عزيزي رئيس التحرير تعليقا على خبر (اليوم) في العدد 11466 ليوم الجمعة 22 9 1425ه والذي افاد عن قيام مدير احدى مدارس حفر الباطن مؤخرا باصدار قرار يقضي بطرد وفصل احد الطلاب الدارسين بالصف الثاني شرعي بعد العثور عليه وهو يمارس التدخين في حمامات تلك المدرسة خلال شهر رمضان المبارك, اسمحوا لي أن أبدي ملاحظاتي على مثل هذا الخبر والذي يدمى له القلب. الا يوجد اسلوب آخر غير الفصل كي نعاقب به هذا الطالب؟ بالرغم من سوء ما فعله الطالب, نحن لا نعيش في مجتمع ملائكي لا يخطئ فيه أحد فنحن جميعا نعلم ان مثل هذا التصرف حدث ويحدث وسيستمر في الحدوث بين الشباب لاننا بشر, ألم يكن الاجدر قيام مدير المدرسة بمعاقبة الطالب أمام زملائه أو تحويل الطالب للمحكمة ليأخذ جزاءه الشرعي ثم يعود بعدها الى مدرسته لأن الهدف من عقابنا له هو تعليمه واصلاحه, والعقاب أحد الاساليب التعليمية. اما الفصل فلا يحل المشكلة بل يعقد المشكلة، فبفصل هذا الطالب او غيره نحن بكل بساطة نقذف به الى المجهول ومتاهات طرقه, والادمان والمخدرات قد تكون احد طرق هذا المجهول, هل يمكن لأي عاقل ان يفترض ان هذا الطالب سيترك المدرسة اليوم ويجد غدا عملا يقضي فيه يومه ويستغل فيه طاقته وخاصة أن شهادة الثاني ثانوي ليس لها اليوم قيمة تذكر, اذا كانت الاجابة بالنفي فأين اذا سيذهب؟ ان أمر فصل اي طالب يجب ان يتعامل معه بكل حرص لخطورته, ففصل الطالب ليس حلا لأي مشكلة وخصوصا ان بعض الطلاب مع الاسف قد لا يدرك معنى فصله من المدرسة ما يعني ذلك بالنسبة لمستقبله وحياته كلها, ان الحل ان يحول الطالب الى الشرطة او القضاء في حال ارتكابه أي مخالفة لنحقق بذلك فائدتين أولاهما الابتعاد عن حل فصل الطالب الذي هو في حد ذاته مشكلة, والثاني هو بناء مفهوم احترام القانون في نفس الطالب ليعلم ان هناك قانونا في البلد يحكم تعامله وتصرفاته مع الآخرين. @@ م. حسين سالم آل سنان جامعة الملك فهد