادة قدرة إمدادات الطاقة.
 برأيكم ما هي المميزات التي يتسم بها القطاع الصناعي؟
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن إجمالي رأس المال المستثمر في المصانع السعودية في الربع الثالث من العام 2011م يقدر بنحو 509 مليارات ريال، وأن عدد العاملين بها قد ارتفع إلى أكثر من 617 ألف موظف وعامل، وهذا بلا شك يعكس أداء القطاع الذي يحقق أرقاما قياسية مع التوجهات الجديدة لتطوير الصناعات في المملكة، ويتوقع أن يشهد القطاع المزيد من التطور خلال السنوات الخمس المقبلة لاسيما بعد تشبع المجالات الاقتصادية الأخرى، كأسواق المال مثلا، واستفادة المستثمرين من دروس الأزمة المالية العالمية.
من أهم الميزات في المملكة هي قوة الصناديق السيادية السعودية، لذلك من المهم العمل على توجيهها لدعم القطاع الصناعي، إذ يعد من أكثر القطاعات تأثيراً في الاقتصاد الوطني.
كما أن الصناعة في طريقها لتصبح القاطرة التي تقود الاقتصاديات الخليجية في المستقبل بإذن الله، وعلى رأسها الصناعات البتروكيماوية والأسمنت والصناعات التعدينية، لاسيما الألمنيوم، باعتبار أن هذا القطاع هو السبيل الأمثل لتنويع مصادر الدخل بدلاً من الاعتماد على سلعة واحدة قابلة للنضوب و هي النفط، جدير بالذكر أن القطاع الصناعي قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتي وبالتالي تقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج، ما يعني توطين الأموال والاحتفاظ بالعملة الصعبة، و أتوقع أن تشهد الصناعات على مستوى الخليج نسبة نمو عالية خلال السنوات المقبلة, وربما تتفوق على المعدل العالمي العام للنمو .
 الصناعات التعدينية من أهم الصناعات في المملكة ... هل تعتقد أنها ستتفوق في المستقبل على أنواع الصناعات الأخرى؟
نعم لقد أصبحت الصناعة التعدينية من أهم الروافد الاقتصادية في العالم، وقد شهدت المملكة خلال العقد الماضي نهضة واسعة في مجال استغلال المعادن، وهذه النهضة التعدينية جاءت من خلال استثمارات ضخمة تفوق في قيمتها 60 مليار ريال لشركة معادن التي تمتلك الدولة فيها أكثر من 50 بالمائة ، والتي استفادت من احتياطيات خامات الفوسفات والبوكسايت والمعادن النفيسة والمعادن الصناعية الأخرى والتي تمتلك حقوقها التعدينية، كما أن استثمارات الشركة في منطقة رأس الخير وذلك من خلال مشاريع تطوير جعلتها تتحول من صحراء مقفرة الى واحدة من أهم المناطق التي تضم جميع المرافق الأساسية لإنتاج الصناعات التعدينية وتصديرها إلى الأسواق العالمية.
وتضم رأس الخير تجمعاً لصناعة الأسمدة يتكون من 11 مصنعاً؛ ثلاثة مصانع منها مختصة في إنتاج حامض الكبريتيك وتبلغ طاقتها السنوية 4 ملايين طن، وهناك ثلاثة مصانع أخرى لإنتاج حامض الفوسفوريك طاقتها السنوية 1.4مليون طن، أيضًا هناك مصنع لمعالجة الأمونيا بطاقة 650 ألف طن، إضافة إلى أربعة مصانع لإنتاج فوسفات الأمونيوم الثنائي بطاقة 3 ملايين طن سنوياً،هذا كله يدفعني إلى التفاؤل جدًا بمستقبل أكثر إشراقا في هذا المجال.
 تمثل صناعة البتروكيماويات رافداً مهما للصناعة بالمملكة ... ما هي رؤيتكم في هذا الصدد؟
بالطبع هذا صحيح، ولكي نحقق النجاح في هذا المجال، علينا أن نهيئ الظروف الملائمة، وأن نطور قدراتنا بإيجاد خطوط صناعية ضخمة للصناعات التي تعتمد بشكل كبير على المواد الخام والمستخرجة من النفط، فبدلاً من تصدير برميل البترول بقيمة 100 دولار، من الممكن أن يتم تصديره بسعر أعلى بكثير عبر تصدير السلع والمنتجات التحويلية النهائية من ذلك البرميل.
