تحدثنا عن العقليات "الكلاسيكية" التي ترى في الوضع القائم، أي وضع قائم، بمثابة مكتسبات تستحق الاستماتة في الدفاع عنها، وان القادم لن يكون أفضل حتى وان لم تتعرف بعد على ملامح ذلك القادم، ومن ثم فان تلك العقليات ترى مثلا أن استمرار احتكار اتصالات للسوق المحلية هو الوضع الامثل. هؤلاء يرون أن الاحتكار مفيد للجميع بداية بالدولة ومرورا بالمساهمين، وصولا إلى القاعدة العريضة من المستخدمين. العقليات الكلاسيكية ترى انه ليس في الامكان أبدع مما كان وعلى الجميع أن يغلقوا أفواههم ويكفوا عن الدعوة لتحرير القطاع ويحمدوا الله على ما هم فيه من نعمة، ونحن نسألهم أي نعمة ولمن؟ففف لقد عاد تحرير قطاع الاتصالات بفوائد جمة على الأسواق الإقليمية المجاورة وشعر المستخدمون بفائدة أن تتعدد البدائل وان تتنافس أكثر من شركة عليهم، فقد أصبح بمقدور المستخدم أن يفاضل ويقارن ويختار. إنني اعتقد أن حرية الاختيار في حد ذاتها مطلب لا ينبغي التغاضي عنه أو التقليل من أهميته، والا فلتقولوا لي ماذا يمكن أن يفعل أي شخص لا يرضى عن خدمات اتصالات جودة وتسعيرا، لا سمح الله، !! وكيف يمكن أن يتصرف، اللهم إلا إذا كان البديل هو التوقف عن التعاطي مع خدمات الاتصالات ويتحول إلى وسائل الاتصال البدائية من إشعال النيران إلى الحمام الزاجل. إن اتصالات تجادل دائما بأنها الأفضل والأجود والأرخص ونحن نسألها بالمقارنة مع من؟فف وإذا كنتم الأفضل والأرخص ولديكم هذه الثقة الهائلة في أنفسكم فلماذا تخشون المنافسة؟!