غزة تقرر«إنهاء الحصار بالدم»

25 قتيلا في الجيش الإسرائيلي وأوباما «يضغط» لوقف النار

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل سبعة من جنوده وإصابة 30 آخرين بينهم 3 في حال الخطر، خلال معارك مع الفدائيين الفلسطينيين في غزة، لترتفع الخسائر البشرية له إلى 25 عسكريا قتيلا منذ بدئه العمليات البرية في القطاع مساء الخميس.
وكان أعلن أمس الأول مصرع 13 جنديا من لواء غولاني (فخر العسكرية الإسرائيلية) في أعظم ما تكبده بشريا منذ حربه على لبنان 2006. وقد قتل إسرائيليان في البلدات اليهودية بشظايا صواريخ غزة خلال أسبوعين.
وإزاء خسائره المتلاحقة، يكثف جيش الاحتلال قصفه المدفعي والجوي، فقبيل إفطار أمس، ارتقى 14 شهيدا في قصف على وسط مدينة غزة، بينهم 5 أطفال، بحسب أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة. ليرتفع عدد ضحايا الفلسطينين، أمس منذ فجره وحتى مسائه، إلى 55 قتيلا بينهم عشرات الأطفال والنساء، ليتجاوز عدد شهداء العدوان الإسرائيلي ال 575.
وصباحا، نفذ 12 فدائيا من كتائب عزالدين القسام عملية انزال، خلف خطوط الجيش شرق بيت حانون، وأعلنت إلحاق خسائر فادحة به قبل أن يستشهد 10 منهم ونجاح انسحاب المقاتلين الآخرين.
ودعا البيت الأبيض اسرائيل الى فعل المزيد من أجل تجنب المدنيين. وقال المتحدث جوش ايرنست: "نود أن يتخذ الاسرائيليون المزيد من التدابير للتأكد من حماية المدنيين".
وأعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أنه أرسل وزير الخارجية جون كيري إلى المنطقة لكي "يضغط من أجل وقف" إطلاق النار، بعد أن "ألحقت إسرائيل أضرارا كبيرة بالبنى التحتية" للمقاومة. كما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه "لا بد من بذل كل الجهود الممكنة لانهاء معاناة السكان المدنيين في غزة على الفور"، بحسب بيان لقصر الأليزيه أعقب اتصالا مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
لكن إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أكد مساء أمس، شروط المقاومة الفلسطينية في غزة لأي تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي. وقال في خطاب متلفز: إن مطالب شعبنا واضحة وثابتة وهي توقف العدوان وضمان عدم تكراره، ورفع الحصار الذي يعيشه شعبنا منذ 8 سنوات، وأضاف: "غزة قررت إنهاء الحصار ولا يمكن أن نعود إلى الوراء.. العالم أدار ظهره لغزة وأهلها، لا مياه للشرب .. ولا دواء .. وأراض لا تزرع .. وحدود مغلقة وكهرباء تنقطع.. وانتشار البطالة والفقر المدقع"، لكن "دماء عزيزة وغالية تسكب من أبناء شعبنا وهذه المجازر لا يمكن أن نغمض أعيننا عن رسالتها السامية بالانعتاق من الحصار.. وما حققته المقاومة ضد العدو ستظل الأجيال تتغنى به على مدار الزمان".
في هذه الأثناء، أعلن كبير المفاوضين في السلطة الفلسطينية صائب عريقات، أن رئيسها محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل طلبا "وقف العدوان الاسرائيلي ورفع الحصار" عن قطاع غزة خلال لقاء جمعهما أمس في الدوحة.
وقال عريقات لفرانس برس: إن الرجلين اللذين يلتقيان للمرة الأولى منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة في الثامن من تموز/يوليو قررا أيضا "مواصلة المشاورات مع مختلف الفصائل الفلسطينية، وتكثيف الاتصالات" مع الخارج توصلا الى وقف لاطلاق النار.
وأضاف عريقات أن عزام الاحمد المسؤول في حركة فتح "سيتوجه الى مصر" في اطار الاتصالات الجارية لوقف اطلاق النار، خصوصا ان مصر تجري وساطة في هذا الاطار، وهي قدمت مبادرة الاسبوع الماضي لم توافق عليها حماس في حين قبلت بها اسرائيل.
وقال عزام الأحمد: إن لقاء مشعل وعباس "كان مهما وتم فيه استعراض كل الجهود الدولية والاقليمية من اجل وقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وأضاف "حماس والرئيس اتفقا على ان تعمل كل الاطراف الفلسطينية كفريق واحد هدفه وقف اطلاق النار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
ومن نتائج القصف الإسرائيلي ليوم أمس، قتل مساء 11 شخصا بينهم خمسة أطفال في غارة استهدفت برجا سكنيا في مدينة غزة، كما قتل ستة اشخاص في قصف مدفعي على رفح ودير البلح في الجنوب والوسط. واعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة أن بين القتلى عائلة من تسعة اشخاص بينهم 7 أطفال، قتلوا في قصف استهدف منزلهم بالقرب من رفح، كما قتلت عائلة من ثمانية اشخاص بينهم 4 اطفال في مدينة غزة.
