المواطنين يقفون عاجزين رغم النداءات ا لمتكررة

الوافدون يسرحون ويمرحون في مواقف تحميل البضائع بالدمام

"السعودة" هدف تسعى له قيادة هذا الوطن المعطاء وتعمل على تذليل كافة الصعوبات التي قد تعيق تحقيقه كالأمر الذي نحن بصدده من معاناة للمواطنين الذين التقينابهم في مخطط (8) بمدينة الدمام والذي يعتبر موقفا رئيسيا وهاما يعرفه جميع الزبائن الذين يرغبون في ترحيل بضائعهم إلى داخل المملكة أو إلى دول مجلس التعاون الخليجي عن طريق سيارات (الدينا) وهناك التقينا بمجموعة من المواطنين السعوديين الذين تذمروا كثيرا من مضايقة الوافدين لهم في البحث عن لقمة العيش التي يسدون بها قوتهم وقوت أبنائهم وهاكم ما دار عبر الكلمة والصورة من خلال هذا الاستطلاع لعل المسئولين بالمنطقة يسمعون نداءهم ويضعون حدا لمسلسل التطاول على السعودة وأنظمة العمل..
(السعودة 2%)
في البداية ومن موقع مواقف سيارات النقل الخفيف بمخطط (8) بمدينة الدمام سيارات (الدينا) التقينا بالعم لولاس شلس الشمري البالغ من العمر (57) سنة حيث يقول أنه يعمل بسيارته الخاصة (الدينا) منذ (12) سنة يوصل الطلبات للزبائن لجميع مناطق المملكة وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي وحين سألناه عن نسبة السعودة في هذا الموقع قال لا تتعدى 2% وأنتم الآن تشاهدون هذه الكميات والحشود البشرية من الدول العربية وغير العربية يزاحموننا على لقمة العيش حتى حين يأتي الزبون ونحن بهذا العمر لا نستطيع أن نصل إليه قبلهم. أتدرون أن هناك من زملائنا السعوديين من باع سيارته (الدينا) لانه لم يستطع سداد أقساط شرائها!!
(كيف نسدد الأقساط)
أما المواطن صالح عبد الله القعير البالغ من العمر (45) سنة فيقول انه بدأ بالعمل في هذا الموقف منذ ثمانية شهور بعد أن اشترى (الدينا) حديثة بالتقسيط حيث أنه الآن قد حل عليه قسطان من السيارة لم يستطع سدادهما. ويؤكد أن وجود تلك العمالة الوافدة من رعاة الأغنام والماشية الذين حضروا بتأشيرة على نفس المسمى تجدهم بقدرة قادر سائقين (الدينا) يجوبون كل مناطق المملكة ويسبقوننا على الزبائن فنشتكي للجوازات والشرطة فمن يقف معنا ويخلصنا من هؤلاء البشر الذين لا يتيحون لنا فرصة البحث عن لقمة العيش أتمنى أن نجد آذانا صاغية من إدارة الجوازات لتفتش على هؤلاء لتعرف إذا ما كانت هناك فئة منهم مخالفة لأنظمة الدولة.
(بين القسط والمنزل)
أما المواطن الشاب مصطفى سلمان إبراهيم الشفاف البالغ من العمر (37) سنة بدون وظيفة فيقول إنني على الله ثم على ما أحصل عليه من دخل من سيارتي (الدينا) التي اشتريتها بالتقسيط فأنا في حيرة من أمري هل أسدد الأقساط الشهرية أم أسدد ايجار المنزل؟! حيث أنني أعمل بإيصال طلبات الزبائن في مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي منذ سبع سنوات لكن من يخلصنا من كابوس العمالة الوافدة التي تريد أن تسيطر على هذا الموقع فالكثير منهم يعمل بدون كفيل وبعضهم في الأصل مخالف للانظمة واتصلنا بإدارة جوازات المنطقة الشرقية وأبلغونا خيرا وبأنهم سيحضرون للموقع لكن سمعنا شيئا والواقع شيء آخر.
(الوافدون حرمونا)
الشاب المواطن فهد موسى المطيري الذي لم يتجاوز العشرين عاما خريج الكفاءة المتوسطة وقادم من منطقة القصيم ينتظر لمدة أسبوع حتى يحصل على مشوار لمنطقة أخرى وهو يعمل كسائق (الدينا) منذ سنتين يقول: إنني استغرب هذا الكم الهائل من الوافدين وكأنه لا يوجد بالمملكة سوى هذه المهنة فحرموا السعوديين من البحث عن لقمة عيشهم في دولتهم وتساءل أين المسئولون ليتأكدوا بأنفسهم ومن الواقع المرير الذي نعيشه في هذا الموقع ليبحثوا عن حل يرضينا كمواطنين فليست لدينا مهن أخرى غير مهنة قيادة سيارة (الدينا).
