الأفراح تغمر شارع "الصحافة".. والأحزان في "التحلية"

في ليلة بكت فيها عروس البحر فرحا وحزنا

* تربع الاتحاد عميد الاندية السعودية على عرش كرة القدم السعودية عقب فوزه على منافسه التقليدي الاهلي في النهائي الدراماتيكي الذي جمعهما مساء الاربعاء الماضي على ملعب درة الملاعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض وانتهى لمصلحة الاتحاد بثلاثة اهداف مقابل هدفين.
* عودة الاتحاد للزعامة التي فقدها في الموسم المنصرم لم تكن مستغربة لاسيما في ظل الصداقة الحميمة التي تربطه بالكأس الغالية كأس خادم الحرمين الشريفين فاز بلقبها خمس مرات من جملة ثلاث عشرة بطولة ذهبت منها ثلاث للشباب ومثلها للهلال ومرتين للنصر واثبت هذا الفريق الذي يتفرد عن بقية الفرق بالروح العالية التي دائما ما تكون سلاحه ضد منافسيه انه لا يتأثر بالظروف والعراقيل التي تعترض طريقه ايا كان نوعها.
* على الرغم من الظروف الفنية التي مرت بالفريق هذا الموسم وتعاقب خمسة مدربين على قيادته وعدم توفيق الادارة المشرفة على كرة القدم في التعاقد مع لاعبين محترفين مؤثرين باستثناء الغيني ابو بكر كمارا الذي اثبت حضوره في الآونة الاخيرة الى جانب الاستقالة التي لوح بها رئيس النادي المهندس حسن جمجوم قبل فترة وجيزة الا ان لاعبيه الذين يطلق عليهم لقب النمور اكدوا بالدليل القاطع انهم بالفعل نمور لا يتأثرون بما يدور حولهم وان انتماءهم واخلاصهم لناديهم الذي اوصلهم للدولية والنجومية لا يضاهيه اي ثمن سوى معانقة الذهب واسعاد الجماهير الوفية التي تعتبر اللاعب رقم واحد.
* فوز الاتحاد بالكأس الغالية والاهم في المسابقات المحلية اعاد نبض الحياة لشارع الصحافة الذي يقع على جانبه الشرقي مقر النادي الذي توشح باللونين الاصفر والاسود في ليلة ستبقى عالقة في اذهان الاتحاديين كثيرا لاسيما وان البطولة تحققت بعد ضياع ست بطولات متتالية على مدار الموسم الماضي وحتى قبل نهاية الموسم الحالي الذي كان ختامه مسكا بالنسبة لعشاق الاتحاد الكيان الشامخ الذين انتظروا بفارغ الصبر صافرة النهاية للحكم معجب الدوسري التي ما ان اطلقها حتى انطلقوا لاشعوريا نحو ناديهم مطلقين العنان لابواق السيارات التي زينوها بشعار ناديهم.
* وبعد ان تجمهروا امام النادي وداخله تبادلوا قبلات النصر وانهمرت دموع الفرح التي مزجوها بترديد الاهازيج الاتحادية المعروفة مؤكدين ان فريقهم البطل سيبقى كذلك وسيكون على موعد مع المزيد من البطولات في الايام القليلة المقبلة.
* وفي الجانب الاهلاوي خيم الحزن والاسى على شارع التحلية الذي يقع على جانبه الجنوبي مقر النادي حيث غابت الجماهير عقب الخسارة امام المنافس التقليدي الاتحاد الذي حقق اللقب للمرة الثالثة امام فريقها الذي لم يكن سيئا في ليلة التتويج وقدم لاعبوه ما بوسعهم واستطاعوا مجاراة لاعبي الاتحاد رغم النقص العددي الذي تعرض له الفريق عقب طرد دينامو الوسط ابراهيم السويد بعد احتكاك مع محمد نور الى جانب الارهاق الكبير الذي عانوا منه بعد المجهود الكبير الذي بذلوه في مباراتهم السابقة امام القادسية فضلا عن تخبطات المدرب ايليا الذي لم يوظف امكانات لاعبيه الرهيبة بالشكل المطلوب علاوة على حبس عدد من اللاعبين على مقاعد الاحتياط بدون داع امثال بوشعيب لمباركي الذي لا يوجد سبب مقنع لابعاده عن التشكيلة الاساسية في ظل الامكانات الهجومية العالية التي يتمتع بها.
وقد حملت الجماهير الاهلاوية التي لم تقلل من اداء فريقها المدرب ايليا والحارس تيسير آل نتيف مسؤولية الخسارة لاسيما الاخير الذي ارتكب خطأين جسيمين تسببا في ولوج هدفين في شباكه.
فرحة اتحادية