إذا أردنا توضيحاً صارخاً للكيفية التي أضرت بصناعة التكنولوجيا في اليابان نتيجة انتشار الهاتف الذكي وسقوط الكمبيوتر المكتبي، ما عليك سوى النظر إلى سوق الأسهم الآسيوية. هذا العام كانت أسوأ الشركات التسعة من حيث الأداء في مؤشر مورجان ستانلي لشركات المعلومات والتكنولوجيا لمنطقة آسيا الباسيفيك، الذي يضم 106 شركات، هي شركات تايوانية، التي كانت في الماضي من الشركات الرائدة في الابتكار في الكمبيوتر ومصانع قوية للأجهزة وأشباه الموصلات. من أبرز هذه الشركات المعتلة، هناك شركة إيسر العملاقة المختصة في الكمبيوتر الشخصي، وذراعها التصنيعية ويسترون، وكلاهما انخفض بنسبة تزيد على 40 بالمائة. وهناك أيضا شركة HTC لصناعة الهاتف الذكي، التي كانت في الماضي أكبر الشركات مبيعا في الولاياتالمتحدة. هذه الشركات التي تزود المنتجات الإلكترونية المنتشرة في كل مكان، من رقائق الذاكرة إلى الشاشات المستوية، فقدت حوالي 24 مليار دولار من رسملتها السوقية حتى الآن من العام الحالي، أي ما يعادل قيمة شركة هيوليت باكارد. بالمقابل، كانت أفضل الشركات أداء هي جميعا شركات يابانية، بقيادة شركة إلكترونيات السيارات "ألبس للكهربائيات"، وشركة نيكسون لتوزيع الألعاب. يقول أناند سرينيفاسان، وهو محلل لدى معلومات بلومبيرج: "إن التعرض بشكل مكثف لأجهزة الكمبيوتر الشخصي كان مجالاً صعباً، خلال العام الحالي، بسبب الضعف الاقتصادي في آسيا، حيث كانت السوق قوية نسبيا في السابق." من الشركات الأخرى ذات الأداء الضعيف هناك إل جي للشاشات، وشركة SK Hynix لصناعة رقائق الذاكرة، وهما من كوريا الجنوبية. إلى شركتيAU Optronics و Inotera Memories من تايوان، فهي تورد المكونات على مستوى الصناعة، وتتميز فقط من حيث الأسعار، وتخضع للتقلبات الحادة في العرض والطلب. معظم شركات التكنولوجيا في تايوان تظل عالقة في أجهزة الكمبيوتر الشخصي، في حين أن الشركات في البلدان الأخرى مثل الصين تحولت إلى خدمات الإنترنت، حيث أنتجت شركات عملاقة مثل علي بابا وتينسينت. بعض الشركات الأخرى ذات الأداء الضعيف في مؤشر مورجان ستانلي المركب للتكنولوجيا تعمل في أعمال تحولت إلى سلع أو تواجه منافسة قوية من الشركات الصينية الصاعدة. أسوأ الشركات أداء في المؤشر هي شركة إيبيستار، التي تصنع الديودات المصدرة للضوء LED والتي تستخدم في الشاشات الإلكترونية، حيث انخفضت أسهمها بنسبة 60 بالمائة خلال العام الحالي. شركة تي بي كيه القابضة، التي اخترعت شاشة اللمس المستخدمة في أول أجهزة آيفون من أبل، طغت عليها شركات جديدة من الصين وهونج كونج، وخسرت نصف رسملتها السوقية. كذلك فإن هبوط HTC هو علامة على صعود الشركات الناشئة المختصة بالهاتف الذكي، مثل تشياومي وجوانجدونج أوبو للإلكترونيات. لدى تايوانواليابان تمثيل متكافئ في المؤشر، حيث إن كل بلد منهما يمتلك 40 شركة، ومع ذلك فإن مؤشر تاييكس المرجعي للأسهم التايوانية هبط خلال العام الحالي، مقارنة مع الارتفاعات التي سجلها مؤشر توبيكس الياباني ومؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية. أفضل الشركات أداء في مؤشر تاييكس هذا العام هي شركة لصناعة الغزل والنسيج، وشركة لتزويد المعدات الكهربائية، وشركة للتخلص من النفايات المعدنية. قال سرينيفاسان: "أحدث نسخة من برنامج ويندوز يمكن أن تستثير الانتعاش في السنة القادمة، مع ذلك ما نزال نرى ضغوط التحول إلى سلع وضغوط التسعير، ليس فقط في مجال الكمبيوتر الشخصي، وإنما أيضا في الهواتف الذكية والخوادم. هذا سوف يستمر في إثارة الصعوبات أمام شركات الأجهزة والمعدات."