* نحن بحاجة إلى الوفاء لمدننا؛ لأن الوفاء لها وفاء للمملكة العربية السعودية، وهذا الوفاء يتحقق من خلال ثلاثة أمور: نجاحنا، وعملنا من أجلها، والحرص على حفظ تاريخها. * أما غير ذلك فمجرد ادعاءات لا تمكث في الأرض ولا تنفع الناس! * ولقد رأيت –بحمد الله- علامة الوفاء الثالثة، من خلال هدية جميلة وثرية تلقيتها من المربي الفاضل والمؤرخ المميز الأستاذ عوض بن صالح السرور، وهي عبارة عن ثلاث هدايا في هدية، كل منها يتضوّع وفاءً وتميزاً. * الأولى: كتابه "طريق الحج البصري بين النّباج والرقعي" وفي هذا الكتاب الجميل تفصيل ممتع وموثّق لمنازل طريق البصرةمكةالمكرمة، بداية من الرقعي (منفذنا الحدودي مع الكويت) الذي كان يسمى الرقيعي نسبة إلى خالد بن ربيعة بن رقيع من بني تميم، وانتهاءً بعين ابن فهيد في منطقة القصيم التي هي المحطة الثانية عشرة وكانت تسمى النّباج من كثرة المياه وتوفرها، وقد قدّم المؤلف شرحاً مصوراً لكل محطة من محطات هذا الطريق. * الثانية: كتابه "المصوّر الفريد لدرب زبيدة من الغوير إلى فيد" وفيه تفصيل ممتع أيضاً وموثق لطريق آخر من طرق الحج، وهو ما كان يسمى طريق الحج الكوفي أو درب زبيدة، وينسب لزبيدة زوجة هارون الرشيد رغم أن الاهتمام به بدأ من عصر أبي العباس السفاح، ولكن هذه المرأة العظيمة تميزت وبنت عليه ما يقارب 11 محطة ومنزلاً، وقد حج الخليفة العباسي هارون الرشيد عبره ماشياً حتى وصل مكة في ثلاثة أشهر، وقام المؤلف -كما فعل في الكتاب الأول- بتقديم عرض مميز بالصور عن الأماكن التي مر عليها هذا الطريق في المملكة انتهاءً بفيد في منطقة حائل. * وثالثة الهدايا: كتاب حديث أيضاً للمؤلف بعنوان "المصوّر البديع لنباتات عاصمة الربيع" وفيه عرض مميز للنباتات الموجودة في صحاري حفرالباطن بالصور، وفي الكتاب يتكلم المؤلف بحرقة عن التصحّر، الذي يرى أن سببه الرئيس ليس ندرة المطر كما يظن البعض، بل هناك أسباب أخطر ومن صنع أيدينا، ومنها: الإفراط الرعوي، والرعي المبكر، وقطع الأشجار والشجيرات، والإنسان، وقدم بعين الخبير مجموعة من الحلول الواقعية ومنها: وضع مسيّجات طبيعية كافية في مواطن عدة، وتفعيل دور الرقابة الحقيقي من الجهات المختصة، وعمل محميات طبيعية عن الرعي لدورات زمنية، والاستزراع الشجري الصحراوي، وتوزيع الاستمطار الصناعي، ودعم المهتمين بالثروة الحيوانية بمنحهم أراض مسيجة لحيواناتهم بسعر رمزي، وتمنى في الختام أمنية أخيرة بأن يقوم المتنزّه بدوره. * شكراً عوض السرور! لقد عوضتنا بالوفاء عن النكران، وأدخلت السرور على قلب كل محب لهذا الوطن.