-المملكة تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم إضافة إلى امتلاكها لأكبر احتياطي بترولي مؤكد، لذا المهم أن تكون المملكة رائدة لتلك الصناعات حول العالم، وأستشهد لذلك بما حدث في إندونيسيا التي كانت في السابق تصدر الأشجار إلى اليابان وكوريا بسعر 70 إلى 80 دولارا، إذ كانت تلك البلدان المستوردة تقوم بدورها بإعادة تصنيعه إلى منتجات نهائية، كشرائح الخشب، ليباع بنحو 450 دولارا للمتر الواحد،عندها لم يستفد الإندونيسيون من أي قيمة مضافة للموارد الطبيعية التي صدروها، بعدها قامت الحكومة الإندونيسية بمنع تصدير الأخشاب، مما حفز اليابان وكوريا على إنشاء مصانع في إندونيسيا وبذلك أصبح المنتج النهائي يصدر من إندونيسيا وليس من اليابان وكوريا أو غيرها، الأمر الذي نتج عنه انخفاض نسبة البطالة بتشغيل الأيدي العاملة الوطنية في تلك المصانع، ناهيك عن الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.
-لا بد أن يكون لدينا نماذج شبيهة تحمل ذات الفكر الاستراتيجي الطموح، وأحب أن أنوه إلى أن الصناعات التي تعتمد على الطاقة يفترض أن تمثل الصناعات الأكبر على مستوى العالم وأن يكون لها دور كبير في السوق السعودي بالاعتماد على المواد الخام الموجودة لدينا، إذا لابد لنا من التصنيع داخل المملكة عوضاً عن الاقتصار على تصدير المواد الخام، فمثلاً هناك مصانع تنتج سلعاً تعتمد على الاستهلاك المحلي وتلك السلع تتأثر أسعارها بشكل كبير بعدد من العوامل من أهمها تكلفة النقل، وبالتالي إقامة هذه المصانع في المملكة سيساهم في تخفيض أسعار هذه السلع وجعلها منافسة للمنتج العالمي الذي نستورده.
ويسعدني هنا أن أشيد بالمشروع المشترك بين شركة أرامكو السعودية وشركة داو كيميكال، والذي يحمل اسم «شركة صدارة للكيميائيات»، لإنشاء وتشغيل مجمع كيميائيات متكامل و عالمي المستوى في مدينة الجبيل الصناعية، والذي يتوقع له أن يبدأ الإنتاج في 2015م بخطة إنتاج أكثر من 3 ملايين طن متري من المنتجات الكيميائية واللدائن.
 شركة «بوان» التي تقودون دفتها ... ما هي الإستراتيجية التي تعمل من خلالها؟
 «بوان» هي مجموعة شركات صناعية تعمل تحت مظلة شركة واحدة، الأمر الذي جاء بفوائد عدة، إذ يتيح لنا ذلك تركيزًا أكبر لرأس المال، و هذا مهم جدًا لمواصلة التوسع والوصول إلى أسواق جديدة من خلال تغطية جميع أنحاء المملكة، ناهيك عن الوفورات الناتجة عن دمج بعض العمليات والإدارات وتوحيد الجهود التسويقية والبيعية.
نتيجة لذلك أصبحت «بوان» -ولله الحمد- شركة قوية بهيكل إداري صلب، الأمر الذي أدى إلى تعزيز قدرة الشركة على التوسع والتطوير، كما أصبحنا نملك فرصاً أكثر في الخارج، نتواجد فيها كموزعين أو كمصنعين، وذلك أدى إلى تعزيز إمكانات شركتنا.
-بناء على متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية ودراستنا لوضع أسواق مواد البناء بمختلف أشكاله، خرجنا باستراتيجية تحمل رؤية ورسالة واضحة، وتكمن هذه الرؤية في إيجاد كيان قوي يوفر متطلبات سوق البناء والمساهمة في التنمية من خلال توفير وصناعة مواد ذات جودة عالية تدعم مشاريع التنمية في المملكة، وهذا ما تم الاتفاق عليه بين عدد من الشركات التابعة لمجموعتي الفوزان والمهيدب.
تضم شركة «بوان» حالياً عدداً من الشركات الصناعية موزعة على المدن الرئيسية في السعودية، إضافة إلى مصانعها في عدد من دول الخليج العربي، والتي تعمل في قطاعات مواد البناء والصناعات المعدنية والخشبية ومحولات الطاقة، وذلك برأس مال 500 مليون ريال.
نحن حريصون على زيادة حصة «بوان» في سوق الصناعة في المملكة، وتحويلها إلى نواة لتحالفات واستحواذات جديدة كجزء من نشاطها العام حتى تصل لمركز الريادة في قطاع صناعة مواد البناء في المملكة.
 هل لك أن تشرح لنا الفوائد التي حصلتم عليها من الاندماج والسبب وراء ذلك؟
السبب الرئيس خلف الاندماج هو رغبتنا في القيام مشاريع كبرى، قبل عشر سنوات كنا نعمل على تأسيس شركة تتكون من أصول ورأس مال بحجم محدد، ولكن الوضع تغير منذ 6 سنوات تقريباً ، إذ بدأت الفرص تتوالى وحجم الاستثمار يتزايد، الأمر الذي دفعنا لتكوين شركة «بوان» بحيث تتضمن قسماً لتطوير الأعمال يقوم بدراسة مثل هذه المشاريع وتحليلها، وبالتالي تصبح هذه الشركة لديها الاستقلالية والقدرة على النظر في مثل هذا النوع من المشاريع.
