فيما أعلنت فرنسا أنها تملك «بعض العناصر» التي تفيد استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية في شمال غرب البلاد على مقربة من الحدود اللبنانية. قال المركز الإعلامي في القلمون: إن قوات الأسد وبعد استكمالها السيطرة على خط يبرود-رنكوس تحاول فتح طريق عسكري من مستودعات دنحا باتجاه بلدة النبي شيت اللبنانية، وتواصلت العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من سوريا. وتهدف محاولة النظام الأسدي لتأمين الأسلحة النوعية الموجودة داخل تلك المستودعات باتجاه معقل حزب الله اللبناني عبر حرف وادي الهوى الموجود على أطراف قرية طفيل اللبنانية. إلى ذلك أفادت شبكة «سوريا مباشر» بوقوع اشتباكات بين مسلحي العشائر وتنظيم «دولة العراق والشام» (داعش) بمحيط بلدتي مركدة والشدادي بريف الحسكة. وقبل الحسكة، قررت عشائر في دير الزور اتخاذ خطوات لحظر التعامل مع «داعش» بعد سيطرته على مدن وبلدات في ريف دير الزور الشمالي. ومن بين ما تقرر إهدار دم المتعاملين مع التنظيم، وحشد آلاف المقاتلين لمواجهة هجماته المتوقعة على قرى ومدن محافظة دير الزور انطلاقًا من المناطق التي سيطر عليها قرب ناحية الصور وبلدة مركدة. يذكر أن بيان عشائر دير الزور اعتبر أن «داعش» طعن ظهر الثوار في المناطق التي يسيطرون عليها، وخاصة مركدة بإيعاز من النظام لتخفيف الضغط عنه في جبهات دير الزور. كما استنكر البيان شروط «داعش» التي يفرضها على من يريد التوقف عن قتالهم، ومنها تسليم السلاح وعدم مقاتلة النظام في أي جبهة من الجبهات إلا بإذن «داعش». وبانضمام عشائر دير الزور لقتال «داعش» توسعت دائرة المعارضين لهذا التنظيم كجبهة النصرة والأكراد والجيش الحر وحتى القاعدة التي تصاعد التلاسن بينها وبين «داعش» هذه الأيام. استخدام الكيماوي من جهته أعلن الرئيس فرنسوا هولاند أمس في مقابلة مع إذاعة «أوروبا1» أن فرنسا تملك «بعض العناصر» التي تفيد استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية في شمال غرب البلاد على مقربة من الحدود اللبنانية، ولكن من دون أن تملك «أدلة» على هذا الأمر. وردًا على سؤال صحافي عما إذا كان نظام الرئيس بشار الاسد لا يزال يستخدم أسلحة كيميائية، قال هولاند: «لدينا بعض العناصر (حول هذا الأمر)، ولكنني لا أملك الأدلة ما يعني أنه لا يمكنني تقديمها». وأضاف «ما أعلمه أن هذا النظام أثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها، وفي الوقت نفسه رفضه أي انتقال سياسي». من جانبه قال وزير الخارجية لوران فابيوس: «وردتنا مؤشرات ينبغي التثبت منها تفيد بوقوع هجمات كيميائية مؤخرًا». وأوضح أن هذه الهجمات «أقل أهمية بكثير من الهجمات التي وقعت في دمشق قبل بضعة أشهر، لكنها هجمات فتاكة للغاية وموضعية في شمال غرب البلاد على مقربة من لبنان». وقال مصدر فرنسي قريب من الملف لوكالة فرانس برس: إن «التقارير» حول هذه المعلومات «نابعة من عدة مصادر من بينها المعارضة السورية». وتابع هولاند في المقابلة إن «فرنسا تسعى إلى أن تستعيد سوريا الحرية والديموقراطية. أردنا أن يتم تدمير الأسلحة الكيميائية، ونبذل كل ما هو ممكن للسماح ب(إجراء) مفاوضات لإفساح المجال أمام انتقال سياسي». اشتباكات وغارات ميدانيًا قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية امس الأحد: إن عددًا من القتلى والجرحى سقطوا بقصف على مدينة جيرود بمنطقة القلمون في ريف دمشق، ويأتي ذلك في الوقت الذي يزور فيه الرئيس السوري بشار الأسد بلدة معلولا بمناسبة عيد الفصح. وأوضح المصدر ذاته أن عدد القتلى بلغ ستة على الأقل، وذلك جراء قصف قوات النظام سوقًا للخضار غالبًا ما يشهد ازدحامًا بجيرود. وفي المقابل قال اتحاد التنسيقيات: إن مقاتلي الجيش السوري الحر نسفوا مبنى كانت تتحصن به قوات النظام في جبهة المليحة، وسط قصف على مدينة داريا بريف دمشق. وفي دمشق استهدفت قذائف الهاون عددًا من أحياء العاصمة ومناطقها، حيث أدى قصف ساحة العرنوس إلى مقتل أب وطفليه جراء سقوط قذيفتي هاون، وفقًا لسوريا مباشر. وذكرت سوريا مباشر أيضًا أن ثمانية جرحوا جراء سقوط قذيفة هاون على سوق الصالحية وسط العاصمة، بالتزامن مع سقوط قذائف هاون أيضًا في محيط ساحة السبع بحرات، وفي محيط فندق بشارع الحمرا. معارك حمص وفي حمص أفاد ناشطون سوريون من داخل أحياء حمص المحاصرة عن استمرار المعارك في حي جب الجندلي الذي دخلته قوات المعارضة السبت، وسيطرت فيه على كميات من الأسلحة والطعام. وقال الناشطون: إن قوات المعارضة المحاصرة داخل حمص ستستمر في معاركها في الأحياء التي تخضع لسيطرة النظام طالما أن قوات النظام تقصف الأحياء المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة. وفي ريف حمص ذكر ناشطون أن اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات الأسد في محيط قرية جبورين أسفرت عن مقتل أربعة عناصر من النظام، وسط استهداف عناصر تابعة للجبهة الإسلامية بالهاون مقار قوات النظام في القرية ذاتها. قصف بحماة وفي حماة قصفت قوات النظام بلدة مورك بريف حماة تمهيدًا لاقتحامها، بعد أن سيطرت عليها قوات المعارضة منذ عدة أشهر. وأفاد الناشطون أن مقاتلي المعارضة صدوا هجومًا لرتل عسكري مؤلف من دبابات ومدافع حاول اقتحام البلدة التي تعتبر استراتيجية لموقعها على الطريق الدولي بين حماة وإدلب وحلب. وذكر مركز صدى الإعلامي أن هذ العملية أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من قوات النظام خلال محاولتهم اقتحام مورك. وفي حلب قالت سوريا مباشر: إن عددًا من التابعين للجيش النظامي قتلوا إثر الاشتباكات مع مقاتلي الغرفة المشتركة لأهل الشام في محيط مباني المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء بحلب. الأسد في معلولا على صعيد آخر زار الرئيس السوري بشار الأسد بمناسبة عيد الفصح أمس بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في شمال دمشق، والتي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل نحو أسبوع. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية خبرًا بثه التلفزيون السوري، قال فيه: «في يوم قيامة السيد المسيح ومن قلب معلولا، الرئيس الأسد يتمنى فصحًا مباركًا لجميع السوريين وعودة السلام والأمن والمحبة إلى ربوع سوريا كافة». ولم يبث التلفزيون مشاهد لهذه الزيارة، مضيفًا أن الأسد تفقد أضرارا لحقت بأحد أديرة البلدة. إصابة تركيين إلى ذلك أصيب مدنيان بجروح امس في جنوبتركيا بسقوط قذيفة مصدرها الأراضي السورية، بحسب ما نقلت وكالة دوغان التركية. وقالت الوكالة: إن الحادث وقع في منطقة ريفية بمدينة يايلاداغي الصغيرة التي تقع على مسافة قريبة من الحدود السورية، موضحة أن القذيفة سقطت قرب جرار زراعي وأدت إلى إصابة اثنين من السكان. وعمومًا ترد المدفعية التركية على سقوط قذائف داخل الاراضي التركية جراء النزاع المستمر في سوريا. وفي 23 مارس أسقط الطيران التركي مقاتلة سورية اتهمت بانتهاك الأجواء التركية. الصحفيون الفرنسيون واستقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس اربعة صحفيين فرنسيين احتجزوا كرهائن في سوريا لأكثر من عشرة أشهر إلى فرنسا أمس. وابتسم الصحفيون نيكولا انين وبيير توريس وادوار الياس وديدييه فرانسوا بعد هبوطهم من طائرة هليكوبتر عسكرية في قاعدة فيلاكوبلاي الجوية جنوب غربي باريس. وقال فرانسوا المراسل المخضرم في إذاعة (أوروبا1) في كلمة مرتجلة ألقاها بينما وقف إلى جواره الصحفيون الآخرون وهولاند: «بالتأكيد تشعر بسعادة غامرة وراحة كبيرة عندما تكون حرًا تحت السماء التي لم نرها لفترة طويلة جدًا.. أن تتنفس الهواء المنعش وتمشي بحرية». وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي كان في استقبال الصحفيين لقناة (إي تيليه): إن فرنسا لم تدفع فدية لكن سرية الإجراءات تمنعه من الإدلاء بالكثير من التفاصيل بشأن احتجازهم وإطلاق سراحهم. وأضاف: «فرنسا لا تتخلى أبدًا عن أبنائها.. لا نكون متأكدين أبدًا من أننا سنستعيد رهائننا». وأعلن الصحافي الفرنسي نيكولا اينان وهو أحد الصحافيين الفرنسيين الاربعة الذين خطفوا في سوريا لمدة عشرة أشهر أنه فر لمدة ثلاثة أيام بعد خطفه في 22 يونيو وأن خاطفيه تمكنوا من استعادته. وقال في مقابلة مع محطة التلفزيون الفرنسية «فرانس24»: «واجهت الخطر الرئيسي خلال الايام الثلاثة بعد خطفي؛ لأني هربت وأمضيت ليلة في الريف السوري قبل أن يتمكن الخاطفون من اعتقالي مجددًا». وقد أطلق سراح اينان والصحافيين الثلاثة الآخرين: ديدييه فرنسوا والمصور ادوار الياس وبيار توريس المصور المستقل ليل الجمعة السبت. وأضاف مراسل مجلة لوبوان: «بالإجمال، مررت على عشرة أماكن خلال عملية الخطف.. كنت معظم الوقت مع أشخاص آخرين، خصوصًا بيار توريس الذي انضم إليّ سريعًا. كنت اتنقل من مكان إلى آخر خلال عملية الخطف». وأشار إلى أن خاطفيه كانوا «مجموعة تقول: إنها حركة جهادية». وبالنسبة للساعات الأخيرة لعملية الاعتقال، قال: «عادة لم يقدم لنا الطعام بشكل جيد، وقدم حراس إلى زنزانتنا وقدموا لنا طعامًا خارجًا عن المألوف، ثم سألونا: إذا ما كنا نريد المزيد من الأكل، وهذا الامر لم يحصل أبدًا». وأضاف: «عندها قلت: هناك شيء ما»، ولم يكن لدينا الوقت لتناول الطعام لأنهم جاؤوا على الفور، وقالوا: لنا سوف نتوجه إلى الحدود».