زاوية أسبوعية يكتب من خلالها المتخصصون في الدراسات القرآنية حول حياتهم التي قضوها في خدمة كتاب الله تعالى، تشرف عليها الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه «تبيان» . لم يكن الحديث أو الكتابة عن تجارب المتخصصين في الدراسات القرآنية أمراً جديداً، بل كان الأوائل منهم يشيرون إلى ذلك أثناء حديثهم أو كتاباتهم، فنجد مجاهد بن جبر يقول: «عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عَرَضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها»، كما قام بعض المفسرين بكتابة تجاربهم في مقدمات تفاسيرهم، خاصة أثناء الحديث عن قصة تأليفهم للتفسير كابن جرير الطبري، وابن عطية الأندلسي، والألوسي وغيرهم. وحاول بعض المعاصرين من المتخصصين في الدراسات القرآنية كتابة سيرته الذاتية، إلا أنها تكاد تخلو من تجاربها في التخصص كما هو الشأن عند بنت الشاطئ عائشة عبد الرحمن في سيرتها (على الجسر-بين الحياة والموت)، وكذلك الدكتور: زاهر الألمعي في (رحلة الثلاثين عاماً) وغيرهما. كما أني لا أشك أنَّ هناك من المتخصصين من كتب مواقفه وأحداثه في ثنايا مؤلفاته ورسائله، حينما تدعوه الحاجة إلى ذلك. أصبحت الحاجة ملحة لتدوين هذه التجارب خاصة في هذا القرن (الخامس عشر الهجري) الذي شهد ويشهد أحداثاً وتطورات في الدراسات القرآنية، وذلك على صعيد (المؤتمرات، والندوات، والمؤلفات، والتحقيقات، والأبحاث، والمسابقات والجوائز، والمراكز والمؤسسات والجمعيات، ونحو ذلك). إنَّ هذه التجارب أشبه ما تكون بالكواليس خلف مسرح الأحداث، أو المطبخ الذي تصنع من خلاله الفعاليات فتخرج للواقع والمجتمع بناء على ما خُطط له, فلابد من كشف هذه الكواليس وإمتاع المتلقي بها. إنَّ الجيل الجديد بحاجة إلى معرفة تجارب من سبقهم كنوع من التوريث والمجايلة، وكذلك اختصاراً للزمن في البدء من حيث انتهى السابقون، أو الإضافة والتجديد على ما كان. في هذه الزاوية الأسبوعية سنقوم –بإذن الله- باستكتاب عدد من المتخصصين في الدراسات القرآنية للحديث عن تجاربهم التي قضوها في خدمة كتاب الله تعالى، وذلك مساهمة من الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) في تنشيط ذاكرة المتخصصين لكتابة سيرهم العطرة، وتدوين رحلاتهم ومواقفهم التي عاشوها في رحاب القرآن الكريم. ٭ أستاذ الدراسات القرآنية المساعد في جامعة الإمام