بوان هي ثمرة إندماج بعض القطاعات الصناعية الانشائية،لمجموعة عبد القادر المهيدب وأولاده ومجموعة عبداللطيف ومحمد الفوزان،والهدف الرئيس من تكوين «بوان» ليس فقط الاندماج والتكامل بين مصانع مواد البناء لدى مجموعتي الفوزان والمهيدب، بل أيضا تفعيل تطلع الشركة إلى تأسيس أو الاستحواذ على المشاريع الواعدة.
إن عملية الدمج كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس على مستوى الشركات التابعة ل «بوان»، وهو ما سيعزز استراتيجياتنا المستقبلية لتحقيق عدة أهداف جوهرية أهمها الاستمرارية والقدرة على التوسع وتعزيز الاستقلالية ما بين الملكية والإدارة.
المملكة تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم إضافة إلى امتلاكها لأكبر احتياطي بترولي مؤكد، لذا من المهم أن تكون المملكة رائدة لتلك الصناعات حول العالم.
 ماهي الصناعات والشركات التي تكون شركة بوان ؟
تتشكل شركة بوان من مجموعة شركات تعمل في عدة قطاعات هي قطاع الصناعات المعدنية ,قطاع الصناعات الخشبية ,قطاع الصناعات الخرسانية وقطاع الصناعات الكهربائية
ويتضمن قطاع الصناعات المعدنية شركة بوان للصناعات المعدنية والتي بدأت عملها في العام 1982م،وتضم تحت لوائها مصنعين للصناعات المعدنية في الرياض، ومصنعا في المنطقة الشرقية ومصنعا في جدة، وكذلك مصنعاً في مملكة البحرين،وتعمل الشركة في سوق يبلغ حجمه أكثر من ملياري ريال سنوياً، في عدة قطاعات تشمل الألمونيوم، حديد التسليح، وكذلك المشغولات المعدنية بمختلف منتجاتها ورغم تذبذب المعروض في الأسواق العالمية، إلا أن الطلب لا يزال يتنامى على السلع المعدنية خصوصاً مع تنامي ضخ المشاريع الإنشائية المختلفة في المنطقة.
أما قطاع الصناعات الخشبية فيضم شركة بوان للصناعات الخشبية والشركة المتحدة لمنتجات الأخشاب والتي بدأت عملها في العام 1992م بخطوط إنتاج متطوّرة وتقنيات عالية ومتخصصة لإنتاج الأبواب الخشبية، أعمال الديكورات،ألواح الديكورات الخشبية اللازمة لصناعة الأثاث الخشبي،الأرضيات الخشبية الواسعة الانتشار، بالإضافة إلى مواد التعبئة والتغليف الخشبية، وذلك من خلال تسعة مصانع موزعة بين الرياض، الدمام، الجبيل، جدة، ينبع، الكويت، والإمارات العربية المتحدة.
القطاع الثالث وهو قطاع الصناعات الخرسانيه ويتكون من شركة بناء للإستثمارات الصناعية القابضة وشركة بناء للمنتجات الخرسانية المتقدمة وهي متخصصة في إنتاج المباني مسبقة الصب (بريكاست) وشركة بناء للخرسانة الجاهزة وبناء للخدمات الهندسية وهي شركة متخصصة في الاستشارات الهندسية والتصاميم والإشراف على مشاريع البناء، تنتج الشركةحاليًا نحو 280 الف متر مكعب سنوياً من الخرسانة الجاهزة، بالإضافة إلى 360 ألف متر مكعب من البريكاست، و يجدر التنويه إلى أن قطاع الخرسانة يعد من القطاعات الواعدة والضخمة في السوق السعودية والخليج خصوصاً في الأعوام الماضية.
القطاع الرابع هو قطاع الصناعات الكهربائية ويشمل شركة بوان للصناعات الهندسية وتضم كلا من الشركة المتحدة للمحولات الكهربائية «يوتك»، وهي مجموعة متخصصة في صناعة المحولات الكهربائية والشركة المتحدة للمحطات والقواطع الكهربائية ( يو إس إس جي) والمتخصصة في إنتاج المحطات واللوحات وقواطع الجهد الكهربائية المتوسط والمنخفض، وتضع شركة بوان هذا القطاع الحيوي نصب عينها لاستهداف وتوسيع دائرة المنتجات لتكون «يوتك»و( يو إس إس جي) مصدراً متخصصاً في كل ما من شأنه خدمة قطاع الطاقة الكهربائية في المنطقة، كما تعتزم الشركة التوسع في أعمالها لتشمل الصناعات المتعلقة بقطاع الطاقة بشكل عام ويمتلك هذا القطاع ثلاثة مصانع يقع إثنان منها في مدينة الرياض.