(بين الخفجي والدمام)
العم سليمان خلف الشمري البالغ من العمر (51) سنة يقول إن لي في هذه المهنة ثلاث سنوات بعد أن تقاعدت من عملي وأنا حضرت بسيارتي (الدينا) من محافظة الخفجي والحقيقة أن الازدحام الحاصل أمامي في الدمام من قبل الوافدين هو نفس الازدحام الموجود بالخفجي من سودانيين وباكستانيين. ويضيف انه يمكث في المواقف لمدة أربعة أيام حتى يحصل على مشوار. ويؤكد أن المشاوير تختلف حسب طلب الزبون سواء داخل مناطق المملكة أو في دول مجلس التعاون الخليجي ولكن الأهم في هذا الأمر هو أننا نطالب الجهات المختصة والمسئولين بإيجاد مخرج لنا كسعوديين بعيدا عن تدخل هؤلاء الوافدين.
(من يحل المشكلة)
الشاب صالح محسن الحارثي الذي لم يتجاوز عمره (35) سنة من منطقة نجران يقول ليست لدي مهنة سوى هذه السيارة (الدينا) التي اشتريتها بالتقسيط والآن حائر هل أبيع السيارة لسداد الأقساط التي يطالبني بها أصحابها أم أنتظر لعل يكون هناك مخرج بعدة مشاوير لكن كيف سيكون هذا المخرج ونحن نشاهد منذ طلوع الشمس وحتى ما بعد آذان العشاء الأخوان الوافدين يتجمهرون على كل زبون يصل إلى الموقع الخاص بنقليات (الدينا) فلدينا مصاريف أخرى من ايجار شقة ومصروفات على الزوجة والأولاد فما العمل إنها فعلا مشكلة محيرة أتمنى من المسئولين أن يقفوا على هذا الكم الهائل من الوافدين بعد أن يتأكدوا من عدم تطبيقتهم لأنظمة الدولة.
(سائق الكفيل يتجه للبضائع)
وفي المقابل ومع الكثافة الكبيرة من الوافدين الذين يتواجدون في موقف الشحن التقينا بنماذج منهم ففي البداية قابلنا الأخ جمال القائد عمر البالغ من العمر (30) سنة من السودان حيث يقول انه حضر إلى المملكة منذ عام 1993 كسائق لدى كفيله لكنه بدأ العمل في قيادة (الدينا) بالإيجار منذ خمس سنوات في توصيل مشاوير وطلبات الزبائن في مختلف مناطق المملكة.
(التنقلات مفتوحة بالمملكة)
أما محمد جميل عبد الغني الذي يبلغ من العمر (38) سنة من باكستان فيقول أنه حضر للمملكة منذ عام 1993م كسائق في محافظة جدة في سيارة (الدينا) ولا يزال يزاول هذه المهنة متنقلا بين مناطق ومحافظات المملكة حسب طلب الزبائن لنقل بضائعهم المختلفة.
(من المفروشات للبضائع)
التقينا بأطلس خان الذي يبلغ من العمر (37) سنة من أفغانستان يقول: انه حضر للمملكة منذ عام 1992م وكان يعمل في السابق في محل خاص بالمفروشات والآن بدأ العمل في نقل العفش ب(الدينا) منذ خمس سنوات سواء داخل المنطقة الشرقية أو المناطق الأخرى من المملكة.
لقطات من الاستطلاع
@ كما يذكر السعوديون المتواجدون في الموقع أن هناك أحد زملائهم قد حصل على حمولة إلى الرياض بإيجار لم يصل الى المائة ريال بعد ان ضاق ذرعا بسبب الانتظار الطويل الذي مكثه في هذا الموقف لأكثر من أسبوع وهذا المبلغ قليل جدا لمشوار من الدمام للرياض ولكن حسب رأي زملائه أنه يتوقع أن يجد مشوارا من الرياض في أقصر وقت لقلة العمالة الوافدة هناك.
@ في أول وصولنا لموقع مواقف سيارات (الدينا) بمخطط (8) بمدينة الدمام احتشد علينا الأخوة الوافدون من كل جهات السيارة يتوقعون أننا زبائن نريد مشوارا ونقل عفش.
@ ونشاهد في نفس الوقت أن السعوديين يقفون بحسرة تحت الظل لا حول لهم ولا قوة أمام هذه الحشود الكثيفة من الوافدين.
@ أحد المواطنين رفض التحدث إلينا محتجا على هذا الاستطلاع الذي لن يفيد في حل هذه المشكلة.
@ أحد المواطنين كان يحمل صورة من تعميم سمو أمير منطقة الرياض ورئيس اللجنة الرئيسية العليا للسعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود والذي ينص على أن يقصر نشاط ترحيل البضائع على السعوديين فقط وهو تعميم إلحاقي عاجل صدر بتاريخ 19/12/1422ه.
@ غادرت الموقع مع زميلي المصور والمفاهمات على اشدها بين المواطنين والوافدين حول ما تحدثوا عنه من سلبيات.