تعد الشركات العائلية في مختلف دول العالم النامية والمتقدمة على حد سواء نواة الاقتصاد ومن أهم محركات التنمية!! حيث تعرّف الشركة العائلية بأنها الشركة التي تسيطر فيها عائلة واحدة على القوة التصويتية، والتي تتحكم من خلالها باتخاذ القرارات الإستراتيجية والتنفيذية بالشركة ورسم التوجهات العامة للشركة. إلا أننا أصبحنا نلحظ في مختلف دول العالم أن هناك تزايدا متسارعا في أعداد الشركات العائلية التي تسعى للتحول إلى شركات مساهمة عامة وذلك من أجل المحافظة على بقاء واستمرارية كيان الشركة العائلية وحمايتها من الاندثار أو توقف نشاطها وذلك بعد زوال الجيل الأول من المؤسسين ومحاولة تلافي المشاكل المتعلقة بانتقال الملكية إلى أفراد الورثة. وتسعى الشركة العائلية لتجنب المشاكل والتحديات المتعلقة بمشاكل الورثة وعدم التوافق على الأسلوب الملائم في إدارة الشركة مما قد يؤثر على مراحل نموها وتطورها، كذلك محاولة الشركة خلق كيان اقتصادي واستثماري قوي قادر على تنفيذ مشاريع ضخمة تحقق للشركة إيرادات كبيرة، والإسهام بشكل كبير في دعم التنمية الاقتصادية للبلد، وبالتالي المساهمة في استمراريتها وتطورها عبر الأجيال، وكذلك سهولة توفير مصادر بديلة للتمويل، مما يتيح لها القدرة على تمويل خططها التوسعية ومشاريعها الاستثمارية بأقل التكاليف، وكما تسعى الشركة العائلية إلى تحسين قدراتها المالية والإدارية والإنتاجية من خلال استقطاب كفاءات إدارية من خارج أفراد العائلة، مما يزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والخارجية. من المفترض والمسلّم به أن يلعب مجلس الإدارة سواء كانت الشركة عائلية مساهمة أو مساهمة عامة دورا مهما ومحوريا في إنجاح الشركة ونموها، كما أنه قد يسهم في فشل الشركة وتعرضها للكثير من الصعاب والمشاكل. وحيث إنه من المفترض والمسلّم به أن يلعب مجلس الإدارة سواء كانت الشركة عائلية مساهمة أو مساهمة عامة دورا مهما ومحوريا في إنجاح الشركة ونموها، كما أنه قد يسهم في فشل الشركة وتعرضها للكثير من الصعاب والمشاكل!! وذلك نظراً للسلطات الواسعة التي يتمتع بها مجلس الإدارة في إدارة أنشطة الشركة المختلفة التشغيلية والتمويلية والاستثمارية!! كما أنه من المفترض أن يمثل همزة وصل واتصال بين الشركة وعموم المساهمين، وبالتالي عليه المحافظة والاهتمام بمصالح المساهمين. كذلك لمجلس الإدارة أهمية خاصة من خلال قوة الموقع الذي يشغله رئيس مجلس الإدارة من الناحيتين الواقعية والقانونية، فهو وإن كان قابلاً للعزل من قبل مجلس الإدارة إلا أنه يتمتع في الواقع بوضع متفوق ويميل المجلس لمنحه ثقة واسعة، للتصديق على القرارات التي يتخذها حتى باتت الشركة مجسدة برئيسها، والذي له اليد الطولى في كل أنشطة الشركة المختلفة. وسوف يتركز محور مقالنا للأسبوع القادم حول بعض العوائق والتحديات التي قد تصاحب الشركات العائلية وذلك بعد تحولها إلى شركات مساهمة عامة والمتمثلة بتكوين أعضاء مجلس إدارة الشركة المساهمة العامة!! [email protected]