أتمنى عندما يكون البشت عائقا بيننا وبين المستفيد أن نخلع البشت لا أن نخلع المستفيد! كما أتمنى عندما يكون الشماغ عائقا عن الانطلاق والحركة أن نخلع الشماغ من أجل مزيد من الحركة والانطلاق! مع أن وجهة نظري الخاصة، أن البشت والشماغ ليسا عائقين عن العمل والإبداع، عند من يملك الإرادة والطموح! استدعى هذه الأمنيات، ما تم تداوله الأيام الماضية من أخبار جميلة ومبشرة عن اجتماعات مكثفة في وزارة الصحة بقيادة معالي الدكتور توفيق الربيعة لمسؤولي الوزارة ومديري الشؤون الصحية، تم فيها خلع الشماغ والعقال وقبلهما البشت، فظهر الجميع كما هم بدون إضافات ولا رتوش، وقد رأى جمع المتابعين في هذه الخطوة، تشميرا عن سواعد الجد ومواجهة التحديات المختلفة والسير في طريق الإصلاح الشامل دون الاهتمام بالشكليات. ولا أجمل من هذه الممارسة إلا التفاؤل في تفسيرها، والظن الحسن بمعالي الوزير، الذي هو نتاج عمل جاد من الدكتور توفيق أيام عمله وزيرا للتجارة، وفي هذا دليل على أننا نحظى بمجتمع يقدر من يعمل لأجله، وأن المسؤول إذا عمل بإخلاص من أجل وطنه ومواطنيه، فليبشر بكل خير! وهذا أمر أتمنى أن يستوعبه كل مسؤول يكتب هذه الأيام صفحة من صفحات تاريخه، قد تكون مشرفة أو مدمرة والعياذ بالله! أتمنى من معالي وزير الصحة، وقد بدأ خلع الشماغ والعقال أن يكمل معروفه، ويتفضل بخلع بعض مسؤولي وزارة الصحة الذين أصبحوا عائقا بين الوزارة والنجاح المنتظر من سنوات، خصوصا في المناطق البعيدة عن العاصمة والتي ما زال بعضها يناشد نقل مرضاه إلى المستشفيات الكبرى، فكل ما سيبذله معالي الوزير من جهد وسعي للتميز، سيقف هؤلاء بينه وبين التطبيق الناجح، فيظل كل ما يخطط له معالي الوزير ويتمناه حبرا على ورق كحال خطط سابقيه، ولذلك لا بد من الخلع على مرارته إن لم تنفع طرق الإصلاح الأخرى! كما أتمنى أيضا من معاليه أن يُتبع الممارسات الخاطئة السابقة في وزارته - وهي كثيرة- بالشماغ والعقال، حتى يكون ظن المواطن به في محله، وحتى تتحقق فوائد الخلع بحول الله!