لم تقف الحالة الصحية التي كان يمر فيها سالم اليامي عائقا له عن التعليم، فالعزيمة والإصرار كان شعاره المرفوع حتى مع دخوله المتأخر للمدرسة مما زاده حبا وشوقا لطلب هذا العلم، وبدأ سالم حياته الدراسية وعمره 17 سنة، ولم ييأس من الحياة رغم ما فاته من سنوات وتأخر، وواصل دراسته حتى حصل على الشهادة الجامعية. وعن قصة كفاحه ومشوار الأمل الذي كان يراه في بصيرته يقول سالم :" حبي للدراسة جعلني أترك أهلي رغم المسافة، كما أني فضلت الاعتماد على نفسي مبكرا، وقد وجدت كل تعاون من المعهد في أبها عندما قررت أن أواصل مسيرتي التعليمية وأحقق أحلامي، وبالفعل فقد حققت في دراستي الامتياز والتفوق، وهذا ما جعلني أواصل الدراسة وأبحث عن الأفضل، ولقد أكملت دراستي المتوسطة في فصول النور بنجران واجتزتها بتفوق، ثم أكملت الدراسة الثانوية بتفوق والتحقت بجامعة الملك خالد بأبها قسم اللغة العربية، وكنت أدرس عن طريق القراءة السمعية والتلقي باستخدام الأشرطة، وحصلت على درجة البكالوريوس في اللغة العربية عام 1428ه، وتم تعييني في الباحة على بند الأجور بعد تخرجي بثلاث سنوات، وثبتت وظيفتي رسميا هذا العام، وأعمل حاليا بوظيفة معلم في برنامج دمج المكفوفين، هذا الحلم الذي طالما تمنيته ودعوت العزيز القدير أن يتحقق، والآن فأنا كلي فخر أن أخدم وطني وأنقل ما تعلمته، ولم يقتصر مشواري على طلب العلم فقط فقد أحببت الرياضة كثيرا خاصة كرة الهدف وتم اختياري لتمثيل الفريق والمنتخب السعودي لكرة الهدف من عام 1414ه، كما شاركت في العديد من البطولات المحلية والخارجية، وخلاف ذلك فقد كتبت الشعر الفصيح باستخدام طريقة برايل، وشاركت في الأمسيات، وحصلت على جائزة المفتاحه للشعر بالفصحى، ومن ثم كتبت أوبريت مصغر بعنوان (صقر الجزيرة )، وحاليا أملك 150 قصيدة مختلفة كلها بالفصحى، وسوف يكون الديوان الشعري أحد مشاريعي المستقبلية بإذن الله تعالى"