طلائع الجيش على مشارف صنعاء.. والتحالف يقتل قياديين حوثيين

مقتل وجرح 29 من الميليشيا بتعز.. والانقلابيون يراقبون قياداتهم العسكرية خشية انحيازهم للشرعية

بات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على تخوم العاصمة، عقب وصول القوات إلى مشارف قرية محلي بمديرية نهم والخط الرابط بين صنعاء ومأرب، بعد السيطرة على الجبال والمرتفعات المطلة على المنطقة. فيما اعلن عن مقتل قياديين من ميليشا الحوثي ضربت مواقعهم في غارات للتحالف مع إفشال محاولات للتسلل، كما قصفت المدفعية السعودية تجمعات عسكرية للانقلابيين قرب حدود نجران وحرض وحجة.
في حين شهدت العاصمة انفجارات متتالية بمنطقة النهدين واماكن عسكرية اخرى للانقلابيين، من بينها المجمع الرئاسي في جنوب المدينة نتيجة لضربات طيران التحالف السبت، بعد ليلة من الغارات، طالت مناطق الشريط الحدودي ومحافظات حجة والجوف وريف صنعاء، كما قصفت مواقع للحوثيين قرب الحدود السعودية باتجاه «الخوبة»، وشن الطيران 16 غارة على مديرية شدا الواقعة بالقرب من حدود المملكة عند محافظة جازان، وشن التحالف أكثر من 12 غارة على مناطق متفرقة في محافظة صعدة.
مراقبة ضباط كبار في صنعاء
وكشفت مصادر مطلعة أن قادة الانقلاب في صنعاء أصدروا توجيهات سرية للمقربين منهم، بمراقبة القيادات العسكرية والمدنية ومشايخ القبائل في المناطق المحيطة بالعاصمة ومحافظتي الجوف وصعدة، ورصد تحركاتهم بشكل دقيق خلال الأيام القادمة، وذلك لمنع أي محاولات من قيادة الدولة والشرعية لاستقطابهم. فيما صد الجيش والمقاومة بالأسلحة الثقيلة هجوماً لميليشيات الحوثي في محيط اللواء 35 ومدرات وجبل هان والصياحي غرب مدينة تعز، وأفشلت المقاومة محاولة تسلل لميليشيات الحوثي إلى منطقة شرف الصلو جنوب تعز تحت غطاء ناري بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في مواجهات سقط على إثرها 29 شخصاً من ميليشيات الحوثي بين قتيل وجريح.
وذكر المركز الإعلامي للقوات الشرعية أن خمسة من ميليشيا الحوثي قتلوا وأصيب سبعة آخرون خلال المواجهات المستمرة في غرب مدينة تعز، حيث يواصل هؤلاء محاولة استعادة جبل هان وشارع الأربعين في شرق المدينة. فيما استمرت المواجهات بشكل أقل في محيط المدينة والضباب وشرق صبر والصلو وحيفان والأحكوم ومقبنة والوازعية. ونجا وكيل المحافظة رشاد الأكحلي من كمين نصبه له الانقلابيون في طريق عودته من محافظة لحج.
وفي مديرية نهم شرق صنعاء، استمرت محاولات قوات الشرعية التقدم صوب منطقة نقيل بن غيلان، بمساندة طائرات التحالف.
أما في محافظة لحج حيث تنشط عناصر تنظيمي القاعدة وداعش، فقتل ثلاثة جنود وأصيب آخرون بانفجار عبوة ناسفة بدورية لقوات الأمن في مدينة الحوطة عاصمة المحافظة الواقعة جنوب البلاد.
الخوف يدفع الانقلابيين لاعتقال قائد عسكري رفيع
وكشفت المصادر المطلعة أن المخلوع صالح وقيادة الحوثيين أصدروا توجيهات لأتباعهم المخلصين، بمراقبة قيادات الجيش الموالي وضباط قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقا) ومشايخ القبائل في الحزام الأمني بالعاصمة صنعاء ومحافظتي الجوف وصعدة، وذلك لمنع أي محاولات من قيادة الدولة والشرعية لاستقطاب تلك القيادات وزعماء القبائل، وإقناعهم بالتراجع عن تأييد المجلس السياسي وتسهيل وصول الجيش الوطني لمطار صنعاء والسيطرة على مواقع إستراتيجية بمحافظتي صعدة والجوف المحاذيتين للمملكة.
وذكرت المصادر وفقا ل«يمن برس» - اشترطت عدم كشف هويتها- بأن تلك التوجيهات جاءت كفعل احترازي من قبل الانقلابيين، لإجهاض الجهود التي يبذلها نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن/ علي محسن الأحمر لإقناع بعض ضباط الجيش وزعماء القبائل للتخلي عن الانقلابيين والمساهمة في عملية استعادة الدولة والشرعية.
وأثارت زيارة نائب الرئيس لجبهات القتال في مأرب ونهم والجوف، وإدارته لعمليات الجيش والدولة من المناطق المحررة شرق اليمن، مخاوف قادة الانقلاب، وذلك لما يحظى به الفريق الأحمر من حضور لدى قبائل الشمال، وتأثيره على الكثير من القيادات العسكرية والأمنية خصوصاً ضباط قوات الاحتياط والحماية الرئاسية.
