تناول الطفل "عبدالله" قطعة من اللحم، ولم يستطع بلعها، ليتعالى عند ذلك الصراخ، ويبدأ كل من حوله بالاجتهاد في إخراج تلك القطعة، فوالد الطفل وضع يده في فم الطفل لمحاولة سحبها، بينما قلبت الأم طفلها على ظهره، لتضربه ضربات سريعة ما بين كتفيه نحو الرأس لتسقط قطعة اللحم، في الوقت الذي أكد فيه مدرب بالهلال الأحمر السعودي أن "الغصة" قد تكون أحيانا في قمة الخطورة، وقد تودي إلى وفاة الإنسان في فترة ما بين 4 إلى 6 دقائق، حيث تبدأ خلايا الدماغ بالموت، ومن ثم يتوقف التنفس، ثم القلب إن لم يتم إنقاذ الشخص، وإخراج القطعة من الفم بسرعة بطريقة صحيحة. وقال والد الطفل عبدالله ل "الوطن" إن ابنه بعد الحادثة لم يتناول اللحم، خاصة أنه كاد يموت بين يديه لعدم معرفته بكيفية استخراج قطعة اللحم من جوف فمه، مشيراً إلى أن والدته نجحت في استخراجها، وقد استفادت من مشاهدة برنامج تلفزيوني توعوي حول تناول الأطفال لأجسام غريبة أو أثناء الأكل، وكيفية استخراجها بطريقة آمنة بدون عنف. أما أم هشام فقالت إن ابنتها "مروة" ذات العام والنصف تبتلع كل ما تراه أمامها، وإنها ذات مرة ابتعلت ممحاة دائرية صغيرة معتقدة أنها قطعة حلوى، وأشارت إلى أنها اضطرت حينها للذهاب بها للطبيب الذي زودها بالطريقة السليمة للتعامل مع مثل تلك الحالات، وذكرت أنها دائمة القلق بالمنزل، خشية أن تلتقط طفلتها أشياء خطرة وتبتلعها. وقال المدرب بالهلال الأحمر في المدينةالمنورة سعد حامد الحجيلي "إذا بلع الطفل أو الإنسان شيئا غريبا عن طريق الفم، ولم يستطع بلعه بطريقة كاملة ليستقر داخل المعدة، وفي الوقت نفسه لم يتمكن من قذفه خارج الجسم، يطلق عليه المجتمع " الغصة" ، وهي – كما ذكر - في قمة الخطورة، حيث يمكن أن تؤدي إلى وفاة الإنسان خلال 4-6 دقائق، حيث تبدأ بعدها خلايا الدماغ بالموت، ومن ثم يتوقف التنفس، ثم القلب، وبالتالي يموت الإنسان. وبين الحجيلي أن "إنقاذ الرضيع الذي يبتلع جسما غريبا يجب أن يتم بصورة عاجلة، فإن كان عمر الطفل أقل من عام يقلب على بطنه وهو محمول باليد، ويضرب على ظهره ما بين عظمة الكتف نحو الرأس، خمس ضربات، ويجب أن يكون رأس الطفل نحو الأسفل، ثم يقلب الرضيع على ظهره باليد الأخرى، ويضغط خمس ضغطات صدرية، وبعدها يتم سحب الجسم الغريب من داخل فم الطفل إن كان ظاهراً "، محذراً الأهل من البحث بشكل عشوائي داخل فم الرضيع. وأضاف "أما إذا كان من تعرض لتوقف الجسم الغريب داخل فمه أكبر من العام، فيكون واقفا أو جالسا على ركبتيه، ويضغط من فوق السُرة بشكل ضغط وإرخاء نحو الصدر، وبهاتين الطريقتين يتم دفع الهواء الموجود في الرئتين لإخراج الجسم الغريب، وقذفه لخارج الجسم، وبعد ذلك ينقل إلى المستشفى للفحوصات". وبين الحجيلي أن "الهلال الأحمر باشر حالات كثيرة نتيجة بلع أطفال لأجسام غريبة صغيرة تترك في متناول اليد، مشيرا إلى أنه في إطار التوعية بالإسعافات الأولية يعرض في عدد من المجمعات التجارية صور ومجسمات لطريقة الإنقاذ والتي تجد قبولا كبيرا من قبل الأسر.