سؤال: كمركز حي لدينا عدد من الأنشطة المتنوعة طوال العام ولا نواجه مشكلة في توفير متطوعين في أنشطة اليوم الواحد، لكن نواجه صعوبة في الأنشطة التي تمتد لفترات أطول. كما يصعب انتظام المتطوعين في عمل المركز اليومي، فكيف نتغلب على هذه التحديات؟ وهل نحتاج لبرامج توعوية بأهمية التطوعي واستقطاب متطوعين في الحي؟. رعد محمد مشرف قسم شؤون المتطوعين بمركز الحي خميس مشيط جواب : حملات الاستقطاب ربما تكون المرحلة الثانية قبل المرحلة الأولى التي يجب ان نتأكد قبل ذلك من ان لدينا إدارة تطوع (وسوف نرسل لك المعايير السبعة لإدارة التطوع وآليات تطبيقها) لكن هذا ليس كافيا وعملا يطول شرحه. ونسعد بالتواصل، لكن من الواضح أن المشكلة في بيئة العمل أو نوع الفرص التطوعية المتاحة، لذا ننصح بتقييم بيئة العمل باستخدام عوامل استدامة التطوع، حيث تعد هذه العوامل من أهم الأسباب لتوفير بيئة جاذبة للتطوع وإدامته حسب الدراسات التي أجريت للمتطوعين (لماذا يبقى؟ ولماذا ينحسب المتطوع؟)، وهي الملاءمة، والايمان، والعائد، والتقدير، والمتعة. فالملاءمة هي مدى مناسبة الأنشطة والفرصة التطوعية لنظام حياتنا العائلية والعملية والدراسية وإمكانية إحداث توازن لا يخل بكافة الجوانب من حولنا، وأما الايمان وكما ذكر سابقة نضيف زاوية جديدة خاصة في مصداقية الجهة وعدالة القضية التي نتطوع بها وأهمية الشريحة المستهدفة لنا كمتطوعين، ويقصد بالعامل الثالث العائد على التطوع من ناحيتين أولها وضوح المردود والجدوى من عملنا التطوعي وبيان تأثيره على المستهدفين وإحساسنا بقدرتنا على الإنجاز وإحداث فارق إيجابي، والناحية القيمة المضافة على المتطوع نفسه مثل الثقة والرضا الداخلي وتوسع معرفي وصقل مهارات واكتساب علاقات وحصوله على عوائد جانبية قد لا تكون متوقعة. يعد العامل الثالث من أبرز العوامل على استدامة التطوع وهو التقدير، حيث انه لا ينحصر في التكريم وتقديم الشكر ومنح الشهادات، لكنه إحساسنا بأن عملنا التطوعي مقدر من المستفيدين وأصحاب الصلة والمنظمة التي تتطوع بها والمجتمع، والتقدير والتكريم قد يختلف من منظمة لمنظمة وحسب دورك التطوعي في الأنشطة، وللتقدير أنماط متعددة قد يفضل المتطوع بعضها عن الأخرى حسب العمر والجنس والتخصص والغرض من التطوع. يعد العامل الأخير السر الذي نادرا ما يعلن وهو متعة المشاركة خاصة لفئة الشباب وجاذبية وملاءمة المهام التطوعية المسندة له، وروح العمل الإيجابي بين أفراد فريق العمل، حيث إن البعض يخرج عن بيئته العملية ليجرب مجالا آخر كهواية لم يستطع تحقيقها أو مجالا أو قضية يؤمن بها، لكن عمله أو حياته في مسار آخر، فيجد متعة أن يشارك الآخرين ما يحب لخدمة آخرين. * د. عطاء المساعد مستشار في العمل التطوعي [email protected]