يعد السوق القديم (الديرة) بالمبرز في الأحساء أحد أقدم الأسواق في المدينة وبالرغم من التطور الذي يشهده السوق إلا أن الكثير من المتسوقين مازلوا يتذكرون تلك الابواب الخشبية، وأسقف السوق المسقوفة بخشب الكندل، والبواري، وسعف النخيل، الى ألواح الشينكو، والصاج، وتحول فتحات الحوانيت إلى فاترينات زجاجية تعرض أحدث وأهم منتجات دول العالم في مختلف المجالات. الموقع والأسر المتاجرة يقول الكاتب وليد السليم: إن السوق القديم في تلك المنطقة المركزية من مدينة المبرز القديمة يحده من الغرب والجنوب حي السياسب ومن الشمال حي العيوني ومن الشرق حي الشعبة. وكان السوق القديم يحاذي جامع الإمام فيصل بن تركي من جهة الجنوب، حيث كانت تقبع قيصرية المبرز القديمة وفيها مجموعة من الدكاكين (وقد أزيلت بالكامل وحل محلها الآن سوق الذهب ومحلات الصاغة) وجنوب قيصرية المبرز كانت القلعة التي تسمى في اللهجة العامية (الجلعة) وفيها سوق التمور، الذي كانت دكاكينه المتعددة تحيط بساحة واسعة تتوسطه وبالقرب من (الجلعة) مسجدان هما مسجد سليمان ومسجد براك. ويشير الباحث م. زكي الجوهر إلى أن من أشهر الأسر التي زاولت مهنة التجارة في المبرز الجبر والراشد والعفالق والموسى والغنام والجوهر والعبدالهادي وغيرهم، ومن أهم الأسر التي امتهنت حرفة صياغة الذهب: المهنا والبن عيسى والنمر والسمين والدجاني والمبارك والمؤمن والناصر والمحمد والأربش والبن ميدان والحمود. من جانبه، يقول الباحث والكاتب أحمد المغلوث: هناك مداخل عديدة تؤدي إلى سوق الديرة بالمبرز، وهو سوقها الوحيد والكبير الذي يبدو من الخارج قليل المساحة، ولكن إذا دخل إليه المتسوق تاه بين محلاته العديدة وبضائعه الكثيرة، إلى حد أنه لا يستطيع أن يأتي على مشاهدة كل محلاته حتى لو بالنظر من خلال الواجهات ذات الأبواب الخشبية، التي تطاير بعض من ألوانها وتآكلت بعض ألواحها بفعل الزمن وحرارة الطقس والجو. ازدحام وبضائع ويضيف المغلوث: إن السوق في حالة ازدحام مستمر، فهناك المئات من المتسوقين من أبناء المدينة وأبناء البادية الذين يسكنون خارج السور في منطقة الحزم، أو بالقرب من عين نجم، أو مخيمات محاسن، وهناك مَنْ يأتيها من المدن الأخرى رغبة في شراء ما تعرضه محلات هذا السوق من مصنوعات ومنتجات تقليدية متميزة.