قريشي: زيارة ولي العهد تفتح أبواب باكستان الجديدة للمستثمرين

وصف وزير الخارجية الباكستاني شاه محمد قريشي، زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، المرتقبة لباكستان ب»المهمة للغاية»، معتبرا أن زيارة ولي العهد والاتفاقيات الاستثمارية التي سيوقعها خلال الزيارة سوف تفتح الأبواب لآخرين للاستثمارات في باكستان الجديدة، كما عد العلاقة التاريخية والشراكة القائمة بين البلدين والتفاهم السياسي ذات أهمية للمسلمين حول العالم، وخاصة بما تمتلكه المملكة من مكانة عالية لدى الأمة الإسلامية.
وعبر وزير الخارجية الباكستاني خلال حديثه مع الوفد الإعلامي السعودي الاستباقي المتواجد في إسلام أباد عن سعادته البالغة، مثمنا مبادرة المملكة بفتح الباب أمام العالم للاستثمار في باكستان، حيث سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات من أهمها بناء السعودية مصفاة تكرير نفط في «قوادر»، بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار، مما يؤكد للآخرين أن باكستان دولة يمكن الاستثمار فيها بفضل إمكاناتها. وفيما يلي نص حوار الوفد الإعلامي السعودي مع وزير الخارجية الباكستاني.

الزيارة المرتقبة
بداية كيف تقيمون العلاقات السعودية الباكستانية والزيارة المرتقبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى بلادكم؟
- لدينا علاقات إستراتيجية وروابط مميزة للغاية مع المملكة العربية السعودية، ونحن نحترم كثيرا تلك الروابط، إذ تحتل باكستان مكانة خاصة للغاية لدى السعودية والسعوديين، والكثير من الباكستانيين يبجلون المملكة ويقدرون دعمها الدائم لباكستان، والمملكة هي أول من وقف بجانب باكستان في محنتها ولن ننسى مواقفها أبداً ما حيينا.
إرساء الأمن والسلام
ما أهمية أن تكون العلاقات السعودية الباكستانية قوية كما هي الآن، في إرساء الأمن والسلام في ضوء الاضطرابات الكثيرة التي تمر بها المنطقة ؟
- إن باكستان والمملكة العربية السعودية تدعمان السلام والاستقرار والرخاء، ومن جهتنا نسعى دائماً إلى حماية حدودنا من الاعتداءات الخارجية وللأسف، فإن هناك قضايا عالقة مع جيراننا بسبب الحرب الدائرة منذ سبعة عشر عاما، الأمر الذي لا يتسبب في هدم حضارة باكستان وأفغانستان فحسب بل والمنطقة برمتها، ونأمل من خلال المساعدة التي تقدمها المملكة، أن نخرج من هذه الأزمة ونتجه نحو السلام.
مستقبل العلاقات
كيف تتنبأ بمستقبل العلاقات السعودية الباكستانية بعد زيارة ولي العهد السعودي؟
- سوف تشهد هذه العلاقات المزيد من التعزيز وتقوية الأواصر، ونأمل أن تثمر هذه الزيارة عن إنشاء مجلس تنسيق جديد يرأسه ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الباكستاني والوزارات المعنية ذات الصلة، وسوف يصبح هذا المجلس مبعث فخر الوزراء. وسوف يتبع هذه الزيارة متابعة تنسيقية، ونأمل إلى المزيد من آفاق الاستثمار بين المملكة وباكستان.
التحديات الأمنية
كيف يرى جيل المستقبل في باكستان علاقة بلاده مع البلدان المجاورة أو بلدان أخرى في ظل التحديات الأمنية وخطر الإرهاب؟
- الموقف الأمني في باكستان في السنوات القليلة الماضية شهد تحسناً كبيراً بعد أن خضنا فترة عصيبة للغاية جراء الإرهاب الذي أدى حدوث معاناة شديدة على المستوى الاقتصادي والإنساني، بيد أن عزيمة أفراد قوات الأمن بل والشعب بأكمله قادت إلى هزيمة الإرهاب في باكستان. والآن نحن بصدد القضاء على التطرف من خلال خطوات وخطط تهدف إلى ذلك.
علاقات ممتدة
كيف تقيمون حرص السعودية على تعزيز العلاقات مع باكستان والممتدة لأكثر من 50 عاما؟
- إن هذه العلاقات مميزة واستثنائية، والسعودية وقفت إلى جانب باكستان وقدمت جميع الدعم والمساندة طوال سنوات، وآخر تلك الوقفات المشرفة موافقة المملكة على تأجيل مدفوعات الواردات النفطية لمدة عام كامل، كذلك فإن الحكومة الباكستانية ممتنة لتضامن السعودية الكامل مع شعب كشمير خلال اجتماع فريق الاتصال بنيويورك في سبتمبر الماضي.

