أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء المملكة تشهد مساء السبت 14 محرم 1433 الموافق 10 ديسمبر خسوفا كليا للقمر ، وسوف يتميز هذا الخسوف بان القمر يشرق وهو مخسوف جزئيا في المنطقة الشرقية ويشرق مخسوفا كليا في المنطقة الوسطى والغربية وباقي المناطق. وكانت آخر مرة يرصد خسوفا كليا مع شروق القمر في سماء المملكة منذ 22 عاما في 20 فبراير 1989. وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد ابوزاهرة : أن هذه تعتبر مصادفة مميزة حيث يتم رصد خسوفين للقمر نادرين مختلفين من حيث الخصائص الفلكية يفصل بينهما فترة زمنية قصير جدا . فسماء المملكة شهدت خسوف للقمر نادر في منتصف رجب العام الماضي تميز بأنه مرحلتة الكلية كانت الأطول منذ 40 سنه ويتبع ذلك خسوف نادر آخر منتصف محرم فهو يحدث مع شروق القمر وهذا النوع من الخسوف لم يحدث في سماء المملكة منذ 22 عاما . وبين ابوزاهرة : أن بداية الخسوف ستبدأ بدخول القمر إلى منطقة شبة ظل الأرض عند الساعة 2:33 ظهرا بتوقيت مكةالمكرمة ، ويتبع ذلك دخول القمر إلى ظل الأرض وبداية الخسوف الجزئي عند الساعه3:45 عصرا . وهاتين المرحلتين السابقتين وهي بداية خسوف شبة الظل ، و بداية الخسوف الجزئي لن تكون مشاهدة في سماء المملكة نظرا لان القمر لا يزال تحت الأفق عند بداية حدوثهما. وبين ابوزاهرة : أن بداية رصد الخسوف في المملكة سيكون مع شروق القمر حسب أفق كل مدينه وهو يتزامن مع غروب الشمس ابتداء من المنطقة الشرقية حيث سيشرق القمر مخسوفا جزئيا ، حيث سيحظى الراصدون في المنطقة الشرقية برصد دخول كامل القمر إلى ظل الأرض وبداية الخسوف الكلي عند الساعة 5:06 مساء إضافة إلى رصد الذروة العظمى للخسوف الكلي عند الساعة 5:31 مساء حيث يكون القمر في عمق ظل الأرض بنسبة 111% ، ويستمر الخسوف الكلي مدة 51 دقيقة و 8 ثواني . وهذا ما سيجعل مدة هذا الخسوف الكلي قصيرة نسبيا. أما في باقي مناطق المملكة سوف يشرق القمر مخسوفا كليا ، وسوف تشترك كافة مناطق المملكة في رصد خروج القمر من ظل الأرض و نهاية الخسوف الكلي عند الساعة 5:59 مساء ويتبع ذلك وخروج كامل القمر من ظل الأرض وانتهاء الخسوف الجزئي عند الساعة 7:19 مساء . وينتهي بعد ذلك خسوف شبة الظل عند الساعة 8:29 مساء وأثناء شروق القمر سوف يلاحظ الراصدون ظاهرة فلكية أخرى غير مفهومه بشكل كامل حيث سيلاحظ أن القمر سوف يشرق ويكون حجمه كبير عند النظر إليه بالعين المجردة وهو نوع من الخداع البصري ويمكن التأكد من ذلك بالتقاط صور فوتوغرافية للقمر حيث سيظهر بحجمه العادي ، ولكن الدماغ البشري يصر عكس ذلك ، لذلك فسيتم مشاهدة القمر يشرق مخسوفا وضخما ، وهذه الظاهرة ليست خاصة بالخسوف وإنما تشاهد في منتصف كل شهر قمري. وسوف يعبر القمر أثناء الخسوف الكلي عبر الجزء الجنوبي من ظل الأرض ، لذلك فان القمر لن يكوون مظلما مثلما حدث في الخسوف الكلي في رجب العام الماضي . حيث عبر القمر من أمام مركز ظل الأرض . ولذلك فان الراصد للقمر سوف يلاحظ بان الطرف الجنوبي من القمر سوف يكون أكثر إضاءة من الطرف الشمالي . وذلك لان الطرف الشمالي سوف يكون في عمق ظل الأرض. وخلال الخسوف الكلي للقمر تقوم الكرة الأرضية بحجب ضوء الشمس عن القمر . فان أشعة