افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة امس ورشة العمل الخاصة باستراتيجية قطاع الآثار والمتاحف بالمملكة العربية السعودية والخطة التنفيذية الخمسية للقطاع التى نظمتها الهيئة العليا للسياحة في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتننتال بحضور أصحاب السمو والمعالى ومسئولى القطاعات المشاركة. وقد ألقى سمو الامين العام كلمة في حفل الافتتاح أشاد فيها باهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بالحفاظ على الاثاروالتراث العمرانى في المملكة مؤكدا سموه أن المملكة دولة غنية بتراثها الحضارى والتاريخى حيث تعاقبت عليها الحضارات وطرق التجارة والحضارة على الجزيرة العربية عبر الزمن لكونها مهد الاسلام وموطن الحرمين الشريفين مما يعطي المملكة خصوصية دينية وحضارية بالغة الاهمية.. مؤكدا كذلك في الوقت نفسه أهمية العناية بالارث الحضارى والثقافي والتراثى الذى تزخر وتفخر به البلاد. وشدد سمو الامير سلطان بن سلمان على أهمية المنظور الشرعى والوعاء الثقافي والشمولية التنفيذية التى ستبنى على أساسها الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع الاثار والمتاحف. وأشار سموه الى أن الهيئة سوف تعرض خلال الشهرين المقبلين استراتيجية قطاع الاثار والمتاحف بالمملكة على مجلس ادارة الهيئة بقرارها مفيدا سموه بان الورشة تعد حلقة ضمن سلسلة حلقات مترابطة من فعاليات تتبناها الهيئة لتفعيل الشركة الفاعلة مع جميع الاطراف واستيعاب وجهات النظر والافكار البناءة في سبيل تطوير هذا الجانب الهام من الثروة الوطنية. واستعرض سمو الامين العام للهيئة العليا للسياحة رؤية ضم قطاع الاثار والمتاحف الى الهيئة بهدف تحقيق التكامل بين الاثار والسياحة بما يدعم المهام المناطة بكليهما موضحا سموه أن عملية الضم تهدف لتحديث قطاع الاثار والمتاحف بالاعتماد على منظور استراتيجى مبني على أفضل التجارب المعرفية والتطبيقية العالمية وتنمية الموارد البشرية في قطاع الاثار والمتاحف وتطوير اداء القطاع في مجالات الحماية والمحافظة والبحث العلمي وعرض موقع التراث الثقافي وادارتها وتطوير دور القطاع الخاص والاستثمار اضافة الى استفادة السياحة من الاثار والمتاحف في تطوير السياحة الثقافية. وأشار سموه في عرض الآلية المقترحة لتحقيق أهداف الضم والتي تشمل تفعيل قرار الدولة الصادر بتاريخ 28 صفر 1425ه بضم قطاع الاثار والمتاحف الى الهيئة العليا للسياحة وتطوير البنية التحتية للاثار والمتاحف وفق التوجه الجديد والعمل وفق مشاريع مترابطة ومتكاملة تعنى بجميع الجوانب التراثية والاثرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك تطوير البحث العلمى وأساليب المحافظة والحماية وتطوير اساليب الترميم والصيانة والتوظيف للاثار والتراث العمرانى واعطاء الاولوية للمشاريع المشتركة مع السياحة مع الوفاء بمتطلبات النشاطات الخاصة بقطاع الاثار. وبين أن آلية التنفيذ تتمثل في تحسين أداء قطاع الاثار والمتاحف وذلك في اعادة هيكلته وتطوير قدراته ووضع استراتيجية طويلة المدى مرتبطة بمرحلة تنفيذية مدتها خمس سنوات (مرحلة التطوير). بعد ذلك قدم نائب الامين العام للتخطيط والتنظيم الدكتور سلمان السديرى عرضا عن استراتيجية تنمية السياحة في المملكة فيما قدم الدكتور على الغبان مستشار الامين العام