مهدي يتمنى قضاء رمضان مع أسرته

جاء صوته مخنوقا يزفر العبرات وهو يحكي قصته، قال: والله الذي دفعني اليكم ذل الحاجة والدين الذي يقهر الرجال.. وقال:
اخي العزيز انني مواطن سعودي قد سجلت في السلك العسكري برتبة جندي وتدرجت في الرتب حتى وصلت الى رتبة رقيب فني وامضيت في العسكرية مدة خمسة عشر عاما وثلاثة اشهر وكان والدي طوال مدة خدمتي العسكرية يعاني بعض الامراض وفي عام 1415ه, اصيب بجلطة دماغية ومن ثم ادخل المستشفى وقد امضى في المستشفى مدة طويلة مما اضطرني الى التغيب عن عملي للبقاء معه وطلب مني ان انقله الى مسقط رأسه في مدينة نجران ولم استطع الرجوع الى عملي لان والدي كان مريضا حتى وافته المنية في عام 1416ه وطلبت مني والدتي ان ابقى انا واولادي معها وهي عجوز طاعنة في السن وتبلغ من العمر واحدا وتسعين عاما ومن باب البر بالوالدين جلست انا وعائلتي المكونة من زوجتي وستة اطفال اربع بنات وولدين مع والدتي التي تعيش في منطقة نجران في محافظة حبونا قرية الجفة في بيت شعبي قديم مكون من غرفتين سقفهما من الخشب المهترىء الذي واقسم بالله العظيم اني اتوقع سقوطه في اي لحظة فوالدتي تسكن في غرفة وانا وعائلتي نسكن في الغرفة الثانية وقد كنت ميسور الحال قبل ان افصل من عملي واواجه ضغوط الحياة الصعبة فقد فصلت في عام 1417ه ومنذ ذلك الحين وانا احاول ان اتحامل على نفسي وان اقوم باعالة عائلتي الكبيرة فأطفالي خمسة منهم يدرسون والتي تحتاج الى عناية خاصة وانا لست موظفا ولا يوجد لدي اي دخل وحتى سيارتي التي كانت معي بعتها ولكن زادت ظروفي تعقيدا بعد بيع السيارة وحاولت ان اجد وظيفة بالقرب من والدتي ومن عائلتي ولكن دون جدوى وحتى المتطلبات البسيطة لم استطع توفيرها وقد تمنيت الموت اكثر من مرة ولكن حتى الموت لم يتيسر فهو اقرب الى واقعي الحالي من الحياة المرة التي اعيشها وتعيشها اسرتي فقد ضاقت بي الدنيا بما رحبت بعدما حاولت ان اجد وظيفة في نجران فقلت سوف اتوجه الى المنطقة الشرقية عسى ان يحالفني الحظ بأن اجد وظيفة وخرجت من بيتي يوم عيد الاضحى لعام 1424ه والى يومنا هذا لم اعد اليه وسعيت بكل الوسائل وانا الآن اصبحت في وضع لا احسد عليه فعائلتي تعاني غيابي وانا اعاني ظروف الحياة التي لم اجد لها حلا ولا ادري ما مصير اطفالي ووالدتي وزوجتي علما بان والدتي تحتاج الى عناية خاصة نظرا لتقدمها في السن واطفالي يعانون بعدي عنهم فانا انقطعت بي السبل مع العلم باني احمل تسع شهادات ولدي من المهارات ما يؤهلني للعمل كل ما اتمناه ان اجتمع مع عائلتي في شهر رمضان فهل هذا كثير على اهل الخير.