علمت إيفا كريستا اوريش 74 عاما وهي متقاعدة تعيش بالقرب من برلين من خلال تحليل دم في 2002 أنها أصيبت بعدوى فيروس الالتهاب الكبدي سي، ومن المحتمل ان يكون ذلك منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي بسبب جرعة ملوثة من الدم المخزن. وقالت: "من حينها بدأت أعيش في خوف من سرطان الكبد، كنت متأكدة أن الأمور سوف تنتهي على نحو سيئ". وكانت تعاني أوريش أيضا من النبذ الاجتماعي. ورغم أن التهاب الكبد سي ينتقل على الأغلب عبر الدم الملوث وبصورة غير محتملة عبر سوائل الجسم الأخرى، لم يعد أقاربها يريدون زيارتها، حتى إن أحد أطباء الأسنان رفض علاجها. قبل عامين شاركت أوريش في تجربة لمدة 24 أسبوعا لعقار هارفوني الخاص بالتهاب الكبد سي والذي لم يكن قد اعتمد آنذاك، في عيادة جامعة رودولف فيرشوف ببرلين. وللعجب لم يمض الكثير حتى لم يعد يتم رصد فيروس الكبد في دمها.0 وقالت: "لا أستطيع أن أصف مدى سعادتي عندما شفيت. لقد بكيت فرحا". هناك ما يصل إلى مليون شخص في ألمانيا مصابين بأحد فيروسات الكبد المختلفة التي تسبب التهاب الكبد، ولكن واحدا من خمسة يعلم بإصابته بالمرض. وعندما يصبح مزمنا يمكن أن يؤدي فيروس الكبد وهو مرض شائع و"صامت" إلى حد كبير إلى التليف الكبدي وسرطان الكبد والوفاة. ويظهر لدى ثلث المصابين بالكبد أعراض اليرقان وثلث آخر الانفلونزا، أما البقية فلا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق. ويوجد نحو 400 مليون شخص يعيشون بفيروس التهاب الكبد بي وسي في مختلف انحاء العالم، و4ر1 مليون حالة وفاة سنويا بسبب هذه العدوى، جعلت منظمة الصحة العالمية والرابطة الدولية لالتهاب الكبد، الوقاية من فيروس التهاب الكبد شعار الحملة لليوم العالمي لالتهاب الكبد 2015 الذي وافق امس 28 تموز/يوليو. ويقولون إنه من الممكن الوقاية من انتقال الفيروسات عبر توعية أفضل والخدمات التي من شأنها تحسين التطعيمات وسلامة الدم والحقن. وتمت الموافقة على سبعة عقاقير جديدة لعلاج الالتهاب الكبدي سي خلال مدة عام حتى كانون ثان/يناير 2015.