بقاء الحال من المحال، هذا المثل ينطبق على حال الكرة السعودية على المستوى الإداري أو الفني، هنا إقالات وهناك استقالات. عدم الاستقرار الإداري أو الفني سوف يؤثر سلبا على الكرة السعودية، فما يحدث في الأندية أو اتحاد الكرة تجاوز المعقول. المعقول أن تكون المتغيرات عن طريق الإقالات أو الاستقالات بأعداد محدودة، حيث لا تؤثر على منظومة العمل الرياضي، هذا إذا كانت هناك منظومة يعمل من خلالها. عدد المدربين الذين تم إبعادهم يفوق المعقول بالأندية، واتحاد الكرة اتخذ قراره بإبعاد جهازه الفني قبل يومين والعودة لمرحلة البحث عن جهاز فني جديد، وكأن المشكلة فقط في الجهاز الفني. فيما يخص الأندية، فإن بعض ما تم اتخاذه من إقالات للمدربين له مبرراته المنطقية والبعض الآخر جريا على العادة السنوية، فالتغيير لم يحدث فارقا، بل البعض ظل على ما هو عليه. فيما يخص المنتخب وإقالة بيتزي، فحتى مع الملاحظات السلبية التي نلاحظها على عمل المدرب فإن المشكلة أكبر من مدرب، فكرة القدم في المقام الأول هي لعبة لاعبين، من يمتلك لاعبين سيحقق معهم الأفضل. ونحن لا بد أن نبحث عن كيفية صناعة لاعبين بطرق لا تعتمد على مخرجات المسابقات المحلية ولا على الاحتراف المحلي. كلنا نعلم أن الكرة السعودية في السنوات الأخيرة غير قادرة على صناعة مهاجمين متعددين، حيث شاركنا في كأس آسيا الأخيرة بدون مهاجم صريح، فهل هذه المشكلة من الجهاز الفني للمنتخب؟ كان من المهم حل المشاكل التي تعيق الجهاز الفني وتوفير أدوات النجاح للمدرب ثم محاسبته أو إقالته، وبدون حل تلك المشاكل فإن جلب جهاز فني جديد ستكون إقالته متوقعة بشكل كبير جدا. وتأتي المشاكل الإدارية كواحدة من المؤثرات السلبية على الكرة السعودية في الأندية واتحاد الكرة، ويتغير معها كثير من الخطط والبرامج والقرارات. الكرة السعودية بحاجة إلى الخروج من العمل التقليدي، ومن التكرار، ففي موسم واحد أندية أشرف عليها ثلاثة رؤساء وأعضاء مجالس إدارة، وثلاثة مدربين! هل هذا العمل يصب في صالح الكرة؟. كيف نستطيع أن يكون الدوري السعودي ضمن أفضل عشرة دوريات في العالم ونحن لم نستطع تحقيق مركز متقدم على المستوى العربي وفق آخر تقييم؟ أفضل دوري لا يقتصر على المباريات فقط، فهناك عوامل مساندة ومباشرة تؤثر إيجابيا بعملية التقييم، نتطلع أن تكون هناك منظومة متطورة تقودنا إلى الاستقرار ووضع إستراتيجيات عمل محترف تقودنا إلى الريادة الكروية.