الشمس الغير مباشرة تبقى قادرة على الوصول إلى القمر ولكن قبل ذلك عليها المرور من خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يقوم بترشيح معظم ألوان الضوء الأزرق ويتبق الضوء الأحمر والبرتقالي القاتم إضافة إلى ذلك فان الغلاف الجوي للأرض يقوم بعكس أو انحناء كمية بسيطة من ضوء الشمس التي يمكن أن تصل إلى القمر وتجعله مضيء. ولو أن الأرض لم يكن يحيط بها غلاف جوي فان القمر خلال الخسوف الكلي سوف يكون بلون اسود . والقمر عند خسوف القمر الكلي يمكن أن يأخذ اللون البني الغامق والأحمر إلى البرتقالي البراق والأصفر وهذا يعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي حول الأرض. وعقب انتهاء مرحلة الخسوف الكلي سوف يكون الراصدون على موعد هام مع مرحلة الخسوف الجزئي حيث سيتمكن من رؤية شكل الأرض عند النظر إلى ظلها الساقط على وجه القمر المضيء حيث ستتم ملاحظ أن ظل الأرض متقوس ما أوحى للقدماء منذ أكثر من ألفين عام بان شكل الأرض يجب أن يكون دائري أيضا. وخسوف بعد خسوف لاحظوا بأنها تسقط ظل دائري لذلك قرروا بأننا نعيش على كوكب دائري ، وذلك منذ فترة طويلة قبل قيام المركبات الفضائية ورواد الفضاء من التقاط صور تظهر كوكبنا الأزرق من الفضاء. وتوضح الجمعية أن خسوف القمر على عكس كسوف الشمس ، يمكن رصده مباشرة بالعين المجردة بدون الحاجة إلى استخدام نظارات أو معدات خاصة. ويمكن استخدام التلسكوب ، ولكن القمر سيكون في طور البدر المكتمل لذلك الرد سيكون لمراحل الخسوف ولكن لا يمكن رصد ظلال التضاريس القمرية نظرا لان القمر يكون مواجها للشمس وتكون الظلال القمرية قصيرة جدا. ويمكن استخدام المنظار الثنائي العينية حيث يمكنه أن يحسن الرؤية حيث يقوم بإعطاء تكبير أفضل ويقوي الألوان. ويمكن استخدام منظار مقاس 7×50 أو 10×50 يكون أفضل . وإذا تم استخدام منظار اكبر فهناك حاجة لاستخدام حامل ثلاثي الأرجل لتثبيت المنظار عليه . وفي الأساس خسوف القمر كظاهرة فلكية لا تحتاج إلى معدات للرصد. ويمكن القيام أيضا ببعض الأرصاد الهامة من خلال التلسكوب حيث يمكن مراقبة وتسجيل بشكل دقيق وقت دخول وخروج الفوهات في ظل الأرض . حيث أن هذه الأوقات يمكن أن تستخدم في تقدير امتصاص الغلاف الجوي الناشئ عن الغبار ورماد البراكين المنقول. ويمكن للمهتمين القيام بأرصاد مفيدة خلال حدوث خسوف القمر الكلي . حيث انه من الصعب معرفة المدى الحقيقي للظلمة التي سيكون عليها القمر عند حدوث الخسوف الكلي فاللون الذي سوف نشاهده يعتمد على كمية الغبار في الغلاف الجوي خلال الخسوف . ويمكن استخدام مقياس دانجون المخصص لخسوف القمر حيث يمكن من خلاله القيام بتصنيف لون القمر واللمعان خلال الخسوف الكلي جدير بالذكر أن هذا الخسوف سيكون مشاهدا في سماء منطقة الخليج العربي ومساحات واسعة من العالم العربي و ألاسكا وشمال كندا واستراليا ونيوزيلندا و وسط أسيا و الأجزاء الشرقية من آسيا ، وسوف يغرب القمر مخسوفا في شمال أمريكا وهاوي ، في حين أن القاطنين على طول الساحل الغربي للولايات المتحدةوكندا سوف يرصدون بداية الخسوف الكلي مع اختفاء القمر تحت الأفق الغربي أما القاطنين على الساحل الشرقي فسوف تتاح لهم الفرصة لرؤية بداية الخسوف الجزئي قبل غروب القمر.
