عزيزي رئيس التحرير من المفترض ان يكون مدير العمل في اي مؤسسة او شركة او ادارة حكومية هو العنصر القوي الذي بحسن ادارته واخلاصه في قيادته يتضاعف الانتاج ويزداد الدخل المالي للوطن. ولا غرابة ان نقول ان تحديد قدرة ومستوى اداء المديرين يرتكز اساسا الى عدة عوامل منها، كمية الانتاج، سير العمل، معنويات الموظفين، الارباح ، الخسارة، جودة الانتاج، الصيانة الوقائية ، المتابعة، الامانة، الاستقامة، والاهم من ذلك كله من حيث شدة التأثير السلبي على كل مقومات العمل من دون استثناء ما يتصل بالعامل البشري في صميم اعماقه وهو الذي يقوم بتشغيل وصيانة وتسيير جميع امور وشئون العمل، وهو الذي يستخدم مختلف المعدات والادوات والآليات ذات التعقيد والتقنية العالية بأكبر قدر من الدقة والحرص والفعالية. ومن الاساسيات الجوهرية التي لابد من وجودها في اي شخصية ادارية تلك القدرة الفعالة في تحليل وقراءة السير الذاتية لجميع المتقدمين للوظائف وان لا يقفز بالاسماء التي لم يتأكد أنها تناسب العمل بسبب توصية او صداقة او معرفة، وعندها يطلب اثنين او ثلاثة للمقابلة الشخصية والنجاح فيها لمن تم انتقاؤهم بطرق غير امينة! واما باقي المتقدمين فانه يقال لهم (سوف نتصل بكم لاحقا) ان ذلك ظلم واضح وخسارة للكفاءات. المدير المخلص يعرف معنى واهمية السير الذاتية لتمييز قدرة المتقدمين على حل المشاكل ومن هنا لا مكان للمحسوبية الا عند من لايهتم بتوظيف الافضل ولا تهمه العدالة والمصلحة. ومن هنا يجب اجراء المقابلات الشخصية والاعداد لها جيدا للحصول على اجابات عن الاسئلة المطروحة، فالكل يتساوى امام الطريقة والاسلوب وقوة وضعف الاسئلة، واختيار الاصلح والاقدر هو مبتغى صاحب اي عمل، وليكن المحاور على قدر من المسؤولية والنزاهة والاخلاص والولاء لصاحب العمل. ان اجراء مقابلة شخصية نزيهة وصحيحة هو المطلوب، في جميع مجالات العمل واعداد الكوادر والنتيجة هنا معروفة وهي ابتلاء صاحب العمل بعناصر قد تقوده الى الخسارة. وحسب خبرتي المتواضعة، فمن المعلوم ان اجراء المقابلات الشخصية للتوظيف، من الفنون والمهارات الجميلة والممتعة حتى وان اخذت وقتا طويلا، فالمهم ان تكون وفقا لما يمليه العقل والضمير. نعم هي عملية صعبة ومعقدة ولكنها تقي الطرف المعني من ألم ووخز الضمير في المستقبل، حين يرى المحسوبية والتمييز (والواسطة) قد اضرت بصاحب العمل سواء شركة او مؤسسة او ادارة حكومية. لابد ان اشير هنا الى ان عملية التعيين بالتوصيات والجلسات الخاصة وكذلك الاقارب عملية سهلة وغير مكلفة ولكن عواقبها على صاحب العمل والمؤسسة سيئة على المدى الطويل. ومن اشد المخاطر واعظمها على الاطلاق تعيين موظفين، باستخدام المحسوبية، في قطاعات مهمة مثل قطاع البترول (الزيت والغاز) والكهرباء والصناعة عموما، بطريقة غير مسؤولة ، تؤثر سلبا على الاقتصاد والدخل المالي للوطن، وقد يندم الطرف المعني حين لا ينفع الندم. ابراهيم بن صالح الشدي محافظة بقيق