وقتل أربعة أشخاص في قصف استهدف مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، واربعة اخرون في قصف على جنوب غزة وفلسطيني في الشمال، بالقرب من بيت حانون.
وقتل ثلاثة فلسطينيين في قصف استهدف حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث عثر على 11 جثة تحت الانقاض.
وادى القصف على حي الشجاعية الأحد الى مقتل 74 شخصا على الاقل بينهم عدد كبير من النساء والاطفال، وفق القدرة. وشهد "الاحد الدامي" مقتل 140 فلسطينيا في الغارات والقصف المدفعي الاسرائيلي. وتم انتشال 68 جثة من تحت الانقاض في الموقع.
وفي الجانب الاسرائيلي، تركزت الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الذي بات منتشرا داخل وحول قطاع غزة مع تأكيد الجيش مقتل 25 من جنوده منذ بداية الهجوم البري في 17 تموز/يوليو، بينهم 7 خلال 24 ساعة مضت، أعلن عنهم أمس. وقتل ما تصفه إسرائيل "مدنيان" يهوديان أصيبا بشظايا صواريخ اطلقت من غزة على البلدات اليهودية.
ومنذ بداية الهجوم الاسرائيلي الذي بدأ بغارات جوية، اطلق نحو 1465 صاروخا وقذيفة هاون على اسرائيل من قطاع غزة تم اعتراض 387 منها.
وسقطت اربعة صواريخ على اسرائيل أمس وخصوصا في تل ابيب من دون وقوع ضحايا.
واعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) ان عدد النازحين الذين لجأوا الى المراكز التابعة لها في قطاع غزة بلغ 81 ألف نازح، ويتم ايواؤهم في 61 مدرسة.
وعلى صعيد المساعي الدبلوماسية، دعت الولايات المتحدة اسرائيل الى فعل المزيد من اجل حماية المدنيين في اليوم الرابع عشر من الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست: "نود أن يتخذ الاسرائيليون المزيد من التدابير للتأكد من حماية المدنيين".
وأعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما ان وزير الخارجية جون كيري الذي وصل الى القاهرة سيضغط من أجل وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة. كما وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى القاهرة أمس لذات الغرض.
وقال أوباما في البيت الأبيض: "إن اسرائيل الحقت أضرارا كبيرة بالبنى التحتية لحركة حماس الإرهابية في غزة"، مضيفا انه أرسل وزير خارجيته الى المنطقة لكي "يضغط من أجل وقف الاعمال العدائية على الفور". وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس انه "لا بد من بذل كل الجهود الممكنة لانهاء معاناة السكان المدنيين في غزة على الفور".
وأضاف الاليزيه في بيان أعقب اتصالا هاتفيا بين هولاند والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، أن الأخير اطلع الرئيس الفرنسي "على تفاصيل الجهود التي يقوم بها حاليا في الشرق الاوسط مع مجمل الشركاء والأطراف المعنيين توصلا إلى وقف لاطلاق النار في أسرع وقت، ثم ايجاد حل للأزمة".وبذلك ترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين في الهجوم الاسرائيلي المستمر منذ اسبوعين الى اكثر من 575 شخص.
الجندي الأسير
وكشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أنها تمكنت من أسر الجندي الإسرائيلي "شاؤول أرون" صاحب الرقم 6092065 وذلك خلال العملية الأخيرة التي نفذها القسام شرق حي التفاح، شرق مدينة غزة، وقتل فيها 13 جندياً وأصيب أكثر من 50 بينهم قائد لواء جولاني، بحسب اعتراف جيش الاحتلال. مواجهات ضارية
وأصيب فجر امس 26 جنديًا اسرائيليا خلال مواجهات ضارية مع المقاومة الفلسطينية على بعد أمتار من حدود قطاع غزة.
وقالت مصادر عسكرية، إن الجيش الاسرائيلي اعترف بإصابة 26 من جنوده منهم 4 وصفت جراحهم بالخطرة خلال اشتباكاته فجرًا مع المقاومة على حدود غزة، مؤكدا نقلهم للمستشفيات الاسرائيلية القريبة لتلقي العلاج اللازم.
واعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن استهداف دبابة ميركافة 4 شرق التفاح بقذيفة "RPG" قائلة إن النيران اشتعلت بالدبابة.كما استهدفت كتائب القسام ناقلة جند شرق التفاح بقذيفة تاندم واشتعلت النيران بالناقلة.
وبحسب القسام فان الاشتباكات مستمرة بين قوات الاحتلال وعناصرها التي "نفذت عملية انزال خلف خطوط العدو ردا على مجزرة الشجاعية"، مبينة ان عناصرها تمكنوا من تدمير جيب عسكري بالكامل.
