فنان خفيف الظل , حضوره طاغٍ وملفت للأنظار صعد للقمة بخطوات واثقة، واصبح من الأصوات المميزة في الخليج العربي وعلى خارطة العرب بأسرها , علي بن محمد الصوت المليئ بالحيوية صاحب الاحساس الباهي والفريد من نوعه خاصة في الاعمال ذات البعد الاجتماعي البعيدة عن النواحي الفنية , الوجه الآخر تسلط الضوء اليوم على حياة هذا الفنان بعيدا عن ضوضاء الساحة الغنائية وعبثها المستمر عبر حوار نحاول من خلاله الاقتراب نوعاً ما من حياته الخاصة وعلاقته بكرة القدم وأمور أخرى ،ستؤكد لكم كم يكون علي بن محمد إنسانيَّ الطباع ورجلا حقيقيا بمعنى الكلمة، أترككُّم معه وادعوكم للتبصُّر فيما يقول : البعد الاجتماعي للأغنية • إصرارك على تقديم الأغاني ذات البعد الاجتماعي منذ تقديمك لأغنية « نروح المدرسة بدري» ما الذي يعنيه؟ ما أقصده من الإقدام على هذه الخطوة هو الميل إلى الأغاني ذات الأبعاد الإنسانية وعدم حصر الغناء في النواحي العاطفية فقط والعلاقة بين الرجل والمرأة هناك أبعاد أخرى للأغنية لابد من بلوغها والتنويع في النهاية مطلوب ،ثم ان مثل هذه الأغاني ذات صدى مقبول وفي معظم حفلاتي وجلساتي تكون في صدارة الأعمال التي أقدِّمها للجمهور . حلول الأغاني لمشاكلنا • هل الأغنية قادرة على حل قضايانا الاجتماعية ؟ بالإمكان أن يتحقق ذلك متى ما كان النص قادرا على إيصال الفكرة بالإمكان من خلال أغنية هادفة الإصلاح من شأن زوجة وزوج وترميم علاقة زوجية كانت على وشك الانهيار الفن بكل أشكاله رسالة ولابد أن يقوم الفنان بواجبه تجاه مجتمعه ومن يرى سيرة الفنانين في الغرب وتواصلهم الاجتماعي سيكون مبصرا لِما أُريد أن أصل إليه . رياضي مائة بالمائة • ما هي علاقتك بالرياضة ؟ أتمنى أن أكون رياضياً بالفعل ،وأنا حريص على أن استقطع بعض الوقت للممارسة الرياضات الخفيفة مثل المشي والذي احرص على أن أقوم به بشكل يومي قدر الإمكان لأنه يساعد على تجديد الطاقة والإحساس بالطعم الحقيقي للحياة . عاشق لبرشلونة • هل تتابع المباريات لأي لعبة من الألعاب الرياضية ؟ بالتأكيد أنا مدمن كرة قدم و أتابع دوري زين والعديد من الدوريات العالمية خاصة الدوري الاسباني و أميل لفريق برشلونة خاصة وأنه يلعب الكرة بأسلوب ممتع وشيِّق وبطرق حديثه وهو فريق ثقيل جدا ويمتلك خامات جيدة من اللاعبين الذين أُجزم بأنه من الأفضل الأسماء في الوقت الراهن . قوة دوري زين • هل دوري زين من وجهة نظرك هو الأقوى في العالم العربي؟ قد يكون ذلك غير صحيح من الناحية الجماهيرية فالجماهير التي تحضر المباريات في الدوري التونسي والمغربي أكثر ويصل عددهم لعشرات الآلاف في المباراة الواحدة ولكن الدوري السعودي يمتاز بالحضور الإعلامي وحلاوة المنافسة ،وانفراد الأهلي والشباب بالمنافسة على الصدارة دليل على ان الدوري السعودي قادرٌ على ان يكون في مستوى الإثارة المطلوبة بكل عام ،وأعتقد بأن القائمين على الكرة السعودية لابد أن تكون لهم نظرة أبعد من مسألة المحافظة على ان يكون الدوري الأقوى في العالم العربي لأنه لابد من النهضة بالكرة لتجاوز التألق والتميز الإقليمي حتى تصل الكرة السعودية إلى العالمية وهذا يتطلب عملا وضخَّ أموالٍ كثيرة وبأرقام خيالية، ولابد من السعي للخصخصة بخطوات فعّالة ومتأنية لأننا لن نصل الى هذا الأمر بالاستعجال ،كما أن الاستعانة بالخبراء من مختلف المدارس الكروية أمرٌ مهم للنهوض بالاحتراف وتعزيز ثقافة الاحتراف الكروي والرياضي بشكل عام . التعصب بحدود أفضل • ملامح التعصب هل بالإمكان تجاوزها والقضاء عليها في الكرة السعودية ؟ لست مع التعصب سواء في الرياضة او في أي أمرٍ من أمور الحياة ،لكنني أعتقد بأن التحمّس للكرة او تشجيع نادٍ معين او فنان او أي شيء كان ،لابُد أن يكون بحدود المعقول والمنطقي، التعصُّب آفةٌ لابد من القضاء عليها في الملاعب السعودية لأن التعصب يقضي على الاهتمام بالمنتخب بل أن التعصب للأندية يمسُّ المنتخب بشكل مباشر ويضر بكل خطط الإعداد والتجهيز من خلال بروز آراء المنضرين والمطالبين بإنصاف لاعب على حساب آخر لمجرد أن الناقد او الكاتب ينتمي ويناصر النادي الذي ينتمي له هذا اللاعب او ذاك ،ومثل هذه الأمور الإعلام مسئول عنها وعن تفشّيها في الاوساط الرياضية ولابد ان يقوم الاعلام الرياضي برسالته بشكل كامل فيما يتعلق بالقضاء على التعصب في الملاعب الرياضية وخاصة في مجال كرة القدم. العلاقة مع الكتاب • كيف هي علاقتك مع القراءة ؟ أحرصُ على الاطلاع على جديد المكتبات خاصة فيما يتعلق بالكتب التراثية وحاليا أضع على جدول أعمالي زيارة معرض الكتاب في أبو ظبي بحكم إقامتي بالإمارات العربية المتحدة وعند زيارتي له سأقتني العديد من الكتب وأعتقد بأن الفنان لابد ان يكون واعيا لما حوله ومثقفا ومطّلعا على كل فنون الثقافة والكتاب بالطبع المنبع الأول للعلوم وبدونه لن يستطيع أي شخص تطوير ذاته والارتقاء للأفضل في أي مجال من مجالات الحياة المتعددة وشخص لا يمنح بعض وقته للقراءة سيكون حتما في داخله فارغ وسيعاني في كل مراحل حياته المختلفة . هوايات مفضلة • ماذا عن اهتماماتك وهواياتك الأخرى بعيدا عن الكتاب وحب الاستطلاع؟ أنا عاشق للسهر والسفر والترحال وبحكم كوني فنانا يتطلب الأمر مني أن اكون في رحلات جوية مستمرة وذلك للقيام بتسجيل الأعمال الغنائية والتواصل مع الفنانين بشكل عام والشعراء والملحنين أيضا، والسفر بالفعل ذو فوائد متميزة ومتعددة ومن خلاله يستطيع الإنسان أن يتطلع على ثقافات الشعوب ويتواصل مع الناس ومن خلال السفر يهمني رصد انطباعات الجمهور الذين التقي بهم حول أعمالي ونشاطي الفني بشكل عام ،والفنان الصادق لابد من اهتمامه بآراء جمهوره والجمهور المتابع للساحة الغنائية بشكل عام حتى يعرف ماذا يقدِّم لهم ؟ وما هي الألوان التي يفضلون الاستماع اليها من خلال صوته والانطباعات التي يحملونها تجاهه وتجاه ما يقدمه لهم في نشاطه الفني؟؟ . التواصل مع الجمهور • هل تعتقد بأن الساحة الغنائية تمتلك جمهورا واعيا إلى هذه الدرجة ؟ بالفعل الجمهور المتابع للأعمال الغنائية من مختلف الطبقات الاجتماعية وغالبيتهم يمتلكون الحس الفنيَّ الراقي وشخصيا استفدت كثيرا من الجماهير التي تتواصل معي وغالبيتهم من الأشخاص المتذوقين للفن والحريصين بالفعل أن تكون لدينا أغنيةَ عربي بأبعادٍ عالمية ومتطورة مع الحرص على الالتزام بالشكل الشرقي الأصيل والألوان التراثية القريبة والحبيبة للنفس، وأعتقد بأن الساحة الغنائية في منطقة الخليج بحاجة الى تعزيز التواصل بين الفنانين والجماهير حتى تكون الفائدة للجميع وهذا الدور لابد ان تقوم به شركات الإنتاج والإعلام الفني بشكل عام . النقد الهادف •هل الإعلام الفني يقدّم واجبه بشكل مميّز للفنانين ؟ هو يقوم بدوره نوعاً ما ،لكن لايزال هناك فجوة بين الإعلام الفني والفنانين ،فمعظم ما يُطرح في الصحافة الفنية للأسف إسفافٌ وبعيد عن النقد الهادف والموضوعي، وقد يصل ويتطرق لمسائل شخصية لابد من الابتعاد عنها ،ولابد أن يتعلم ويعلم القائمون على الصحافة الفنية بأن هذه المرحلة تجاوزناها ،ولابد من الوعي بأن الفنان إنسان في النهاية والخطأ من الوارد الوقوع فيه كما أن التصيّد لا يفيد ،والإثارة المصطنعة لافائدة منها ولابد من تجنُّبها بكل الوسائل والآساليب ،لأن ذلك لايخدم الفن ولا يقدِّم الشيء المفيد للقارىء .
