تعاني السعودية من ارتفاع حجم استهلاك الطاقة في أسواقها المحلية، وهو ما حدا بالجهات المعنية بالمملكة إنشاء المركز السعودي لكفاءة الطاقة، بهدف تقليل استهلاك الطاقة في البلاد. ويأتي ذلك في الوقت الذي تعتبر فيه أجهزة التكييف من أكثر الأجهزة التي تستهلك الطاقة في المملكة بحيث تسهلك ما يعادل اكثر من نصف الكهرباء في المملكة (اكثر من 65% من الكهرباء في قطاع المباني). وقامت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بالتعاون مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة بتغيير معايير المواصفات القياسية لأجهزة التكييف لتتواكب مع المعايير والمواصفات المعمول بها في كثير من دول العالم و مع متطلبات المملكة لتخفيض استهلاك الطاقة المحلي. وفي وقت سابق، تخلص عدد من التجار من الكميات التي لا تتوافق مع المواصفات الجديدة عبر بيعها او اعادة تصديرها الى الخارج واستوردوا الاجهزة المتطابقة مع المواصفات القياسية الجديدة. وتسعى المملكة بشكل حثيث لخفض استهلاك الطاقة داخل المملكة ويتم العمل بتضامن جميع الجهات المعنية في الدولة، حيث قام البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة بإعداد الدراسات والمبادرات لرفع كفاءة استهلاك الطاقة داخل المملكة بالتعاون مع كافة الجهات المعنية من أجهزة حكومية وقطاع خاص بالإضافة الى الجهات الدولية ذات الخبرة، وحدثت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، المواصفات القياسية وبطاقة كفاءة الطافة التي توضع على المنتجات. وقامت وزارة التجارة والصناعة بتطبيق حملة المراقبة داخل الأسواق والمستودعات على الأجهزة غير المطابقة للموصفات القياسية الجديدة. وأوقفت مصلحة الجمارك دخول الأجهزة غير المطابقة للمواصفات. ومن المعروف ان المعايير القياسية لكفاءة الطاقة في أجهزة التكييف في السعودية كانت قبل تطبيق البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة من أدنى المعايير المطبقة على مستوى دول العالم. ووفقا لإحصاءات رسمية، فإن المكيفات تستهلك حوالي 51% من استهلاك الكهرباء في المملكة. كما تشير الإحصاءات ذاتها الى تزايد الطلب على مكيفات من نوع السبليت والتكييف المركزي وتناقص في الطلب على مكيفات الشباك، حيث كانت قبل ما يقارب عشر سنوات نسبة مبيعات مكيف الشباك اكثر من 90%. وفي قطاع المباني، الذي يستهلك أكثر من 80% من إجمالي الطاقة الكهربائية المُنتَجة، يشكّل استهلاك أجهزة التكييف منها نحو 70 %، وفي هذا الشأن تم تحديث المواصفة الخاصّة بأجهزة التكييف ذات السعة الصغيرة، ليتم رفع الحد الأدنى لمعامل كفاءة الطاقة، إلى مستوى المواصفة العالمية (آشري) في بداية عام 2015م، لتوفير أكثر من 35% من استهلاك جهاز التكييف، مقارنةً بمستواه قبل تحديث المواصفة. وقد تم منح مصنعي وموردي وموزعي أجهزة التكييف مهلاً كافية للالتزام بالمواصفة المحدثة. وبتضافر جهود الجهات الرقابية، تم منع عدد كبير من الأجهزة غير المطابقة من التداول في السوق المحلي. وجاء إنشاء المركز السعودي لكفاءة الطاقة، معبراً عن اهتمام الدولة بإيجاد حلول عملية لمواجهة الاستهلاك المتنامي، وتصدّر قائمة مهام المركز «وضْع برنامج وطني لترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة والخطط اللازمة لذلك» بالتنسيق والتعاون بين كافّة الجهات المعنيّة ومن بينها القطاع الخاص، مع الحفاظ على مصلحة المواطن واستمرار النمو الاقتصادي. وتعمل على إعداد البرنامج فرق فنية تضم أكثر من 120 مختصاً، بالإضافة الى مئات المشاركين بطريقة جزئية، من أكثر من 20 جهة ذات علاقة، لوضع وتنفيذ برامج فرعية تهدف إلى تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في قطاعات المباني، والنقل البري، والصناعة، التي تستهلك 92% من إجمالي استهلاك الطاقة.