للثقافة والتراث مدير مشروع استراتيجية الاثار والمتاحف تعريفا بموضوع ورشة العمل. وقد بحثت الورشة التى تم تقسيمها الى 6 مجموعات وحضرها 114 من المسئولين والمشاركين من القطاعين العام والخاص قضايا البناء المؤسسي بما فيها الانظمة والشراكة والبحث العلمى والاثرى وتطوير المتاحف ودورها التربوى اضافة الى التنمية والعرض السياحى والتراث العمرانى والتوعية والتسويق والاستثمار. وناقشت المجموعة الاولى التى رأسها سمو الامين العام للهيئة (رؤية قطاع الاثار والمتاحف) بمختلف جوانبها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية بهدف الوصول الى رؤية واضحة ومحددة لقطاع الاثار والمتاحف كما بحثت تطلعات الدولة والمجتمع في القطاع والدوات التنفيذية التى تحقق النجاح من خلال الانظمة والموارد البشرية والمالية. وتطرقت المجموعة الثانية من الورشة الى الشراكة بين الجهات الحكومة من خلال ايجاد اليات مناسبة بين الشركاء للمحافظة على الاثار وحمايتها وتطوير المتاحف وتحديد الادوار والمسئوليات والممكنات كما بحثت المجموعة التعليم والتدريب والتوعية وتنمية البنية الاساسية. أما المجموعة الثالثة فقد عنيت بمناقشة البحث العلمى من خلال وضع أطر عامة للارتقاء بالبحث العلمى وأوعية النشر في قطاع الثار والمتاحف ومجالات التعاون مع المؤسسات العلمية كما بحثت الورشة المسح والتنقيب والتوثيق والتسجيل والنشر العلمى اضافة الى التدريب والابتعاث والتعاون مع المؤسسات العلمية في الداخل والخارج. وأكدت المجموعة الرابعة من الورشة اهمية تطوير المتاحف في المملكة واقترحت المجموعة اليات فاعلة للنهوض بمسيرة العمل المتحفي وتطويره بما يتوافق مع دوره التنموى والثقافي والسياحى وتناولت المجموعة انشاء المتاحف والتوعية بأهميتها والاستثمار في مجال المتاحف وادارتها والبرامج المتحفية اضافة الى المشاركة المحلية والدولية وتأهيل الكوادر في مجال المتاحف. وخرجت المجموعة الخامسة برؤية للحفاظ على التراث العمرانى وتنمية واستثماره سياحيا وتناولت المجموعة التنظيم والتنمية السياحية في مواقع التراث العمرانى والادوار والمسئوليات من قبل الافراد والمجتمع المحلى ومؤسسات القطاعين العام والخاص والترميم والصيانة والتوظيف والاستثمار. أما المجموعة السادسة فقد ناقشت فرص الاستثمار ووسائل التسويق في مجال الاثار والمتاحف بما يساعد على تفعيل دور القطاع الخاص وتحقيق الموازنة بين المحافظة على الاثار واستثمارها. وتطرقت المجموعة للسوق المحلى والزوار المستهدفين والنمو المتوقع والاستثمار في الاثار والمتاحف ومتطلبات الاستثمار في مجال الاثار والمتاحف في المملكة ودول الخليج وكذلك منهجية الدخل العائد على الاستثمار ووسائل التسويق والموازنة بين المحافظة على الاثار واستثمارها. واقترحت المجموعة النسائية في محور (تطوير المتاحف) آليات فاعلة للنهوض بمسيرة العمل المتحفي وتطويره بما يتوافق مع دوره التنموي والثقافي والسياحي متناولة قضية الرؤية وقضية انشاء المتاحف وتطويرها والتوعية بأهميتها والاستثمار في مجال المتاحف اضافة الى الادارة والبرامج المتحفية وتأهيل الكوادر في مجال المتاحف. وقد ناقش المشاركون في نهاية الورشة تقارير المجموعات وبحثوا التوصات التى سوف تسهم في اعداد استراتيجية وخطة عمل قطاع الثار والمتاحف في المملكة العربية السعودية.