واصلت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالية للشرعية في اليمن أمس، انتصاراتها في غالبية المحافظات بما فيها عدن، مؤكدة سيطرتها على الجزء الأكبر من حي التواهي آخر معقل للمتمردين الحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في المحافظة. وقال المتحدث باسم مجلس قيادة المقاومة الشعبية علي الأحمدي في تصريحات صحفية إن "مقاتلي المقاومة نجحوا في السيطرة على معظم حي التواهي ومنشآته الحيوية"، مضيفا "أن هذه القوات استعادت قصر 22 مايو الرئاسي مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة للقاعدة البحرية". وأكد الأحمدي أن "عملية تمشيط واسعة تجري للقضاء على آخر جيوب الحوثيين وحلفائهم، لافتا في نفس الوقت إلى أن المتمردين ما زالوا ينتشرون على أسطح مبان في الحي لكن "بأعداد صغيرة". وفيما أشارت مصادر عسكرية إلى أن المعارك في هذا الحي أسفرت عن سقوط 28 قتيلا أغلبهم من الحوثيين وعشرات الجرحى خلال ال24 ساعة الماضية، قال القائد العسكري بعدن العميد عبدالله صبيحي إن رجاله دخلوا إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة التي تمت استعادتها من الحوثيين، مضيفا "نحن نحتفل بالنصر الذي نهديه إلى عائلات قتلانا وجرحانا". وأوضح أن المقاومة نجحت في الضغط على الحوثيين وحلفائهم بمنطقة التواهي ومحاصرتهم، وإن مقاتلي المقاومة وصلوا إلى مباني الإذاعة والتلفزيون والأمن السياسي، متوقعا أن يسلم الحوثيون أنفسهم خلال ساعات. ولفت الصبيحي إلى أن المقاومة سيطرت أيضا على القاعدة البحرية بعدن وعلى استراحة العروسة ومجمع التوجيه المعنوي التابعين لوزارة الدفاع، مؤكدا وجود تنسيق مع التحالف العربي عبر غرفة عمليات مشتركة، وذلك لتحديد الأهداف بدقة وتقدير المواقف في الوقت المناسب. وكانت جماعة الحوثي المتمردة قابلت الخسائر المتلاحقة التي تكبدتها في عدن، وطردها من غالبية الأحياء التي كانت تسيطر عليها، باستئناف قصفها العشوائي لمناطق المدنيين، حيث شنت قصفا عشوائيا بصواريخ الكاتيوشا وقنابل الهاون مساء أول من أمس، على ضاحية دار سعد شمال مدينة عدن، مخلفة 43 قتيلا وجرح 173 آخرين، بينما أشار مدير عام الصحة في عدن الخضر لصور إلى ارتفاع أعداد الضحايا، وقال إن "57 مدنيا بينهم 12 طفلا وست نساء قتلوا وأصيب أكثر من 215 آخرين بجروح بينهم 25 طفلا و15 امرأة". أما في تعز فقد تمكن ثوار المقاومة الشعبية من قتل 36 متمردا وإصابة أكثر من 100 آخرين، خلال مواجهات متفرقة، وقالت المقاومة في بيان إنها سيطرت على حي الزنوج ومكتب المالية والبريد، واستعادت السيطرة مجددا على مقر حزب المؤتمر الشعبي العام التابع للمخلوع، كما أحرزت المقاومة تقدما بجبهة الإخوة. وكذلك تقدمت في حي الجمهوري. وفي محافظة لحج، ذكرت المقاومة أنها تتقدم نحو قاعدة العند العسكرية، وسط غطاء جوي من طائرات التحالف التي قصفت القاعدة التي يتمركز فيها الحوثيون وقوات صالح وتعد مركز هجومهم على عدن ولحج. وتواصل المقاومة حشد المئات من المقاتلين من يافع والضالع في طريقهم لاقتحام قاعدة العند التي باتت على وشك السقوط في يد المقاومة الشعبية التي فتحت شهيتها انتصارات عدن. وقال مصدر وسط الثوار إن اشتباكات عنيفة وقعت مع قوات التمرد في الطريق إلى القاعدة، حيث تم أسر أكثر من 50 حوثيا في منطقة الحرور بمديرية وديان كانوا في طريقهم من محافظتي عدن وأبين. في غضون ذلك، قصفت طائرات التحالف بقيادة المملكة، مخازن الأسلحة في اللواء الخامس في منطقة بئر ناصر بمحافظة لحج، كما استهدفت مناطق منها الوهط وصبر والفيوش، وتشن عددا من الغارات على تجمعات ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح. وشملت الغارات مواقع وتجمعات هؤلاء في المدينة الخضراء وفي لحج وأبين. في سياق متصل، عاودت طائرات التحالف العربي مساء أول من أمس، غاراتها الجوية على العاصمة اليمنية صنعاء، وقال مصدر إعلامي إن طيران التحالف أغار بكثافة على معسكرات ومخازن أسلحة جنوبصنعاء. حيث تم قصف معسكري 48 وضبوة الموالين للحوثيين. كما قصفت مدرسة الحسين التي يتخذها الحوثيون قاعدة لهم بمنطقة حزيز. وتحدثت مصادر عن استهداف معسكر الحفا بمنطقة جبل نقم جنوب شرق العاصمة، في حين أشار سكان آخرون إلى تعرض منطقة النهدين جنوب العاصمة للقصف. وأن الانفجارات تسمع لمسافة بعيدة وألسنة اللهب والأدخنة تتصاعد من معسكر الحفا بجبل نقم أمام مبنى الجوازات بصنعاء. وفي محافظة الحديدة، غرب اليمن شنت مقاتلات التحالف العربي غارات عدة على مواقع عسكرية للحوثيين وقوات صالح. وقال مصدر محلي إن مقاتلات التحالف العربي شنت غارات على موقع الدفاع الجوي في منطقة رأس عيسى والصليف، شمالي المدينة. ولم يدل المصدر بمعلومات دقيقة حول ما إذا كان هناك أضرار. وفي مأرب قصفت المقاتلات مواقع للحوثيين وقوات صالح، حيث أوقفت تقدمهم، ومساعدة رجال المقاومة على استعادة الكثير من المواقع. إلى ذلك، أعلن فرع تنظيم داعش في اليمن أمس، مسؤوليته عن تفجير سيارة خارج مسجد المؤيد الذي يستخدمه الحوثيون في صنعاء ويقع قرب منزل أحد قادتهم، وقالت مصادر في الشرطة إن التفجير تسبب في مقتل خمسة أشخاص وإصابة سبعة آخرين.
