حذر الرئيس الاميركي جورج بوش ليل الجمعة السبت اسرائيل من اتخاذ اي اجراء يمكن ان يعرقل اقامة دولة فلسطينية بينما اكد وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم انه يؤيد استئنافا فوريا للحوار بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال بوش في تصريحات للصحافيين في البيت الابيض ان "اسرائيل يجب ان تدرك ان عليها الا تتخذ قرارات تصعب اقامة دولة فلسطينية"، مؤكدا ان وجود "دولة فلسطينية من مصلحة اسرائيل ومن مصلحة الشعب الفلسطيني الذي يعيش معاناة". وردا على سؤال حول ما اذا كانت الادارة الاميركية تبنت موقفا اكثر تشددا حيال حليفتها اسرائيل، قال بوش "لم اغير رأيي" بشأن اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف دوامة العنف في المنطقة. وتابع انه يعتقد ان "ما يجب ان يحصل لاحلال السلام في الشرق الاوسط واقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام مع اسرائيل هو ان تحارب كل الاطراف الارهاب وتعمل على منع القلة من تخريب آمال الغالبية". واضاف ان الخطوة الثانية "بالنسبة للفلسطينيين هي ايجاد قيادة تملك ارادة رفض السياسة البالية القديمة وتقود الشعب الفلسطيني ليس فقط الى دولة ديموقراطية بل الى تسوية سلمية للخلافات ايضا. من جهته اكد شالوم الذي يقوم بزيارة لواشنطن، في ختام لقاء مع وزير الخارجية كولن باول ان اجتماعهما تناول "وسائل استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، معبرا عن تأييده لاستئناف هذه المفاوضات "فورا وبدون شروط مسبقة". من جهة اخرى، قال شالوم انه عرض لباول مشاريع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والمتمثلة في ازالة مستوطنات يهودية في اطار اجراءات "من جانب واحد"، مشيرا الى اننا ناقشنا قضايا عدة بما فيها خطط الحكومة ورئيس الوزراء الاسرائيلي". وتحدث شالوم بدون ان يذكر اي تفاصيل عن "برنامج ايجابي" يهدف الى تخفيف الضغط عن الحياة اليومية للفلسطينيين، موضحا انه يعتقد ان رئيس الوزراء "سيعلن خطته الجديدة الاسبوع المقبل". من جهتها، عبرت وزارة الخارجية الاميركية عن تأييدها لاجراءات تحفف من القيود المفروضة على السكان الفلسطينيين واكدت في الوقت نفسه من جديد معارضتها لفرض اجراءات تندرج في اطار تسوية نهائية للنزاع "من جانب واحد". وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان واشنطن "عارضت باستمرار اجراءات احادية الجانب يمكن ان تستبق" تسوية نهائية، الا انه اضاف ان هذا الموقف عام مؤكدا ان هذه المسألة "لم تناقش بالتحديد" في اللقاء بين شالوم وباول. وتابع باوتشر ان واشنطن تؤيد اي اجراء "يمكن ان يؤدي الى تحسين حياة الفلسطينيين العاديين"، ملمحا بذلك الى اجراءات لتسهيل تنقل الاشخاص اوالنشاط الاقتصادي، تطلب واشنطن من اسرائيل باستمرار اتخاذها. واضاف شالوم انه سيلتقي يوم غد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفلد ومستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس. وتأتي زيارة شالوم بعد ان استقبل باول ياسر عبد ربه ويوسي بيلين اللذين اعدا "مبادرة جنيف" الجمعة الماضي ثم الاستاذ الجامعي الفلسطيني سري نسيبة الذي اعد خطة ثانية للسلام اطلق عليها اسم "صوت الشعب". وعلى الرغم من التحذيرات التي اطلقتها الحكومة الاسرائيلية ضد هذه اللقاءات، امتنع شالوم عن توجيه اي انتقادات لباول مكتفيا بنقل تأكيد وزير الخارجية الاميركي ان "خارطة الطريق وحدها تبقى الوثيقة المرجعية للولايات المتحدة".