المتابع للمشهد الثقافي يرصد مظاهر الحراك الذي تشهده جمعيات الثقافة والفنون في جميع فروعها من خلال حزمة البرامج والفعّاليات التى شكلت عاملاً فارقًا في تعزيز الحس الإبداعي وتحويل الثّقافة والفكر والإبداع إلى واقع ملموس من خلال استقطاب أجيال جديدة تمثل شريحةً كبيرةً، كما تأتي هذه الخطوات في ظِلِّ غياب دور الأندية الأدبية التى تكاد أن تكون جزءاً من التراث الفكري رغم الجهود المبذولة والتى تحتاج إلى إعادة غربلة كاملة حتى لا تشكل عبئاً يعرقل المسيرة الثقافية » التّنمية الثّقافيّة بداية تحدث مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة محمد آل صبيح قائلا: «تسعى الجمعية إلى تعزيز الجوانب الثقافية وجعل الاهتمام بها جزءاً مهماً من حياة المجتمع لا سيما لدى الشباب، فضلاً عن اهتمامها بتطوير إبداعات المواهب السعودية وتنميتها وإطلاق قدرات الشباب لبناء جيل متميّز من المبدعين السعوديين، لتحقيق تميّز عالمي في مختلف المجالات الثقافية. كما أن برامجها الثقافية شملت «رؤية المملكة 2030» والتى تهدف لتوسيع الخدمات الثقافية لتصبح جزءاً من تحسين مستوى معيشة المواطن السعودي ورافداً حضارياً واقتصادياً للبلاد». » خارج السرب فيما أشاد أستاذ الأدب العربي الدكتور محمد الصفراني بدور الجمعيات، في الوقت الذي طغت فيه المشاحنات والخصومات في الأندية الأدبية. وقال: «أضحى النّشاط الثّقافي والإنتاج الفكري والفني لجمعيات الثقافة والفنون واضحا، يتجسد في حزمة من المشروعات والرؤى والمبادرات الرامية إلى تطوير العمل الثّقافي، في حين نرى الأندية الأدبية في الآونة الأخيرة أصبحت مجالا للخصومات والمشاحنات لتغرد خارج السرب». وأضاف: «في تصوري أن ما حدث من لغط وجدل ونقد للانتخابات في الأندية الأدبية يقوي الرأي المطالب بإغلاقها وتحويلها لمراكز ثقافية». » نضوج وفكر وترى الكاتبة منى المالكي بضرورة خروج الأندية الأدبية في المملكة عن طابعها الرسمي ونهجها وبيروقراطيتها، مشيرة إلى أن بعض أعضاء مجالس إدارات الأندية لا يتقبلون الأدباء الذين لا يتوافقون مع أيدلوجيتهم، نتيجة ضحالة ثقافتهم. وعن جمعيات الثقافة قالت المالكي: إنها تعاني عدة صعوبات أهمها غياب الإستراتيجية الواقعية والمتكاملة وافتقادها للتّنسيق بين هيئاتها، مشيدة بجهود المدير العام للجمعية الدكتور عمر السيف الذي وضع خطة يأتي أول أهدافها في توفير البيئة الحاضنة والمناسبة لتعزيز التّنمية الثّقافيّة التي ستمكن المجتمع من الولوج إلى آفاق رحبة تضمن الاستدامة الثّقافيّة وتحقق الإشباع المعرفي للأجيال الحالية والقادمة. » منبر واسع فيما أكد الناقد د.حسن النعمي أن الجمعية شهدت وهجا ثقافيا سرق الضوء من الأندية الأدبية وقال: «الجميع يلاحظ الحراك الثقافي لجمعيات الثقافة والفنون في الآونة الأخيرة، لا أدري ما هي أبعاد هذا الحراك ولكن الواضح أن هناك أدوارا جديدة تقوم بها الجمعية، منها توسيع المشهد الثقافي واحتضان الكثير من الفعاليات التي كانت تقوم بها الأندية مثل الجلسات الحوارية والأمسيات الشعرية والقصصية، كما إن الجمعيات أصبحت منبرا واسعا ويجذب قطاعات عريضة من المثقفين والمبدعين». » إستراتيجية هادفة قال نائب مدير جمعية الثقافه والفنون بالرياض صالح العتيبي: إن الجمعية تميزت برسالتها التي لا تقتصر على تنظيم النشاطات الفنية والثقافية فقط، بل تمتد لتنمية قدرات الابتكار والإبداع، حيث تقيم الجمعية الكثير من الأنشطة المتنوعة التي تهدف إلى تعزيز فعالياتها كثقافة مجتمعية متعددة تستهدف طلبة العلم والباحثين عن القيمة المعرفية، باستقطابها كافة شرائح المجتمع.