قال المشير عبدالفتاح السيسي: إن "مصر لن تعود إلى الوراء"، معلناً مد يده إلى الجميع بعيداً عن الصراعات والخلافات، واعتزامه العمل على تهدئة الشباب واحتوائهم خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أنه "لا إقصاء لأحد، فأيدينا مفتوحة للجميع لبناء الوطن"، وذلك في أول تصريح له بعد فوزه الساحق في الانتخابات الرئاسية المصرية. وأضاف السيسي، في تصريح ل"الجريدة الكويتية"، أنه ينتظر إعلان النتائج رسمياً ليبدأ العمل فوراً، مضيفاً: "سنختار مقاتلين لتحقيق أولوياتنا في الأمن والاستقرار". وفي إشارة إلى المخاوف من احتمال إعادة الأوضاع إلى ما قبل ثورة 25 يناير، قال السيسي: "نعلم أن هناك من يخاف العودة إلى الماضي، ولن يحدث ذلك، فلا عودة إلى الوراء بل سنتقدم إلى الأمام، ولا وقت لدينا للخلافات والدخول في صراعات". وشدد السيسي على أن "هناك طموحات للشعب وهناك بسطاء يحتاجون منا إلى العمل والقتال من أجلهم"، موجهاً التحية إلى رجال الجيش والشرطة وأرواح الشهداء، ومؤكداً أن هناك من يضحي حتى يصل الوطن إلى الاستقرار المنشود. وأضاف: "الشعب هو صاحب الفضل في ما يتم الآن، وسنحقق سعادة المواطنين بالعمل لا بالكلام"، مؤكداً أنه يسعى إلى "شراكة وطنية حقيقية ترضي المصريين جميعاً، وتعمل على تهدئة الشباب واحتوائهم", مضيفا "سنختار مقاتلين لتحقيق اولوياتنا فى الامن والاستقرار، ولا اقصاء لاحد، فايدينا مفتوحة للجميع لبناء الوطن" بذات السياق، بدأ السيسي في ترتيب وإعداد أوراقه لتولي مهام منصبه، ووفق مصادر فإن السيسي يضع الآن اللمسات الأخيرة للانتهاء من التشكيل النهائي لفريقه الاستشاري الذي سيعاونه في إدارة شؤون الحكم، تمهيدًا لإدارة أهم حقبة من تاريخ مصر، كما يدرس آليات تنفيذه وترجمة برنامجه الانتخابي على أرض الواقع، مستعينًا بالأفكار والمقترحات التي تلقتها حملته من الشباب والأحزاب ومثقفي الدولة طيلة الفترة الماضية. إلغاء عفو مرسي وفيما تتواصل الاحتفالات العارمة في مصر، بفوز المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، بمنصب الرئاسة السابع، أصدر الرئيس المصري المؤقت، المستشار عدلي منصور، قراراً جمهورياً بإلغاء عفو الرئيس السابق محمد مرسي، عن بعض المدانين في جرائم إرهابية. وحمل القرار الذي صدر الخميس، إلغاء القرارات الرئاسية أرقام 57 و58 و75 و122 و218 لسنة 2012 و36 لسنة 2013 فيما تضمنته من العفو عن العقوبة بالنسبة لاثنين وخمسين شخصا إبان حكم الرئيس المعزول مرسي، كما تضمن أيضاً استبدال العفو في عقوبة الإعدام بالسجن المؤبد، وعددهم أربعة أشخاص على أن تنزل المدة الزمنية ما بين تاريخ صدور قرار العفو حتى تاريخ هذا القرار من مدة العقوبة المحكوم بها. تواصل الاحتفالات وفي ميدان التحرير بوسط العاصمة، واصل أمس الآلاف من محبي ومؤيدي السيسي، لليوم الثاني على التوالي، توافدهم على الميدان، للاحتفال بفوزه، رافعين صور وأعلام مصر، مرددين الهتافات الوطنية المؤيدة للجيش والشرطة، كما تم إطلاق الألعاب النارية والشماريخ في سماء الميدان؛ إيذانا ببدء عصر جديد ومشرق من أزهى عصور مصر، في مشهد كرنفالي بديع. أما في مسقط رأس المشير السيسي، احتفل أهالي منطقة الجمالية بالقاهرة بفوزه، على أنغام الأغاني الشعبية وقاموا بالرقص عليها، كما أحضر عدد من أهالي المنطقة الفرق التنكرية «البغبغانات» لتقديم العروض الترفيهية، إضافة إلى الرقص بالجمال على الأغاني الوطنية. صباحي يعترف بالخسارة من جهته، اعترف الخاسر حمدين صباحي بخسارته في انتخابات الرئاسة رافضاً تعيينه في أي منصب في الفترة المقبلة قائلًا: «ولن نكون شركاء في أي سلطة تنفيذية»، وقال في مؤتمر صحفي، مساء الخميس: «اعتز أنني مع شركاء وحملة متفانية أفخر بها، قدمنا فرصة الاختيار لشعب قادر على الاختيار، والآن أتت اللحظة التي أقول فيها لشعبنا العظيم إنني احترم اختياره، وأقر بخسارتي في هذه الانتخابات». وقال: «ناضلنا لكي تكون الانتخابات أكثر عدالة وأقل انحيازًا، ولا نستطيع إعطاء أي