لا يكاد يوم يمر دون وقوع حادث مروري فردي أو جماعي، في المدن أو في القرى وعلى جنبات الطرق العامة والسريعة .. هذه الحوادث ذات عواقب وخيمة ومعظمها حوادث مرورية مروعة . آخر الإحصاءات أوردت أن أكثر من ربع مليون حادث مروري يقع سنويا في المملكة تخلف وراءها نحو 4 آلاف قتيل وأكثر من 30 ألف إصابة معظمها اعاقات مستديمة . الاسعاف يعمل على انقاذ ما يمكن إنقاذه لذا نراه يخترق الطرق كالقذيفة لإنقاذ حياة انسان يصارع الموت .. ورغم مهمته الإنسانية والهامة إلا أن هناك من لا يأبه لصافرات الاسعاف الانذارية ويسير الهوينى وسط الطريق كأنه في جزيرة معزولة كما أن اكتظاظ الطرق بالسيارات يحول عادة من مهمة الاسعاف وقد تزهق أرواح في تلك الأثناء. فما الحل الأمثل حتى تعبر سيارات الأسعاف من مكان الحادث إلى الطوارىء بالمستشفيات ؟ هذه محاولات لإيجاد مخرج للمسعفين. المهندس علي النحوي مهندس طرق بأرامكو السعودية أشار إلى ضرورة مراعاة تنفيذ طرق خاصة لسيارات الطوارىء والإسعاف خاصة في المدن الرئيسية التي يجب أن تراعي إنشاء طرق خاصة تسمى "خدماتية" لأنها تحمل أهمية خاصة تتمثل في إنقاذ المصابين ومنع حدوث مضاعفات لهم. ويؤكد الدكتور عبد الهادي العلوان مدير قسم الطوارئ في مستشفى ابن جلوي في المبرز أن الدقائق الأولى للمصاب في أي حادث تلعب دوراً مهماً.. فالمصابون يحتاجون أن يصلوا إلى الطوارئ دون معوقات مثل الزحمة التي نراها يوميا في المدن إلى جانب عدم تقدير البعض لأهمية سيارات الطوارئ ويضيف زميله الدكتور أنور أن بعض الدول المتقدمة تضع الأولوية لمرور سيارات الإسعاف والجميع هناك متفهمون وواعون. ويشير المواطن عدنان الرشيد إلى أن هناك نسبة من المضاعفات تواجه المصابين بسبب الازدحام في حركة السير مع عدم توافر طرق خاصة لسيارات الطوارئ ومنها سيارات الإسعاف. ويتمنى خالد المطيري أن توجد طرق خاصة داخل المدن الرئيسية. ويقول الدكتور فهمي الطهطاوي اختصاصي جراحة باطنية أن هناك نسبة من الوفيات تحدث بسبب سوء النقل والأداء خاصة وأن بعض الإصابات لا يمكن التنبؤ بها مثل إصابات الأوعية الدموية الخارجية وإصابات الرقبة والقطع وغيرها من الإصابات التي لا تتحمل التأخير الذي قد يؤدي للوفاة. ويقول الداعية الشيخ عادل العبد القادر: مطلوب من المواطنين معرفة أهمية ومهمة سيارات الطوارئ والتعامل معها في ظروف ومهمة الإنقاذ السريع وإفساح المجال في عبور الطريق لسيارات الإسعاف كما ينبغي من وزارة الثقافة والإعلام والخطباء في المساجد وإدارة التربية والتعليم توعية وتنمية الذوق العام بالمشاركة في إقامة الندوات والمحاضرات الداعمة لإفساح الطريق لسيارات الإسعاف،وهذا عمل إنساني يجب احترامه. ويرى مدير المرور في الاحساء الرائد سليمان الزكري ان وظيفة المسعف هي عملية انسانية بحتة فيجب التعاون مع سيارات الاسعاف خاصة وانها لا تظهر الا في الحالات النادرة ومن في داخلها بأمس الحاجة للوصول بسرعة وعلى الجميع تفهم هذه المهمة الانسانية والتقيد بتعليمات المرور وانظمته وقواعده وادابه ليساعد على حل الاختناق المروري امام سيارات الاسعاف (الطوارئ). ويطالب كل من احمد العيسى ومحمد الدوسري وناصر الحمودي ادارة النقل والبلدية بالتعاون في ايجاد طرق خاصة لا يستخدمها الا سيارات الطوارئ , كما أوضح ان الكثير من الاحراجات تقع لسائقي سيارات الاسعاف وسط المدن والقرى بسبب عدم توفر هذه الطرق الخاصة. ويحكى المعلم فالح الهاجري أنه قد شاهد بام عينيه معاناة مريضة كانت منقولة بسيارة الاسعاف ظلت حبيسة حينما جاء القطار صدفة ليغلق الشارع المؤدي الى احدى المناطق حيث مكثت المرأة في سيارة الاسعاف مدة 10 دقائق واعتبر أن تقاطع القطار يعتبر عائقا في طريق الكثير من المهمات الصعبة في الاحساء. مستعدة لتقديم الاسعافات للمصابين