 ما مدى انتشار «بوان» خليجياً وعربياً؟ وهل هناك خطط للتوسع في المرحلة المقبلة؟
حاليا لدينا مواقع في الدمام ، الرياض ، جدة، ولدينا مصانع في عدد من الدول وهي الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى مصانع أخرى في الجبيل وينبع ومصانع أخرى لا زالت تحت الدراسة.
 ما هي توقعاتكم للطلب على منتجات البناء خلال الثلاثين عاماً المقبلة؟
منذ أكثر من 30 عاماً ونحن نعمل في قطاع مواد البناء، وكان القطاع يسجل نمواً باستمرار، وفي أحيان كثيرة كان القطاع يشهد قفزات في مسار نموه حسب المعطيات والمتغيرات الاقتصادية، ساهم في ذلك النمو القوة التي يتمتع بها السوق السعودي والمدعوم بعدة متغيرات كان أهمها أسعار النفط العالية إضافة إلى الثقة الكبيرة في السوق السعودي من خلال النمو السكاني الكبير، أضف إلى ذلك الأوامر الملكية الخاصة ببناء نصف مليون وحدة سكنية في السنوات المقبلة، وإقرار نظام الرهن العقاري، فكل هذه المتغيرات تجعلنا متفائلين ونعتقد أن يستمر القطاع في النمو بشكل كبير، رغم ذلك فإننا جاهزون للتعامل مع الظروف الاقتصادية السيئة، و لنا تجربة في ذلك، فمنذ 20 عاماً شهد القطاع بعض الركود، إلا أننا كنا نعمل على التوسع وحققناه ولم نتأثر .
 بالنسبة لموضوع توطين العاملين في الشركات ... إلى أي مدى تحرص بوان على السعودة؟
حققت بوان حتى الآن نسبة توطين تتراوح بين 25% و 30% ، ونسعى إلى زيادة هذه النسبة من خلال بحثنا عن الكوادر المتميزة والمؤهلة التي يمكنها قيادة شركاتنا نحو النمو والازدهار، كنا و لازلنا في بوان نعمل على تهيئة بيئة مناسبة نستطيع من خلالها استقطاب الأيدي العاملة السعودية، وذلك حرصًا منا على دعم المجتمع والمساهمة في تطويره، كما نسعى إلى تحفيزهم على الاستمرار في العمل لدينا من خلال تدريبهم و تطويرهم و توفير المساكن الخاصة لهم.
 ما هي رسالتكم كمستثمر من خلال شركة « بوان « ؟
رسالتنا من خلال «بوان» هي تكوين شركة صناعية قوية عبر مجموعة من الشركات القادرة على إرساء أعلى المعايير في توفير منتجات مواد البناء التي ستساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، ونحن نؤمن بأن شركة «بوان» ستحتل مكانة الريادة في المستقبل القريب، ونأمل أن تستحوذ على نسبة كبيرة من القطاع الصناعي لمواد البناء في المملكة بشكل خاص وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عام.
 كيف ترون الخطوات التي تنتهجها وزارة التجارة مؤخرًا..؟
في ظل الجهود التي يبذلها معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة منذ توليه دفة الوزارة، فإن هناك حالة تفاؤل تسود وسطي المال والاعمال، والوزير بطاقمه المميّز استطاعوا خلال فترة قصيرة تسجيل العديد من النقاط الايجابية مثل تصفية مساهمات متعثرة والسيطرة على أزمة الشعير وحماية المستهلك بالعديد من الانظمة التي تصبّ في صالحه و تسارع تنمية المدن الصناعية وتوفير البنى التحتية الملائمة لها، وهذا بلا شك في صالح الاقتصاد الوطني وتحسين النظم بما يحفظ للتاجر والمستهلك حقوقهما.
ونتمنى من وزارة التجارة التوسّع في تعديل النظم والقوانين بما يسهّل حركة الاعمال ويدعم الاستثمار وينشئ كيانات اقتصادية قوية ومتماسكة.
 كيف ترون احتلال المملكة مراكز متقدّمة في مؤشر التنافسية العالمية..؟
 بالتأكيد أن احتلال المملكة مراكز متقدّمة في العديد من نقاط التنافسية العالمية يشكّل ترجمة للاهتمام الذي يحظى به الاقتصاد الوطني من حكومة المملكة، وهو ما ساعد في استقطاب استثمارات عالمية وتقوية الاقتصاد المحلي، ونتمنى ان نتغلب على السلبيات وكل ما يُعيق عجلة الاقتصاد لاحتلال مراكز أكثر تقدّمًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.