تصديق لنسبة المشاركة في الانتخابات»، ولفت إلى أن الأرقام المعلنة حول نسبة المشاركة في الانتخابات إهانة لذكاء المصريين. واختتم: «أعتقد أننا كسبنا احترام شعبنا، وراضون باختيار الشعب، ومؤشرات التصويت ظهرت، وأنا مؤمن أن مصر بامتياز وطن التعدد والتنوع والوحدة». طعن على التجاوزات ورغم أن صباحي اعترف بخسارته إلا أن مستشار حملته القانوني طارق نجيدة، أعلن أن الحملة ستتقدم بطعون على ما وصفه ب«العوار» الذي شاب الانتخابات، زاعمًا أنه لم يكن هناك داع للتجاوزات التي حدثت، خاصة أن النتيجة كانت متوقعة بفوز السيسي. تفنيد للشكوك واعتبر مراقبون أن اعتراف حمدين بخسارته، يفند كل المزاعم التي تشكك في نزاهة الانتخابات، كما يخرس ألسنة الإخوان الذين روجوا أن ثمة تزويرا قد شاب العرس الديمقراطي، الأمر الذي يؤكد شرعية ثورة 30 يوينو، لكنهم في الوقت نفسه عابوا على حمدين أنه تحدث عن انتهاكات شابت الانتخابات ولم يذكر أي شواهد منها، كما تطرق إلى الطعن على هذه التجاوزات التي لم يعلنها. حمدين يغير الشعار وعقب الهزيمة الثقيلة التي مُني بها صباحي في المارثون الرئاسي سارعت حملته بتغيير شعار حملتها من «هنكمل حلمنا.. حمدين رئيسا لمصر»، إلى شعار «هنكمل حلمنا.. المستقبل لنا»، إلا أن مصدرًا بالحملة أكد ل(اليوم) أن الحملة انتهى نشاطها رسميًا ولم يعد لها دور، وسواء تم تغير الشعار أو لا، فلا طائل من ذلك. نزاهة الانتخابات إلى ذلك، أشادت منظمات حقوقية محلية ودولية بنزاهة الانتخابات الرئاسية، إذ قال تقرير صادر عن مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية بمصر: إن الانتخابات الرئاسية «اتسمت بقدر عال من الشفافية والنزاهة، وبنسب مشاركة كبيرة، خاصة من النساء»، وأكد التقرير أن الإقبال كان هائلاً، كما اختفى الحشد العشوائي الذي كانت تتبعه جماعة الإخوان خلال الاستحقاقات الانتخابية السابقة، من خلال الرشاوي الانتخابية. وعلى صعيد المنظمات الدولية أشاد رئيس البعثة الأوروبية لمتابعة الانتخابات ماريو ديفيد بنزاهة الانتخابات، مؤكدًا أنها تمت في إطار القانون واحترامه ومرت بشكل نزيه وهادئ دون وجود أي مشكلات تؤثر على سيرها، معتبرًا إياها خطوة جيدة، سوف تقود مصر إلى الانتخابات البرلمانية، وكذلك أشادت بعثة جامعة الدول العربية بالانتخابات واعتبرتها نزيهة. بيت المقدس تتوعد وفي إطار إفساد فرحة المصريين بفوز السيسي بالرئاسة، توعدت أمس جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية حكم المشير السيسي، وتساءلت من خلال حساب منسوب لها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «هل سيكمل السيسى حتى يحكم مصر وإذا حكم هل سيستمر إنها معركة فاصلة بين الإيمان والكفر، وأخيرا للطواغيت تصبحون على فاجعة في عقر داركم بعون الله». بيد أن المدير الأسبق لمركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة اللواء علاء عز الدين قال ل(اليوم): إن هذه التصريحات لا تعدو كونها «فزاعات»، ولفت إلى أن أنصار بيت المقدس الإرهابية في حالة فزع الآن، إذ جن جنونها بعد فوز السيسي، لأنهم يعلمون أن فوزه يعني اختفاءهم من سيناء نهائيًا، وأن عمليات التطهير لن تتوقف حتى القضاء على دابرهم نهائيًا. مبارك بالبدلة الزرقاء قضائيًا، يظهر اليوم السبت، ولأول مرة منذ ثورة 25 يناير، الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونجلاه جمال وعلاء بالبدلة الزرقاء -عقب صدور حكم محكمة الجنايات بمعاقبته بالسجن المشدد 3 سنوات ونجليه 4 سنوات في القضية المعروفة إعلاميا ب«القصور الرئاسية» -، في قضية محاكمته بقتل المتظاهرين السلميين خلال أحداث ثورة 25 يناير والمعروفة إعلامياً ب«محاكمة القرن»، والمتهم فيها هو ونجلاه جمال وعلاء ووزير داخليه حبيب العادلي، و6 من مساعديه. ومن المقرر أن تستأنف محكمة جنايات شمال القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، استكمال سماع مرافعة دفاع مساعد وزير الداخلية الأسبق والمتهم الثامن اللواء حسن عبدالرحمن.
