لم يصبح التراث حضارة فقط، بل أصبح منظرا جماليا يزين منازل المواطنين، يقول الشاب حسين علي العيسى انه عمل جلسات شعبية لمنازل وفلل ومزارع بعض زملائه في العمل، وبعض المواطنين، حيث ان بعضهم رأى ما عمله في شقته أو مزرعته أو أنه سمع بما عمله، فطلب منه عملا مثله، فلبى رغبتهم. مدخل الشقة المستأجرة مزين بالتراث (اليوم) وأوضح العيسى أنه اقتنى بعض الأشياء القديمة وبخبرته في عمل العريش، استطاع أن يحوّل جزءا من شقته المستأجرة في مبنى جديد، إلى شقة تراثية، تحمل الكثير من المقتنيات التراثية القديمة، حيث وضع في تهوية المنزل أبوابا ونوافذ قديمة وسفرا وفوانيس وغيرها من المقتنيات التراثية، بأسلوب رائع وجذاب، كما عمل جلسة على شكل عريش وزينها أيضاً بمواد من التراث، مشيراً إلى أنه عمل مثل هذه الجلسة لعدد من أصدقائه في منازلهم وفللهم ومزارعهم، وعمل العيسى بيتا شعبيا في مزرعته بقرية الطريبيل، يتكون من عريشين وبراحة وحجرتين، مستخدماً خوص سعف النخيل، وضع في أحدهما كبت (دولاب)، وكرفاية (سرير) أطفال، ومطبخا احتوى على منسف للرز وصناديق قديمة جداً، ودلال والعديد من القطع التراثية التي تبرع بها له أهله وأصدقاؤه، كما وضع فيه قاري، وقال إنه ظل 8 أشهر في عمل هذا البيت، بمساعدة زوجته، منوهاً بأن أكثر ما أرهقه وأتعبه في عمل البيت، هو لف الخوص بشكل دائري. وقال العيسى انه معجب بالتراث لأنه يشعر بالارتياح النفسي عندما يجلس في بيت شعبي أو يجلس في عريش، وقال إن الهيئة العليا للسياحة بمحافظة الأحساء زارته في مزرعته بهدف جعل بيته الشعبي الموجود في مزرعته مقصداً للسياح، إلا أنه رفض بسبب عدم تمكنه من تلبية متطلباتهم، مشيراً إلى أن مواطنين كلا على حدة، عرضا عليه شراء بيته الشعبي ونقله بمزرعتيهما بمبلغ مغر إلا أنه رفض.