هل تحوي جُعبتك حلما كبيرا أم أحلاما صغيرة متراصة تُساند بعضها البعض لتصل لقمة حلم يضحك عليه البعض؛ مثلي؟ هل فكرت يوماً أن ما تسعى له وما تتمناه سيكون خيراً لك! وسيأتيك حالما تدعو به! حسناً وإذا كان ما دعوته لن ينفلج لك من الخيال الى أرض الواقع؛ ماذا ستفعل؟ ربما تسخط وتكُف عن الدعاء وتلعن الحظ والمُجتمع الظالم على حد قولك وأنك تستحق أكثر من ذلك، فترتفع نشوة النرجسية لديك ثم تبدأ تدريجياً بعد ذلك جيوش التشاؤم والإحباط بِشن كتائِبها لغزو عقلك رمادي اللون المحدود حتى تُرضخك لِسُلطتها الدكتاتورية وأنت ماذا ستفعل؟ لن تفعل شيئا سوى أنك ستخضع لها بِكُل أسى وضُعف، لتختبئ خلف إحدى زواياها المُظلمة تطوي أحلامك واحداً تلو الآخر لترمي بها بعيداً عنك فلا تحزن. فتسيرك المُبصر الأعمى صفرًا على الشمال بِحجة أنك سيئ الحظ مُحطم الاحلام، خالقك يظلِمك عز جلاله عما يعتقده عقلك الأخرق. فتبدأ بِارتداء شخصيتك الجديدة (ساخطا، ناقدا، سيئ الخلق، سيئ الظن، كاره المجتمع الذي لم يقف معك حين استندت عليه، مُحطما لِجيل وَاعد بتجاربك الفاشلة وأِنهُم يبذلون جُهودهم لِلا شيء وسيُقذفون بِنفس الحِجارة التي قذفتها الحياة على جبينك. أهكذا تعتقد؟! لماذا لا ننظر للموضوع من جِهة أُخرى أكثر اتساعا وعقلانية وإيمانا. (الخيرة فيما اختاره الله) لو أنك ظننت بالله خيراً وأيقنت أن الله لو جعل أمرك بين يديك لرددت له الأمر ورضيت بِما كتبه لك فالله أرحم منك لِنفسك. قد يكون خلف أحد الأحلام وجع لا تتحمله، بلاء يكسر جمال الحياة في عينك؛ لما أبعده عز جلاله عن طريقك. لو أنك تؤمن أن كُل دعوة تُرفع للسماء لا تُرد بل تختبئ تحت غيمة حتى تُمطر عليك خيراً تشد به أزرك. تأكد أن كُل خير يختارهُ الله خير من خِيرة العبد لنفسه، كيف نسخط ونحنُ رضينا بالله ربناً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً..! ولا تنس قوله تعالى: {أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ}. ابتسم وتأكد أن لك ما ظننت.