التفاهم بين القيادتين
كيف ستساهم زيارة ولي العهد السعودي التاريخية إلى باكستان في تطوير العلاقات بين البلدين ؟
- ولي العهد سيزور باكستان برفقة وفد كبير رفيع المستوى يرغب بالتواصل مع أفراد الشعب الباكستاني وتطوير الروابط المؤسسية مع باكستان. وبمشيئة الله، سوف تكون هذه الزيارة مثمرة للغاية وبمثابة قوة دفع للعلاقات السعودية الباكستانية إلى مستوى أعلى .
الممر الاقتصادي
ما هي أهمية انضمام المملكة إلى مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، والذي هو جزء من المشروع الصيني «حزام واحد وطريق واحد»؟ وماذا سيحقق للبلدين؟
- هذا المشروع الضخم الذي سيربط ميناء «جوادر» الباكستاني بكشمير يتيح العديد من الفرص الاستثمارية التي ستستغلها الدول الأعضاء وتستفيد منها خاصة المملكة، ونحن نعمل حالياً على تأسيس ثلاث مناطق اقتصادية موجهة لتسريع وتيرة العمل، ولا ننسى أن المملكة وباكستان قامتا بتخفيض رسوم التأشيرات بهدف تشجيع النشاط المتبادل بينهما، كما أن باكستان وعدت بتقديم حوافز وخدمات للمستثمرين السعوديين وقررت إعفاء السعوديين من الحصول على تأشيرة الدخول المسبقة، حيث سيتم منحهم تأشيرة دخول عند وصولهم بهدف إنعاش السياحة وتعزيز الاستثمار في باكستان.
دور الشباب
كيف ترون مستقبل السياحة في باكستان والخطط المستقبلية لتعزيز دور الشباب؟
تعمل حكومتنا على اتخاذ خطوات لترسيخ الثقة من قبل الشباب في الاقتصاد، وتشجيع السياحة، واضعين في الاعتبار الموارد المحدودة للبلاد وجاعلين ذلك على قمة أولوياتنا.
تشجيع الاستثمار
دعا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في القمة العالمية للحكومات دول العالم للاستثمار في باكستان وبادرت السعودية بتلبية الدعوة وهاهي تستثمر الآن في باكستان، كيف تعلقون على هذه المبادرة؟
- إنني سعيد للغاية بذلك فقد قامت المملكة بفتح الباب أمام الآخرين، وبمشيئة الله، سوف توقع المملكة مذكرة تفاهم بشأن بناء مصفاة تكرير نفط في قوادر، وهو استثمار تتعدى قيمته عشرة مليارات دولار، مما يؤكد للآخرين أن باكستان دولة يمكن الاستثمار فيها بفضل إمكاناتها.
المصالحة مع طالبان
حدثنا عن دور الحكومة الباكستانية في المصالحة الأخيرة مع طالبان والذي قادته السعودية والإمارات؟
- نشعر بالامتنان بشأن الجهد المثمر الذي بذلته كل من السعودية والإمارات في تعزيز السلام والاستقرار ليس فقط في أفغانستان بل في المنطقة بأكملها من خلال دفع محادثات السلام، وقد لعبتا دوراً مهماً وإيجابياً في هذا الشأن ولا ينكر أحد هذا الحراك المتقدم، وقد أقر الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الأمر وكذلك وزير خارجيته مايك بومبيو والعالم أجمع، كما أن باكستان قد لعبت دوراً بناءً في تحقيق هذه المصالحة، ونأمل أن يتحقق السلام والاستقرار، الأمر الذي سيحقق منفعة للجميع وخاصة باكستان.
الوسطية والاعتدال
تبنت السعودية منهج الوسطية والاعتدال وفهم ثقافة الآخر، كيف يمكن للرياض وإسلام أباد بهذا الثقل السياسي أن تؤصلا هذا المفهوم؟
- كما أشرت من قبل، فإن باكستان الآن بصدد القضاء على التطرف، فهذا اعتدال، كما أن التدابير والتسهيلات التي تتخذها القيادة السعودية تهدف إلى دعم الشباب والأنشطة الثقافية ومهرجان الأفلام الذي من خلاله تم تبادل النصوص الدرامية كضرب من ضروب التوعية الثقافية، علاوة على تعزيز الموسيقى والفنون، كل ذلك يحقق الاعتدال والتفاهم.