وبحسب المصادر، فإن توجيهات قيادات الانقلاب جاءت إثر توقيف ما تسمى اللجان الشعبية، قبل ثلاثة أيام، قائدا عسكريا رفيعا، ومنعه من مغادرة العاصمة صنعاء، في نقطة نقيل يسلح، متوجها إلى محافظة مأرب عبر خط ذمار (رداع -البيضاء) مأرب.
شح السيولة في بنوك الانقلابيين
وفي ظل شح السيولة النقدية التي بات يعاني منها البنك المركزي اليمني الذي يسيطر عليه الانقلابيون الحوثيون، ينذر الوضع بكارثة اقتصادية يتحمل تبعتها المواطنون والموظفون.
ويشكو الكثير من موظفي القطاع العام في العاصمة صنعاء من تأخر استلام مرتباتهم الشهرية، الأمر الذي دفع عدداً من موظفي القطاعات الحكومية كموظفي الأشغال العامة ووزارة المالية ووزارة الاتصالات وغيرها بتنفيذ وقفات احتجاجية بسبب تأخر صرف مرتباتهم بصورة متكررة، وكانت جماعة الحوثي قد نفذت حملات اعتقالات لعددٍ من المحتجين.
ميليشيا الحوثي تشن حملة اختطاف جديدة وسط صنعاء
قالت مصادر محلية في العاصمة صنعاء: إن مسلحي الحوثي والمخلوع صالح نفذوا حملة اختطافات جديدة وسط العاصمة صنعاء، الثلاثاء الماضي. وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها وفقا لمواقع يمنية: إن عناصر الميليشيا اختطفوا خمسة مواطنين بشارع العدل دون توجيه أية تهمة أو سبب للاختطاف واقتادتهم إلى قسم شرطة الحميري.
من جهة اخرى، اختطف مسلحو الميليشيات الشاب عمر الكشري بعد اقتحام منزله بحي هائل سعيد وصادروا هواتفه وجهازه المحمول واقتادوه الى مقر الامن القومي بصنعاء.
وتستمر ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في اختطاف أكثر من ستة آلاف مواطن يمني دون توجيه أي تهمة لهم أو عرضهم على القضاء أو حتى النيابات المدنية.
توجيهات حكومية لتسهيل مرور العالقين بمنفذ الوديعة
وفي السياق، اعلن رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر عن اجراءات بشأن منفذ الوديعة بعد رفع عدد من الشكاوي بالقائمين على المنفذ.
وقال ابن دغر في تغريده له على تويتر: «انه تم تشيكل لجنة لتسهيل مرور العالقين بمنفذ الوديعة وخاصة حجاج بيت الله الحرام، وقد توجهت اللجنة للمنفذ الحدودي الجمعة لمباشرة مهامها».
ويأتي هذا التوجيه عقب شكاوي من سوء تعامل وابتزاز وتأخير للمسافرين اليمنيين وحجاج بيت الله الحرام في منفذ الوديعة.
عملية نوعية بعدن تطيح بقياديين من داعش
على صعيد آخر، ألقت الوحدة الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة لإدارة أمن عدن القبض على المسؤول الأول عن تجنيد الشباب واستقطابهم لصالح تنظيم داعش في عملية نوعية تمت بحي المنصورة شمال المدينة.
وفي السياق نفسه، تمكنت وحدة مكافحة الإرهاب من الإيقاع بقيادي ميداني آخر في تنظيم داعش بعدن عقب عملية تتبع ورصد متقنة، حيث كان المتهم من أبرز القيادات المشاركة في تنفيذ عمليات إرهابية في مدينة المكلا بحضرموت بعد خروجه وعدد من عناصر القاعدة من المدينة التي تم تحريرها من قبل الجيش والأمن والمقاومة الجنوبية وبإسناد ودعم مباشرين من قوات التحالف العربي أواخر أبريل 2016م.
وضُبِطَ بحوزة المتهم الأول منشورات وأدلة صوتية تثبت ضلوعه وآخرين القيام باستقطاب الشباب من صغار السن عبر حلقات المساجد والتغرير بهم بدعاوى نصرة الدين والجهاد وإقامة شرع الله، ومن ثم تأطيرهم ضمن عناصر التنظيم الإرهابي.
ونجحت إدارة أمن عدن خلال الأسابيع الماضية في تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية والقبض على العشرات من عناصرها بينهم مجندون تابعون لأجهزة استخبارات موالية للمخلوع صالح، وضبط كميات هائلة من المتفجرات والألغام وأجهزة تفجير واتصالات حديثة.
دعا اليمن المجتمع الدولي إلى تقديم مزيد من الدعم لمواجهة الجماعات الإرهابية والتخلص من ظاهرة الإرهاب التي تزعزع الأمن والسلم في جميع أنحاء العالم. ونددت في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليمنية بالتفجيرات الإرهابية التي وقعت أمس الأول في مدينتي ماردان وبيشاور الباكستانيتين وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأشار البيان إلى رفض اليمن لأشكال العنف والتطرف كافة مهما كانت دوافعه ومسبباته، مؤكدًا وقوف اليمن إلى جانب باكستان في كل ما تتخذه من إجراءات من أجل الحفاظ على أمنها استقرارها.