فيسبوك وواتساب تحت المجهر بسبب «الخصوصية»

بدأت جهات تنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة النظر في تغيير تطبيق واتساب مؤخرا لسياسة الخصوصية للسماح بتقديم بيانات مستخدميه إلى شركة فيسبوك، الشركة المالكة للتطبيق التي استحوذت عليها في صفقة قياسية عام 2014.
وتفاجأ الملايين من مستخدمي واتساب الجمعة برسالة تحثهم على الموافقة على السياسة الجديدة للخصوصية، والتي ستمنح الفرصة لمجموعة شركات فيسبوك، مثل إنستغرام وأوكولوس، الحصول على بيانات المستخدمين.
وأوضح واتساب لمستخدميه أن رسائلهم ستظل مشفرة بدون تمكن أي جهة من الاطلاع عليها، حيث سيسعى لاستغلال بيانات المستخدمين للحصول على توصيات صداقة أدق على فيسبوك مع تقديم إعلانات موجهة بشكل محدد، بدون بيع هذه البيانات للمعلنين.
وأكدت إليزابيث دينهام، المفوضية البريطانية لشؤون المعلومات، أن التغييرات الأخيرة ستؤثر على الكثير من المستخدمين، في ظل تفاوت واضح في الآراء حول جدوى هذه التغييرات.
حيث صرحت قائلة «دورنا هو إماطة اللثام عن أمور مثل هذه، والتأكد أن الشركات تعمل بشفافية مع عامة المستخدمين خصوصا فيما يتعلق ببياناتهم الشخصية».
وأضافت: «لقد تم إبلاغنا بهذه التغييرات، المنظمات والشركات غير ملزمة بإبلاغنا عند تغيير أساليب عملها، ولكنها يجب أن تظل ملتزمة بتنفيذ قوانين حماية البيانات، وهو ما سنعمل على التأكد منه».
من جهة ثانية، تنوعت تطبيقات الرسائل النصية والمصورة، من واتس آب إلى فايبر ولاين، إلا أن كل بلد ينتشر استخدام أحد هذه التطبيقات فيها أكثر من غيرها.
وباستخدام بعض البيانات زودتها أندرويد، من 187 بلدا، أصبح بالإمكان تحديد التطبيق الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم، وتطبيقات الرسائل تعتبر الأكثر استخداما من بين باقي التطبيقات.
ينتشر تطبيق واتس آب في 109 من الدول ال187، وبنسبة 55.6 في المائة من سكان العالم، وبين الدول المستخدمة له هناك البرازيل والمكسيك والهند وروسيا والعديد من بلدان أميركا الجنوبية بالإضافة إلى أوروبا وإفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا.
وجاء تطبيق فيسبوك ماسنجر في المركز الثاني، إذ أن 49 دولة بينها أستراليا وكندا والولايات المتحدة تستخدمه، أما فايبر فإن شعبيته اقتصرت على 10 بلدان أو أكثر بقليل.
فايبر منتشر في أوروبا الشرقية بشكل كبير، وهو التطبيق الأعلى في روسيا البيضاء ومولدوفا وأوكرانيا، وفي عام 2016، تم تثبيت فايبر على الأجهزة الذكية في أوكرانيا بنسبة 65 في المائة، وتمتد شعبيته في دول أخرى مثل العراق وليبيا وسري لانكا.
تطبيق لاين ووي تشات وتيليغرام تنتشر جميعها في الصين وإيران واليابان، وبالنسبة لليابان فإنها تتجه لهذه التطبيقات بسبب هاجس الأمن إذ أنها تعد من التطبيقات الآمنة والموثقة بشكل جيد.
أخيرا تأتي التطبيقات الشعبية في بلد واحد وهي كاكاو توك في كوريا الجنوبية، وزالو في فيتنام وتشات أون في أريتريا، وبي بي إم في إندونيسيا.
في شأن آخر، كشفت تقارير أرباح فيسبوك في الربع الثاني من العام عن مواصلة الشبكة الاجتماعية الأولى في العالم نجاحها على صعيدي النمو والدخل، لتقترب من حاجز المليار مستخدم يوميا، وتحقق ربحا يصل إلى 2.9 مليار دولار.
وبحسب التقارير، فإن فيسبوك جذب في المتوسط 968 مليون مستخدم نشط خلال شهر يونيو الماضي، بزيادة 17% تقريبا عن نفس الفترة العام الماضي، مما يعنى أنه قارب على الوصول إلى مليار مستخدم نشط يوميا.
كما ارتفع متوسط عدد المستخدمين النشطين شهريا بنسبة 13%، ليبلغ عددهم 1.49 مليار مستخدم خلال نفس الشهر، وفقا لما أورده موقع «كوارتز».
وأظهرت الأرقام اهتماما كبيرا من قبل إدارة فيسبوك بالدعاية على الأجهزة المحمولة، حيث مثلت 76% من إجمالي الدعاية التي قدمها الموقع خلال الربع الثاني، لتحقق دخلا بلغ 2.9 مليار دولار، بزيادة 75% عن نفس الفترة في العام الماضي.
وأوضحت الأرقام أيضا استفادة فيسبوك الكبيرة من توسع قاعدة مستخدميه على الأجهزة المحمولة، حيث ارتفع متوسط الدخل الذي يحققه الموقع عبر إعلانات الأجهزة المحمولة من 2.63 دولار لكل مستخدم نشط يوميا، ليبلغ 3.45 دولار.