تحقيق السلام

ماذا تعدون به المستثمرين بشأن باكستان الجديدة؟
- إن باكستان الجديدة تؤسس لعلاقات طيبة مع جيرانها وتؤمن بتحقيق السلام في المنطقة وتسعى إلى تعزيز المبادرات كالتي أطلقتها المملكة وجعلها أكثر نفعاً. كما أنها تسعى إلى تحقيق السلام والتوافق بداخل وخارج حدودها. إن تفاعلنا مع القيادة السعودية ورؤية 2030 هو من أسس رؤية رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، كما أن ولي العهد السعودي يفتح مجالات جديدة للاستثمار.
محاربة الإرهاب

حدثنا عن التقدم الذي أحرزته حكومتكم وجيشكم في محاربة الإرهاب طيلة العقد الماضي.
- بفضل الله، نجحت عملياتنا العسكرية في القضاء على الإرهاب، الأمر الذي يبعث على الأمل في جذب استثمارات جديدة إلى باكستان، وفي مقدمتها الاستثمارات السعودية.
كيف تقيمون التعاون بين المملكة وباكستان لمواجهة ذلك والمساعدة في تخفيف الأضرار التي تلحق بالبلدان المتضررة من الصراعات؟
- نتوق إلى توحد الأمة، والتحدث بصوت واحد بشأن قضية كشمير أمر مهم للغاية، وهذا التفاهم وهذه الوحدة يمثلان أهمية للمسلمين حول العالم، وخاصة بمساعدة المملكة العربية السعودية بفضل مكانتها التي تشغلها في الأمة.
تبادل الأفكار
ما هي رسالتك إلى شباب باكستان والمملكة بشأن مستقبل باكستان الجديدة؟
- إن أغلبية السكان في باكستان هم من الشباب، وكذلك الحال في السعودية. وعليه، فإن من المهم تبادل الأفكار وخلق فرص العمل وتطوير المهارات والترفيه والرياضة، حيث أحرزت المملكة تقدماً هائلاً في دعم الرياضة من حيث إنشاء العديد من المنشآت الرياضية، وهو اتجاه صحي تنتهجه المملكة. وفي باكستان، فإن رئيس الوزراء عمران خان شخص رياضي وشارك في العديد من الفعاليات الرياضية، وهو حريص بشدة على تعزيز الرياضة. وتتمتع المملكة بالوعي بشأن الإسهام وتطوير التقنيات الحديثة وكذلك الحال بالنسبة إلى باكستان التي تولي اهتماماً بتطوير التقنيات الحديثة وجذب الاستثمارات.
رؤية 2030
كيف ينظر الجانب الباكستاني إلى رؤية السعودية 2030 وكيف لباكستان أن تساهم في تعزيزها، خاصة في ضوء رؤية الحكومة الباكستانية إلى باكستان الجديدة؟
- إنها رؤية مستقبلية تعمل على تطوير البنية التحتية للمملكة وتعزيز التعليم والفنون والثقافة والاعتدال، إننا نحذو نفس الخطى من أجل تحقيق رفاهة الشعب الباكستاني في قطاعات الصحة والمياه النظيفة والصرف الصحي. تهدف هذه المشروعات إلى تحسين جودة الحياة لدى كافة المواطنين. وأتوجه بالشكر إلى السعودية لتقديمها الدعم إلى باكستان وسخاء ولي العهد لتحقيق رفاهية وسيادة باكستان.
من أقوال الوزير قريشي
- العلاقات الباكستانية السعودية إستراتيجية ولدينا روابط مميزة للغاية

تعاضد أفراد قوات الأمن والشعب بأكمله قاد إلى هزيمة الإرهاب في باكستان
التفاهم السياسي والدعم الدبلوماسي المتبادل مع السعودية، ذو أهمية كبيرة للمسلمين حول العالم
إطلاق طريق مكة سيسهم في ربط الباكستانيين بمكة والمدينة المنورة
زيارة ولي العهد لباكستان ستكون مثمرة للغاية وبمثابة قوة دفع للعلاقات بين البلدين