بعد أن اضطر لمعايشة خيبات «ابنه» هرتا برلين طيلة الموسم المنصرم وحرمانه حتى من احتضان عملاق ألمانيا بايرن ميونيخ في نهائي مسابقة الكأس، يجد الملعب الأولمبي في برلين نفسه محط أنظار العالم بأجمعه عندما يحتضن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا بين برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي. اختبرت مدرجات «أولمبياشتاديون» موسمًا صعبًا للغاية وحبست أنفاس جمهوره حتى اليوم الأخير من الدوري بعد أن كان الفريق المحلي هرتا برلين مهددًا بالعودة إلى الدرجة الثانية قبل أن ينقذ نفسه في اللحظات الحاسمة، وكان عشب الملعب «يمني» نفسه بتعويض خيبات هرتا برلين من خلال احتضان المباراة النهائية لمسابقة الكأس المحلية، لكن حتى هذه المباراة لم تكن على قدر الطموحات بعد أن غاب عنها بايرن ميونيخ ونجومه الكبار من محليين وأجانب بسبب خروج النادي البافاري من الدور نصف النهائي على يد بوروسيا دورتموند الذي خسر النهائي أمام فولفسبورغ (1-3)، لكن هذا الملعب الأسطوري سيعود ليكون محط أنظار العالم بأجمعه للمرة الأولى منذ عام 2006 وسيجدد الموعد مع لاعبين احتضنهم قبل 9 أعوام وشاهدهم يرفعون أغلى كأس على الاطلاق، وهم الحارس بوفون وبيرلو وبارزاغلي الذين قادوا إيطاليا إلى الفوز على فرنسا بركلات الترجيح في نهائي مونديال ألمانيا 2006، وستكون برلينالمدينة الألمانية الرابعة التي تحتضن نهائي المسابقة القارية الأم بعد ميونيخ (1980 و1993 و1997 و2012) وغيلسنكيرشن (2004) وشتوتغارت (1959 و1988). وهناك فريق إسباني بشخص ريال مدريد توج باللقب القاري في أول نهائي على الأراضي الألمانية وكان ذلك عام 1959 حين فاز على رينس الفرنسي 2-صفر في شتوتغارت. وما هو مؤكد أن «أولمبياشتاديون» ليس ملعبًا عاديًا، ففي تاريخه الذي يمتد نحو 80 عامًا، عاش هذا الملعب زمن الحرب، الألعاب الاولمبية، كأس العالم ونهائيات لا تعد ولا تحصى. بدايات هذا الملعب تستحضر بعض اللحظات المظلمة من الماضي الألماني. لقد شيد وفقًا لخطط المهندس المعماري فيرنر مارخ من أجل استضافة دورة الالعاب الأولمبية الصيفية عام 1936. والملفت أن الملعب الاولمبي سيحتضن السبت ممثلين عن 12 دولة من ثلاث قارات نظرًا إلى تعدد جنسية اللاعبين الذين يدافعون عن ألوان طرفي المباراة النهائية حيث ستكون الغالبية للايطاليين الممثلين ب14 لاعبًا مقابل 13 لإسبانيا و5 للبرازيل و4 للأرجنتين و2 للأوروغواي و1 لبلجيكا والسنغال وسويسرا إضافة إلى ألمانيا التي ستكون ممثلة بحارس برشلونة مارك-أندريه تير شتيغن الذي سبق أن زار هذا الملعب حيث واجه هرتا برلين مع فريقه السابق بوروسيا مونشنغلادباخ (2011- 2014).