من المعلوم أن القوة الفعلية الدافعة والموجهة للأشياء تأتي من مدى قدرة القاعدة على الإمداد ومواصلة الإنتاج، فكذلك الحال في الرياضة تأتي قوة الفريق الوطني من قوة مستوى الأندية المحلية ولا يتسنى هذا إلا بمدى الدعم والقاعدة الشعبية للعبة بين أوساط افراد المجتمع. إن من أسباب بروز دول جنوب آسيا في لعبة الكركيت، على سبيل المثال، وتصدرهم قائمة منافساتها اقليمياً وعالمياً هو مزاولة كافة الفئات العمرية لهذه اللعبة في أي مكان تتاح لهم الفرصة، سواءً على شاطئ البحر أو الحدائق العامة أو في الساحات المفتوحة، ما من شأنه ارتقاء مستوى الوعي الرياضي فيما بينهم بثقافة ومهارة اللعبة، بالإضافة إلى إلمامهم التام بقوانينها. إن تشبع اللاعب الناشئ فكرياً برياضة ما وممارستها بشكل يومي يُنمي روح المنافسة بينه وبين أقرانه، ويرفع مستوى مهاراته الفنية للعبة دون قصد للأفضل. كل هذا الزخم من المعطيات لا يتوافر فقط بوجود مدارس أو أكاديميات عالمية تقوم بتدريس وتدريب الناشئة ليصبحوا ابطالاً أو لفرق تجلب الإنجازات دون وجود الخامة الموهوبة والخلفية الرياضية المغروسة في ثقافة هذا الشعب أو ذاك. إن الرغبة والمزاولة اليومية للعبة ترفع من مخزون الفرد باستيعاب مهارات أي رياضة وصقل هذه المواهب والإبداعات بتطبيق أحدث الطرق العلمية والتكتيكية الاحترافية، وهنا يأتي دور «الاكاديميات الرياضية» حينها يصبح اللاعب ليس قادرا فقط على المشاركة، بل على المنافسة والفوز باللقب سواءً أكانت ألعابا فردية أم جماعية. مما لاشك فيه ان لعبة كرة القدم هي اللعبة الأكثر جماهيرية بين كافة شعوب العالم، حيث تقف شعبية بعض الألعاب إقليمياً أو قارياً، ومن حسن حظنا أن كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية إن لم تكن اللعبة الأوحد في مجتمعنا من حيث الممارسة والمتابعة والدعم، وعليه المشاركة بنهائيات كأس العالم ووضع بصمتنا الإيجابية -سبق أن فعلناها- ليست بالمسألة الصعبة على «الصقور الخضر» وسوف أقف أبعد من ذلك القول حتى الفوز بكأسها إن الهمم شُحذت، فالقاعدة والإمكانيات موجودة لان كرة القدم الحديثة تستوجب تبني طرق وأساليب جديدة في التدريب والإعداد، وتعتمد على الانضباط والالتزام الجماعي.