وأعلنت القسام انه منذ الساعة 7:00 حتى الساعة 9:00 قصفت سديروت ب4 صواريخ 107 و5 صواريخ قسام وقذيفتي هاون 120 ومستوطنة يد مردخاي ب5 صواريخ 107 وموقع 16 شرق بيت حانون ب5 قذائف هاون 120.وألوية الناصر صلاح الدين قصفت "نتيف عتسرا" بصاروخين من طراز 107 كما قصفت "نتيفوت" بصاروخي جراد.
ودوت صفارات الإنذار ظهر امس في مناطق وسط وجنوب "إسرائيل"، وشملت مدن القدس وبيت شيمش وتل أبيب وحولون وريشون لتسيون واللد وأسدود وعسقلان وكريات ملاخي وبئير طوبياه وغديراه ويفنيه.
وبحسب مراسل القناة العاشرة فان أكثر من 20 صاروخا اطلقت على مرحلتين في وقت قصير، مشيرا الى ان "القبة الحديدية" اعترضت 3 من الصواريخ فقط.
وأشار مراسل القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي في المنطقة الجنوبية إلى أنه سقط أكثر من 30 صاروخا.
غزة مرض مزمن
وقال جنرال الاحتياط ورئيس ما يسمى ب"الهيئة للأمن القومي" سابقا، يعكوف عميدرور، إن ثمنا باهظا سيكون لقرار احتلال قطاع غزة.
وقال عميدرور في مقابلة مع صحيفة "معاريف" امس، إن إسرائيل أمام خيار "احتلال قطاع غزة، و((تنظيفه من الإرهاب))، وسيكون لذلك ثمن كبير"، على حد تعبيره.
وأضاف أن هناك خيارا آخر وهو "النظر إلى قطاع غزة على أنها مرض مزمن، وبالتالي يجب القيام بحملة عسكرية كل بضعة سنوات لاستعادة الهدوء حتى المرة التالية. والحديث هنا عن قرار إستراتيجي". على حد قوله.
وردا على سؤال بشأن تضرر القدرات العملانية لحركة حماس، قال عميدرور إن الصورة لا تزال غير واضحة. مضيفا أنه من الصعب تقدير ذلك من دون معلومات استخبارية وبدون معرفة عدد المقاتلين الذين قتلوا، وعدد الأنفاق التي تم تدميرها، وحجم الأضرار للبنى التحتية لحركة حماس.
من جانبه، قال المحلل العسكري الإسرائيلي الشهير "يوسي ملمان" إن الجيش واجه مقاتلين جددا من حماس في حي الشجاعية لم يصطدم بهم من قبل في المواجهات السابقة حيث لم تردعهم قوة النار والتفوق التكنولوجي للجيش الإسرائيلي.
مقتل أمريكيين
من جهتها، افادت وسائل الاعلام الاميركية بمقتل اميركيين يحاربان في صفوف الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، وذلك نقلا عن مصادر من اقارب واصدقاء لهما.
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان اثنين من مواطنيها قتلا في اعمال العنف في غزة وكشفت عن اسميهما لكن لم تذكر ما اذا كانا مجندين في الجيش الاسرائيلي.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي في بيان مقتضب "نستطيع ان نؤكد مقتل المواطنين الاميركيين ماكس ستينبرغ وشون كارميلي في غزة".
واضافت ان "احتراما للمعنيين بالنبأ، ليس لدينا ما نضيفه حاليا".
والرجلان جنديان في لواء جولاني في الجيش الاسرائيلي، وفق ما نقلت صحيفة لوس انجلس تايمز، التي اضافت ان كارميلي (21 عاما) من والدين اسرائيليين نشأ في تكساس، فيما نشأ ستينبرغ (24 عاما) في كارولاينا الجنوبية.
وستينبرغ الذي عاش في مدينة بئر السبع انضم الى الجيش الاسرائيلي في اواخر العام 2012 وكان قناصا في لواء جولاني، وفق الصحيفة اليهودية الصادرة في لوس انجلس (جويش جورنال).
وكان الجيش الاسرائيلي اعلن الاحد عن مقتل 13 من جنوده في غزة ليرتفع عدد القتلى العسكريين الى 18 منذ بدء العملية البرية ضد القطاع يوم الخميس.
استدعاء الاحتياط
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إن إسرائيل جاهزة لمواصلة العملية العسكرية في قطاع غزة إذا اقتضت الضرورة، مضيفا انه "سيتم استدعاء المزيد من جنود الاحتياط حسب الحاجة".
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه القول إن "منظومة القبة الحديدية أحبطت تقريبا محاولات الاعتداء الصاروخية على التجمعات السكنية في إسرائيل".
وأكد أن المزيد من القوات دخلت إلى قطاع غزة للعثور على الأنفاق وتدميرها.
 نقل أحد مصابي الجيش الإسرائيلي من ميدان المعركة
 فلسطينيات يبكين قريبا قضى في المجازر الإسرائيلية