في الحقيقة لا اعرف كيف اصف مشاعر متضاربة عصفت بي وانا أرى هذا البرنامج.. مزيج من الغثيان.. والقرف.. ومن قبلها الغضب! ففي كل يوم تتفتق جعبة (احدهم) عن برنامج يريد به الشهرة.. او المجد واكتساح جمهور المشاهدين عبر تلك الصرعات الجديدة! وليتها برامج هادفة.. او معبرة كي تستقطب جمهور المشاهدين.. فقد اصبحت كالتيار الشديد.. أو كالعاصفة التي تجتاح معها كل القيم وتدمر في طريقها كل ما نحاول ان نبنيه في مخيلة ووجدان جيلنا الجديد من عادات وتقاليد تربينا عليها ومن قبلها موروثاتنا الدينية وقيمنا الاسلامية واصبحنا نتبع سنن من كان قبلنا وقريبا لو قالوا لنا ادخلوا جحر الضب لدخلناه معهم كصرعة جديدة! تلك التفاهات التي بدأت مع برامج الفقاعات (عالهوا سوا.. ستار اكاديمي).. ولن أتطرق لها حيث تشبعت الصحف والمنتديات بنقدها ولم يجد ذلك فمازالت في غيها سادرة! ولكنني سأتحدث قليلا عن ذلك البرنامج (الصرعة).. تحدي الخوف وهو لايمت الى تحدي الخوف بصلة.. بل علينا ان نقول تحدي القرف. البرنامج محطته دولة الارجنتين فلماذا؟ ربما للتقنية العالية التي يتمتعون بها في عالم الاثارة والصرعات. أليست هي دولة اجنبية؟ البرنامج ينادي الجميع ويركز كثيرا على الفتيات (لتحدي الخوف) باعتبارهن (خوافات) وللسفر حيث الاثارة في ذلك البلد وللمشاركة في ذلك البرنامج. وما المردود من ذلك؟ ان تتجشم عناء السفر هناك وتشارك الفريق في التعرض لمواقف مقرفة.. ومقززة. هل هي الشهرة ام المال فكلاهما لايعوض صحة الانسان وهو يلتهم (مخا) نيئا تتقاطر منه الدماء في العراء وعلى جذع شجرة وقبل كل شيء (تهش) عنه الذباب العالق على تلك الوليمة.. الفتيات بالطبع انسحبن لان المنظر مقزز.. اما الاشاوس من الفتيان فقد استمروا طمعا في الحصول على الجائزة! هل يضمن لكم هؤلاء عدم احتواء تلك (الامخاخ) المقززة على جراثيم واوبئة حيث انها نيئة..؟ وقام هؤلاء بالتهامها امام الجمهور بعد ان كادوا يتقيئون كل مافي جوفهم.. ورغم ذكر احدهم ان رائحتها نتنة اذن لماذا نفعل تلك الاشياء المخالفة للذوق وللفطرة البشرية ونغدو كحيوانات مسعورة تلهث خلف الشهرة والمال؟.. وننسى في خضم كل هذا صحتنا.. وكرامتنا البشرية؟ لننتقل الى الموقف الآخر وهو نزول المشارك الى (بالوعة) اكرمكم الله ليسبح كما رأيت في ماء المجاري.. ومن ثم ليصل الى المخرج حيث ان الطرق ملتوية ومتعرجة.. وعليه قطعها بسرعة والامات واختنق من تلك السموم.. فهل يعلم هؤلاء المشاركون والمسؤولون في تلك الجريمة عن فداحة ماقد يتعرض له هؤلاء من امراض واوبئة خطيرة في تلك المخلفات الآدمية.. وهم يسبحون طمعا في كل ماذكرت؟ اما الموقف الاخير فهو حين يقف المتسابق امام (قفص) الجائزة المليء بالعقارب السامة كي يخرج الاكياس المحتوية على الجوائز المالية.. ونجح احدهم في الحصول على مبلغ 20 الف ريال فقط لاغير جعلته (ينط) من الفرحة ليتها تنفعه حين يتعرض الى وباء ما.. جراء ما عاناه في تلك الرحلة المقززة. نشكر القائمين على تلك البرامج (الصرعة) لاستفزاز مشاعرنا النائمة منذ وقت طويل.. واستنفار جهود الكتاب للكتابة عن هذا الغثاء.. ولكن كما يقال ننفخ في قربة مقطوعة فلا يزال المسلسل المدمر لذوق اجيالنا مستمرا.. ألم يذكر الكتاب أنه مخطط عالمي لجر شبابنا الى الهاوية؟ اذن نلن تنقطع تلك البرامج!!